أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب
 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 613623
كلام عن الحب
إن الإنسان قبـل الحب شيء وعنـد الحب كل شيء وبعـد الحب لا شيء"
أكبر متعة في الحب تجد نفسك محبوبا عند الناس
"

 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 829894
المدير المنتدى
شكراً لتسجيلك في
أحلى منتديات أمين عبلة الحب
نحن سعداء جدا لاختيارك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الاستمتاع بالإقامة معنا، تفيد وتستفيد ونأمل منك التواصل بإستمرار.
مع أطيب الأمنيات,
إدارة المدير.
أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب
 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 613623
كلام عن الحب
إن الإنسان قبـل الحب شيء وعنـد الحب كل شيء وبعـد الحب لا شيء"
أكبر متعة في الحب تجد نفسك محبوبا عند الناس
"

 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 829894
المدير المنتدى
شكراً لتسجيلك في
أحلى منتديات أمين عبلة الحب
نحن سعداء جدا لاختيارك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الاستمتاع بالإقامة معنا، تفيد وتستفيد ونأمل منك التواصل بإستمرار.
مع أطيب الأمنيات,
إدارة المدير.
أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أكـــــبر مـــــــــــــتعة في الـــــــــــحب تجـــــــــد نفـــــــسك محبــــوبا عنــــــد النــــــاس
 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول
تمنادى الحب عندما يأتى الليل ، ويغلق الناس أبواب بيوتهم بإحكام يخرج من قلب الظلمة مناد يقول : - هل كل هذه البيوت تنام على الحب ؟ ! ويظل يردد السؤال ، الذى لا يجيب عليه أحد ، حتى تظهر أول خيوط الفجر !

 

  @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م):

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
AMINE PàTCHIKà
AMINE PàTCHIKà
المدير


الجنس : ذكر
الابراج الدلو
تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 25/01/1988
العمر : 36

المدير العام
منتديات أمين عبلة الحب :

 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): Empty
مُساهمةموضوع: @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م):    @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): Emptyالإثنين ديسمبر 31, 2012 6:30 pm

 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 500092465

 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 500092465

@العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول
(132 - 232هـ = 749- 847م):

 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 500092465

 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 500092465

يمتد العصر العبـاسـى الأول قرنًا من الزمـان، من سنـة (132ه= 749م)
إلى سنة (232ه= 847م)، ويعد العصر الذهبى للخلافة العباسية؛ حيث
تمتع الخلفاء بسلطتهم الدينية والدنيوية.

وخلفاء هذا العصر تسعة، هم:

1 - أبو العباس عبدالله (132-136ه= 749- 753م).
2 - المنصور (136 - 158ه= 753 - 775م).
3 - المهدى (158- 169ه= 775- 785م).
4 - الهادى (169 - 170ه= 785 - 786م).
5 - الرشيد (170- 193ه= 786 - 809م).
6 - الأمين (193 - 198ه= 809 - 813م).
7 - #المأمون# (198 - 218ه= 813 - 833م).
8 - المعتصم (218 - 227ه= 833 - 842م).
9 - الواثق: (227 - 232ه= 842 - 847م).
الخليفة الأول: أبو العباس (132-136ه= 749- 753م):
هو «عبدالله بن محمد بن عـلى بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب بن
هاشم»،ولد سنة (100ه= 718م) تقريبًا.
بويع «أبو العبـاس» فـى «الكوفة» فى شهر ربيع الأول سنة (132ه=
749م).

واسـتمـر فــى الحـكم أربـع سنوات، استطـاع خـلالهـا توطيد أركـان
الخلافة #العباسية#، والقضاء على كل مقاومة ظهرت فى عهده.

موقف العباسيين من الأمويين:

مـمــا لاشـك فـيه أن هـنــاك بعض التجـاوزات التـى حدثت فـى إقـليم
«الشـام» عـلى يد الوالى العبـاسـى «عبدالله بن عـلى»، عم الخـليفـة
«أبـى العباس»؛ حيث تعقَّب الأمويين فى كل مكان وقتل كثيرًا منهم،
ممـا دفع بعضهم إلى الفرار إلى مناطق بعيدة، كما فعل «عبدالرحمن
بـن مـعــاويــة» - صـقر قـريـش - الذى فـر إلى «المـغرب» ومنهـا إلى
«الأنـدلس»؛ حـيث أسس دولة أمويـة هنـاك سنـة (138ه= 755م)، كمـا
حاول بعضهم الآخر التخفِّى وطلب العفو.
ومن نـاحيـة أخرى لم يقف أنصار الأمويين وأعوانهم مكتوفى الأيدى
أمـام انتصـارات العبـاسيين، ومـا ارتكبه بعض ولاتهم من مذابح تجـاه
البـيت الأمـوى، فـقــامـوا بـعدة ثورات فـى أمـاكن متفرقـة، إحداهـا
بـالبـلقـاء و«حوران» سنـة (132ه= 749م)، وأخرى فـى «قِنَّسرين»،
وثـالثـة فى «دمشق»،لكن قوات العباسيين استطاعت الانتصار عليها
والسيطرة على الموقف.

موقف الخلافة من بعض زعماء الدعوة العباسية:

واجهت «الدولة العبـاسيـة» قبيـل إعـلانهـا وفى بداية قيامها انحراف
بعض المسئولين فيهـا، ولم تكن الظروف السيـاسية التى صاحبت قيام
«الدولة العـبــاسـيــة» تـسمح بـالتخـلّص من هـؤلاء، فـلمـا بويع «أبو
العبـاس» بـالخـلافـة وبدأت الدولة تـأخذ طريقها إلى الاستقرار، قامت
بمعـاقبـة هـؤلاء، وكان أول من عوقب «أبا سلمة الخلال» بسبب عدم
تـحمـسه كـثيـرًا لانـتقــال أفـراد البيت العبـاسـى من «الحميمـة» إلى
«الكوفـة»، ولم يـأذن لهم بدخول «الكوفة» إلا بعد فترة، وحاول نقل
الخـلافـة من البيت العبـاسى إلى البيت العلوى إلا أنه فشل فى ذلك،
كمـا حـاول قتـل «أبـى العباس» وفشل فى ذلك أيضًا، فلما استقرت
أمور الدولة استقر رأى أفراد البيت العبـاسـى عـلى أخذ رأى «أبى
مـســلم الخـراســانــى»، الذى وافـق عـلى التخـلص منه، فتم اغتيـاله
وأعـلنت القيـادة العبـاسية أن جماعة من أعداء الدولة هم الذين نفذوا
هذه المؤامرة.
كمـا قـام «أبو مسلم الخراسانى» والى إقليم «خراسان» بالتخلص من
أحـد كبـار الدعـاة وهو «سـليمـان بن كثير»، الذى كـان يُعرف بنقيب
النقبـاء، عقب اتهـامه بـالاتصـال بـأحد أبنـاء البيت العلوى وتحريضه
على الثورة ضد البيت العباسى.
وتُوفى الخليفة العباسى الأول «أبو العباس» بالأنبار فى (13 من ذى
الحجـة سنـة 136ه= 9 من يونيو سنة 754م)، وعمره نحو ست وثلاثين
سنة.
الخليفة الثانى: #أبو جعفر المنصور# (136 - 158ه= 753- 775م):
هـو «عـبدالله بن محمد بن عـلى بن عبدالله بن العبـاس بن عبدالمطـلب
الهاشمى»، وكنيته «أبو جعفر».
ولد سنـة (95ه= 714م) فـى قريـة «الحميمـة» بـالشـام، وتربـى وسط
كـبـار الرجـال من «بنـى هـاشم»، فنشـأ فصيحًا عـالمًا بسير المـلوك
والأمـراء، ودرس النـحو والتــاريخ والأدب شعرًا ونثرًا وغير ذلك، كمـا
كان كثير الأسفار والتنقل.
ولما تولى أخوه «أبو العباس» الخلافة استعان به فى محاربة أعدائه
وتصريف أمور الدولة، وكـان ينوب عنه فـى الحج، كمـا أوصى «أبو
العبـاس» قبيـل وفاته مباشرة بولاية عهده لأخيه «أبى جعفر»، الذى
كـان غـائبًا فـى موسم الحج، فلما تُوفِّى «أبو العباس» قام ابن أخيه
«عـيســى بـن مـوسـى» بـأخذ البيعـة لأبـى جعفر من «بنـى هـاشم»
وغـيرهـم، وأرســل إلى عـمه «أبــى جـعفر» بوفـاة أخيه ومبـايعته
بالخلافة.
ولمـا وصـل «أبو جعفر» إلى «الأنبـار» استكمل أخذ البيعة من القادة
والرؤسـاء، ثم خطب فيهم مبيِّنًا سيـاسته فـى إدارة الدولة فى النقاط
الآتية:
1- زهـده فـى منصب الخـلافـة، وأنه لم يكن يتطـلع إلى ذلك أو يرغب
فيه.
2 - تعهده بتنفيذ مـا ورد فـى كتـاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه
وسلم).
3 - تعهده بـإقرار العدل ورفع الظـلم عن النـاس، وإرجاع الحقوق إلى
أصحابها.
يُعـدُّ «أبـو جعفر المنصور» المـؤسس الحقيقـى للدولة العبـاسيـة، وقد
واجـه بـحزم واقـتدار العـديـد من المشـاكـل والثورات حتـى نجح فـى
السيطرة عـليها والقضاء على القائمين بها،ومنها: ثورة عمه «عبدالله
بـن عــلى»، وتـمرد «أبـى مسـلم الخراسـانـى»، وثورة «محمد النفس
الزكية»، وثورات الفرس، وحركات #الخوارج#.

أولاً: ثورة عبدالله بن على:

يُعـدُّ «عـبدالله بـن عــلى» - عـم الخــليفـة «أبـى جعفر المنصور» - من
الشخصيات العسكرية البارزة فى «الدولة العباسية»، وقد شارك مثل
غيره من أفراد البيت العبـاسـى، فـى النشـاط العسكرى والسيـاسى
حتـى قـامت «الدولة العبـاسيـة»، وتولى إمارة «الشام»، فلما تُوفِّى
الخـليفـة الأول «أبو العباس»، رفض «عبدالله بن على» مبايعة الخليفة
الجديد «أبـى جعفر المنصور»، وأعـلن أنه أحق منه بمنصب الخـلافة،
وأن الخـليفة «أبا العباس» كان قد وعده بذلك، ولم يكن هذا صحيحًا؛
لأن الخـليفـة «أبـا العبـاس» كتب وصيته قبل وفاته بتولية أخيه «أبى
جعفر» الخـلافـة، كمـا أنه لم يرد عن أحد من أفراد البيت العباسى ما
يؤيد دعوى «عبدالله بن على».
وقد أحدث هذا خـللاً شديدًا فـى كيـان البيت العبـاسـى، فحاول «أبو
جـعفـر» رأب هـذا الصدع، وأرسـل إلى عمه عدة رسـائـل يدعوه إلى
الدخول فـى طـاعته، ولزوم الجمـاعـة، إلا أن عمه رفض ذلك، فأرسل
إليـه «أبـو جـعفر» قـائده «أبـا مسـلم الخراسـانـى» عـلى رأس جيش
كبير، ودارت معركـة فـاصـلة بين الجيشين فـى (جمـادى الآخرة سنـة
137ه= نوفمبر سنـة 754م)، انتهت بـانتصار جيش «أبى مسلم» وفرار
«عبدالله بن عـلى» إلى «البصرة»، ثم استطـاع الخـليفـة «أبو جعفر»
إحضاره منها إلى «الكوفة» وسجنه حتى مات سنة (147ه= 764م).

ثانيًا: تمرد أبى مسلم الخراسانى:

اختـلفت المصـادر التـاريخية فى بيان أصل «أبى مسلم الخراسانى»،
والراجـح أنه من أصـلٍ فـارسـى، وقد التحق فـى بدايـة أمره بخدمـة
«إبراهيم الإمـام» الذى أُعجب به ووثق فيه، واستعـان به فـى أموره
المهمة، وكان له دور بارز فى نجاح الدعوة العباسية، وقيام دولتها.
ورغم الجهود والأعمـال التـى قـام بهـا «أبو مسلم» فإنه ارتكب بعض
الأخطاء الجسيمة فى حق الخلافة العباسية منها:
انفراده بـالحكم فـى «خراسـان»، وتجـاهـله شيوخ الدعوة العبـاسية
ونقبـاءهـا هناك، وعدم تنفيذ أوامر الخليفة «أبى العباس» ثم تجاهله
لأبــى جـعفر فـى منـاسبـات كثيرة، وتحريضه ابن أخيه «عيسـى بن
موسى» على الثورة والاستئثار بمنصب الخلافة، وغير ذلك.
وقد حـاول الخـليفـة «أبو جعفر» - فى البداية - معالجة الأمور بهدوء،
فـاستدعـى «أبـا مسـلم» من «خراسان» إلا أنه رفض الحضور فواصل
الخـليفة مراسلاته، واستعان ببعض الزعماء للضغط على «أبى مسلم»
للحـضور إلى مـقر الخـلافـة فـى «العراق»، إلا أن «أبـا مسـلم» رفض
ذلك، فــأرســل الخــليـفــة إليه يهدده ويتوعده إن لم يرضخ ويستجب
لأمـره، وبعد مشـاورات بين «أبـى مسـلم» وأنصـاره استجـاب وحضر
إلى قـصر الخــلافــة، فعدد عـليه الخـليفـة «أبو جعفر» مـا ارتكبه من
أخطاء فى حق الدولة، ثم أمر بقتله.

ثالثًا: ثورة محمد النفس الزكية:

هو «محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن عـلى بن أبـى طالب»،
المـعروف بــالنفس الزكيـة، زعيم البيت العـلوى والشيعـة، ومنذ مقتـل
الإمـام «عـلى» - كرم الله وجهه - والشيعة يحاولون الوصول إلى مقعد
الحكم عن طريق الثورات والخروج عـلى السـلطـة، باعتبارهم أصحاب
الحق الشرعى.
وبـقيـام «الدولة العبـاسيـة» وتولِّى العبـاسيين الخـلافـة انتقـل صراع
العلويين على الخلافة من محاربة الأمويين إلى محاربة أبناء عمومتهم
العباسيين.
وعـلى الرغم من أن أسرة «محمد النفس الزكية» لم تتخذ موقفًا عدائياً
واضـحًا فـى بدء الخـلافـة العبـاسيـة فـإن الأمر تغير حين تولَّى «أبو
جـعفـر المنصور» الخـلافـة وبدأ يتعقب «محمدًا النفس الزكيـة» وأخـاه
«إبـراهـيم» اللذيـن اختفيـا وأخذا يعمـلان سرا فـى الدعوة لنفسيهمـا
والخروج على «الدولة العباسية».
ولمــا فـشــل «أبـو جـعفـر المـنصور» فـى القبض عـلى «محمد النفس
الزكـيـة» أمر بـالقبض عـلى عدد كبير من أفراد أسرته، وحمـلهم إلى
سجون «العراق» وعذَّبهم لإرغـام «محمد النفس الزكيـة» على الظهور،
وقـد نـجح «أبـو جـعفر» فـى ذلك؛ فظهر «محمد النفس الزكيـة» فـى
«المدينـة المنورة» فـى (رجب سنـة 145ه= سبتمبر سنـة 762م) وقتله
العبـاسيون هنـاك، كمـا قتـلوا أخـاه «إبراهيم» بـالعراق، وكثيرًا من
أهلهما.

رابعًا: ثورات الفرس:

واجهت الخـلافة العباسية فى عهد «أبى جعفر» عدة ثورات فارسية،
كـانت تعبيرًا عن معـارضـة بعض العناصر الفارسية للخلافة الإسلامية،
ومن هذه الثورات:
حركة سنباذ سنة (137ه= 754م):
حيث قـاد «سنباذ» - وهو أحد أتباع «أبى مسلم» - حركة ثورية للثأر
لمقتـل «أبـى مسـلم الخراسـانـى»، ومحـاربـة الإسلام، وأحس الخليفة
«المنصور» بخطر هذه الحركـة فـأرسـل جيشًا كبيرًا استطـاع القضـاء
عــلى قـوات «سـنبــاذ» وقـتــله وهـو فــى طـريـقه لاجئًا إلى حـاكم
«طبرستان».

حركة الرواندية (141ه= 758م):

وهـم قوم من أهـل «خراسـان»، سُموا بذلك نسبـة إلى قريـة «رواند»
القريبـة من «أصفهـان»، وكـانوا من أتباع «أبى مسلم الخراسانى»،
إلا أنــهـم زعـموا أن ربـهم الذى يـرزقـهم ويـطعـمهـم ويـسقـيهـم هـو
«المـنصور»، وأعـلنوا إيمـانهم بفكرة «تنـاسخ الأرواح» واستطـاعوا
دخول مدينـة «الهـاشميـة»، عاصمة الخلافة العباسية آنذاك، وهاجموا
قصر الخـلافة فتصدَّى لهم بعض الجنود البواسل، وعلى رأسهم «معن
بن زائدة الشيبانى»، واستطاعوا القضاء على هذه الحركة.

حركة أستاذ سيس سنة (150ه= 767م):

«أستـاذ سيس» رجـل فـارسـى ادَّعـى النبوة، وقاد حركة تهدف إلى
تخـليص بـلاد فـارس من قبضـة العبـاسيين، واستطاع بجيوشه الضخمة
بـسط نـفوذه عــلى منـاطق «سجستـان» و«هراة» و«كور خراسـان»
وغيرهـا، فحشدت له الخـلافة العباسية قوات ضخمة بقيادة «خازم بن
خزيمـة التميمـى»، استطاعت القضاء على هذه الحركة، وانتهى الأمر
بالقبض على «أستاذ سيس» وإعدامه.

خامسًا: حركات الخوارج:

نظر الخوارج إلى العباسيين على أنهم مغتصبون للخلافة التى ينبغى
أن يتقـلدها أجدر المسلمين بها بالانتخاب، بغض النظر عن نسبه، ومن
ثـم شـهد العـصر العـبــاســى الأول عددًا من حركـات الخوارج، بغرض
القضاء على الخلافة العباسية، ومنها:
1 - ثورة مـلبد بن حرمـلة الشيبانى سنة (137ه= 754م) بأرض الجزيرة
(ديار بكر):
وشـكــلت خـطرًا كـبيـرًا عــلى العبـاسيين، إلا أن قـائدهم «خـازم بن
خزيمة» استطاع القضاء عليها.
2 - ثورة حسان بن مجالد الهمدانى بالموصل سنة (148ه= 765م):
انتهت بالفشل لتفرق أنصاره عنه.
وفاة المنصور:
تُوفــى «المـنصور» فـى (6 من ذى الحجـة سنـة 158ه= 7 من أكتوبر
سنة 775م)، وهو فى طريقه إلى الحج.
وقـد أشـار «ابن الأثير» فـى كتـابه «الكـامـل فـى التـاريخ» إلى أن
«المنصور» كـان يجعـل نهاره لتصريف أمور الدولة، فإذا صلَّى العصر
جلس مع أهل بيته، فإذا صلَّى العشاء الآخرة جلس ينظر فيما ورد إليه
من رسـائـل البـلاد، حتـى يمضـى ثـلث الليل الأول فينام، ثم يقوم فى
الثـلث الأخير فيتوضـأ ويصـلى حتـى يطـلع الفجر، فيصلى بالناس، ثم
يجلس فى ديوانه لتصريف أمور البلاد، وهكذا يقضى وقته.
الخليفة الثالث: محمد المهدى (158- 169ه= 775- 785م):
هـو «مـحمـد بن عبدالله بن محمد» وُلد بـالحميمـة سنـة (126ه=743م)،
وقد هيـأه والده «المنصور» وأعده ليكون جديرًا بمنصب الخـلافـة من
بعده، فنشأ على ثقافة عربية واسعة، ودراية بفنون الحرب وأساليب
الإدارة.
وقـد أوصــى «المـنصـور» ابنه وولى عهده «محمدًا» وصيـة جـامعـة،
قبيل وفاته تضمنت:
1 - التمسك بأن تظل «بغداد» عاصمة للخلافة.
2 - الاهتمـام بـأهـل بيته وحاشيته وأهل «خراسان» لدورهم فى قيام
الدولة.
3 - تقوى الله وإبعاد النساء عن السياسة.
4 - تـجنـب إهـدار دمــاء المـســلمـين، ومعـاقبـة المفسدين والمـلحدين
وتتبعهم.
5 - الاستعداد المستمر بالقوة والسلاح، وأن يباشر الأمور بنفسه.
وعقب وفـاة «المنصور» بويع «المهدى» بيعـة خاصة من قبل الزعماء
بمكـة، ثم بـايعه جمهور المسـلمين فـى «بغداد» فـى(ذى الحجـة سنة
158ه= أكتوبر سنة 775م).

سياسة المهدى العامة:

اخـتــلفـت سـيــاسـة «المهدى» عمن سبقه، فـاتسم عهده بـالاستقرار
والهدوء والتسـامح والصفح، فـأطـلق سراح المسجونين السيـاسيين،
واهتم بـإقرار العدل بين الناس، وجلس للنظر فى مظالم الناس مستعينًا
بـالقضـاة، وأمر بالإنفاق على مرضى الجذام؛ حتى لا يختلطوا بالناس
فـتصـيبـهم العـدوى، كـمــا اهتم اهتمـامًا خـاصـا بـالحرمين الشريفين
وبكسوة «الكعبة».
وقد عفـا «المهدى» عن بعض آل البيت ومنحهم الأموال والإقطـاعـات،
وحينمـا أدى فريضة الحج سنة (160ه= 777م) وزع أموالاً كثيرة على
أهـل «مكـة» و«المدينة»، وأصدر عفوًا عاما عمن عاقبهم «المنصور»
من أهـل «الحجاز»؛ لمشاركتهم فى الثورة العلوية، واختار خمسمائة
مـن رجــال الأنصـار وكوَّن منهم حرسه الخـاص، كمـا قـام ببث العيون
والجواسيس بـالبلاد لرصد أى تحرك معادٍ للدولة، ورغم ذلك فقد حاول
بعض العـلويين مثـل «عيسـى بن زيد بن عـلى» و«على بن العباس بن
الحـسن» القيـام بثورة ضد الخـلافـة العبـاسيـة، لكنهـا لم تنجح؛ حيث
عاجلهما الموت.

سياسة المهدى تجاه الخوارج:

واجه «المهدى» عدة ثورات من الخوارج وقضـى عليها بحزمه وسرعة
مواجهته، منها:
1 - ثـورة «يـوسـف بـن إبراهيم البرم» فـى «خراسـان» سنـة (160ه=
777م).
2 - حـركــة «عـبدالســلام بن هـاشم اليشكرى» فـى «قنسرين» سنـة
(160ه= 777م).
3 - حركـة الخوارج بـالموصل بزعامة «ياسين الموصلى التميمى» سنة
(168ه= 784م).
الحياة الاجتماعية فى عهد المهدى:
ترك «المنصور» بعد وفـاته فـى بيت المـال أربعـة عشر مـليون دينـار
وستمـائـة مـليون درهم، قـام «المهدى» بتوزيعهـا على الناس؛ فشاع
بـينهم الترف والنعيم واللهو واللعب، كمـا اتبعه النـاس فـى حبه للآداب
والفنون؛ فـارتقت الآداب والفنون، وسـادت بين طبقات الشعب، وكان
«المهدى» أول خـليفـة يُحمـل إليه الثـلج إلى «مكـة» فـى الحج، كما
كان مترفًا فى ملبسه ومأكله.

وفاة المهدى:

تُوفِّى «المـهدى» سـنــة (169ه= 785م) وعمره ثـلاث وأربعون سنـة،
وقد قضى فى الحكم إحدى عشرة سنة.
الخليفة الرابع: موسى الهادى (169 - 170ه= 785 - 786م):
هـو «مـوســى» ابن الخـليفـة «المهدى»، تولى الخـلافـة فـى (22 من
المحرم سنة 169ه= 5 من أغسطس سنة 785م).

سياسته:

اتصف الخـليفـة «الهـادى» بـالغيرة والشهـامة والجرأة، ورفض تدخل
أمه «الخيزران» فـى سيـاسـة الدولة كمـا كـانت تفعل فى عهد والده
«المهدى».
وقد واجه «الهـادى» مشـاكل خطيرة على رأسها ثورة البيت العلوى
بـقيــادة «الحسين بن عـلى بن الحسن» فـى «المدينـة» سنـة (169ه=
785م)، إلا أن «الهــادى» أرسـل جيشًا عـلى وجه السرعـة نجح فـى
القـضـاء عـليهـا فـى (8 من ذى الحجـة سنـة 169ه=11من يونيو سنـة
786م) وحـاول «الهادى» نقل ولاية العهد من أخيه «الرشيد» إلى ابنه
«جعفر»، الذى لم يكن قد بـلغ الثـامنـة من عمره مخـالفًا وصيـة والده
فى ترتيب ولاية العهد، إلا أن الموت عاجله فلم يتحقق له ما أراد.

وفاته:

تُوفِّى «الهــادى» ليــلة الجمعـة، (نصف ربيع الأول سنـة 170ه= نصف
أغسطس 786م) وبذلك تكون مدة خلافته سنة وشهرًا واثنين وعشرين
يومًا.
الخليفة الخامس: #هارون الرشيد# (170- 193ه= 786 - 809م):
هو «هـارون بن محمد المهدى»، وُلد بـالرى فـى آخر (ذى الحجة سنة
145ه= فبراير سنـة 763م)، وتولى الخـلافـة فى الليلة التى مات فيها
أخوه «الهادى» وعمره اثنان وعشرون عامًا.
ويُعـدُّ «الرشـيد» أشهر خـلفـاء العبـاسيين وأبعدهم صيتًا، فقد مـلأت
أخباره كتب التاريخ شرقًا وغربًا.

سياسته العامة:

لمــا اسـتقر «الرشيد» فـى «بغداد» عـاصمـة الخـلافـة العبـاسيـة قـلَّد
«يـحيــى البـرمكـى» منصب #الوزارة# وفوضه فـى إدارة شئون البـلاد،
ومـنحـه لقب «أمير»؛ فكـان أول من لُقِّب بذلك من الوزراء الفرس فـى
«الدولة العباسية».
اهتم «الرشيد» بـإقـامة العدل فى الناس، فأمر بإعادة الأراضى التى
اغتصبهـا أهـل بيته فـى عهد الخلفاء السابقين إلى أصحابها، ورفع
الظــلم عـن المـسجـونين ظـلمًا، وقسم أموال ذوى القربـى بين «بنـى
هاشم» كلهم بالعدل، وأصدر عفوًا عن المعتقلين السياسيين، فأخرج
من كـان فى السجن من العلويين، وسمح لهم بالعودة إلى «المدينة»،
ومنحهم الرواتب، كمـا أجرى «الرشيد» تعديـلات واسعـة فـى مناصب
الدولة فــى كــل مـن «مـكــة» و«المـديـنـة» و«الطـائف» و«الكوفـة»
و«خراسان» و«أرمينية» و«الموصل».

موقفه من #الشيعة#:

حــاول «الرشـيد» فــى الأعوام الأولى من خـلافته مسـالمـة العـلويين
والعفو عنهم، إلا أنه كـان يخشى خطورة اثنين منهم فرَّا عقب موقعة
«الفخ»، أمـا أولهما فهو «إدريس بن عبدالله» الذى نجح فى الوصول
إلى «المـغرب الأقـصــى» وكـون «دولة الأدارســة»، وأمـا الآخر فهو
«يـحيـــى بـن عـبدالله» الذى فـرَّ إلى «بـــلاد الدَّيــلم» وتـجمـع حـوله
المتشيعون لآل البيت، فـأرسـل إليه «الرشيد» جيشًا بقيـادة «الفضـل
بـن يـحـىى»؛ لإرجـاعه إلى حظيرة الخـلافـة، فعـاد به إلى «بغداد»
حيث لقيه «الرشيد» بكـل مـا أحب، إلا أن الحـاسدين سرعان ما وشوا
به عند الخـليفـة بسبب قيـام الكثير من العـلويين بزيارته والتودد إليه،
فـأمر «الرشيد» بسجنه حتـى مـات. وقد استطاع بعض رجال الحاشية
الذيـن يـكنـون العداء للبيت العـلوى تعميق خوف «الرشيد» من زعمـاء
البيت العـلوى واستغـلال ذلك للقضـاء عـليهم، كمـا حدث مع «موسـى
الكاظم»؛ حيث أمر «الرشيد» بحبسِه حتى أدركه الموت.


 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 200935553
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المدير
AMINE PàTCHIKà
AMINE PàTCHIKà
المدير


الجنس : ذكر
الابراج الدلو
تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 25/01/1988
العمر : 36

المدير العام
منتديات أمين عبلة الحب :

 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): Empty
مُساهمةموضوع: رد: @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م):    @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): Emptyالإثنين ديسمبر 31, 2012 6:37 pm

 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 500092465

 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 500092465

موقفه من الخوارج:

واصـل الخوارج نشـاطهم العسكرى ضد الخـلافـة العبـاسيـة فـى عهد
«الرشيد»، فقـام «الوليد بن طريف الخـارجـى» بحركـة تمرد وعصيـان
فـى «العراق» واستولى عـلى أماكن عديدة، إلا أن «الرشيد» أرسل
إليه جيشًا بقيادة «يزيد الشيبانى» استطاع القضاء على هذه الحركة
وقتل قائدها فى (رمضان سنة 179ه= نوفمبر سنة 795م).

موقفه من #البرامكة#:

تـمتع البرامكـة فـى بدايـة عهد «الرشيد» بـالسـلطـة والجـاه والنفوذ،
وتقـلدوا منـاصب الدولة المهمـة، حتى إذا جاء شهر (صفر سنة 187ه=
يـنــايـر سـنــة 803م) أمـر «الرشـيد» بـسجـنهـم، ومـصــادرة أموالهم
وممتلكاتهم، فيما عرف فى التاريخ بنكبة البرامكة.
وقد تضـافرت عدة عوامل كانت سببًا فيما فعله «الرشيد» بالبرامكة،
منها:
1 - اتـهــامـهم بــالزنـدقـة والخروج عن الإسـلام بـاعتبـارهم من أصـل
مجوسى.
2 - مـحــاولتـهم إبـعــاد العـرب عـن المنـاصب المهمـة وتقديمهم الفرس
لشغلها.
3 - استبدادهم بالأمور وإظهارهم ما لا تحتمله نفوس الملوك.
4 - قيام الحاسدين والحاقدين بتضخيم أخطاء «البرامكة».
5 - أن «الرشيد» كـلف «جعفر بن يحيـى البرمكـى» بقتـل رجل من آل
«أبى طالب» فلم يفعل.

المجتمع فى عهد الرشيد:

ازدهـر المـجتـمع فــى عـهد «الرشـيد» اقـتصـاديـا وثقـافيـا وعـلميـا
وعمرانيا.
فقد تدفقت الأموال من كـل مكـان، واتسعت رقعة الدولة واستقر الأمن
بهـا وازدهرت التجـارة، وأصبحت «بغداد» قبـلة للطـامحين فى الثراء
والتـرف، كـمـا قصدهـا النوابغ والعبـاقرة والصنـاع المهرة من سـائر
الشعوب، وشيدت فيهـا القصور الرائعـة والمسـاجد الكبيرة، وانتشرت
الحـدائـق العــامــة، والأسـواق المـتخـصصـة كسوق الذهب والنحـاس،
والنسيج وغير ذلك.
وكـان «الرشيد» عـلى قدر عـالٍ من الثقـافة والمعرفة، واجتمع عنده
أقطـاب العـلم والعمـل والسيـاسـة والحرب مثـل: «أبـى يوسف» تلميذ
الإمــام «أبــى حـنيـفــة»، و«الأصـمعــى» الراويـة المشهور، و«أبـى
العـتــاهيـة» و«أبـى نواس» من الشعراء، وداهيـة السيـاسـة «يحيـى
البـرمـكــى» وابـنيـه «الفـضــل» و«جـعفـر»، ومـن المـغنين «إبراهيم
المـوصــلى» وابنه «إسحـاق»، ومن الموسيقيين «زلزل» و«برصوم»،
وغيرهم من أمراء العباسيين القادة والخطباء والشعراء والساسة.

وفاة الرشيد:

أثنـاء سفر «الرشيد» من «بغداد» إلى «خراسـان» اشتد المرض عليه،
وتُوفِّى صبـاح يوم الجمعـة (2 من جمـادى الآخرة سنـة 193ه= 23 من
مارس سنة 809م)، وعمره خمس وأربعون سنة.
وقد حكم «الرشيد» البـلاد ثـلاثـة وعشرين عـامًا، بـلغت فيهـا «الدولة
العـبـاسيـة» ذروة مجدهـا، وقد تحدث عنه كثير من المـؤرخين، فقـال
عنه «الطبرى»: «غزا سبع مرات، وجهز عشرين حمـلة للجهاد فى البر
والبـحر». وقــال عـنه «ابـن خـلكـان»: «حج فـى خـلافته تسع حجج،
وكان يصلى فى اليوم مائة ركعة».

الخليفة السادس: محمد الأمين (193 - 198ه= 809 - 813م):
هـو «مـحمـد بن هـارون الرشيد»، وُلد بـالرصـافـة وأمه «زبيدة» ابنـة
«جعفر الأكبر بن المنصور»، تولى الخـلافـة عقب وفـاة أبيه «هـارون
الرشـيد» بـاعتبـاره ولى عهده، وكـان عمره حينئذٍ ثمـانيـة وعشرين
عامًا.

الصراع بين الأمين والمأمون:

تشير مصـادر التـاريخ إلى أن بدايـة الخلاف كانت من جانب «الأمين»،
حـين خــالف أمـر والده «الرشـيد» فــى مـرضـه، بــأن يكون مـا فـى
معسكره من أموال ومتـاع وجند لأخيه «المـأمون»، فـى «مرو»؛ ممـا
أحدث أثرًا سيئًا فى نفس «المأمون».
وكـانت الخطوة التالية قيام «الأمين» بتعيين ابنه «موسى» وليا للعهد
بدلاً من أخويه «المأمون» و«المؤتمن»، فقام «المأمون» بإسقاط اسم
«الأمـين» مـن الطـرز والسّكَة، ومـنع البـريـد من الوصول إليه بـأخبـار
«خـراسـان»، ثم طـلب من أخيه «الأمين» أن يرد إليه مـائـة ألف دينـار
كــان والده «الرشـيد» قد أوصـى بهـا إليه فرفض «الأمين»، ثم تطور
الصراع بينهمـا إلى المواجهة العسكرية، فجهز «الأمين» جيشًا بقيادة
«عـلى بن عيسـى بن مـاهان»، وجهَّز «المأمون» جيشًا ضخمًا بقيادة
«طــاهـر بـن الحـسيـن»، ودارت عـدة مـعــارك بـين الجـيشـين انـتهت
بـمحــاصرة «بغداد» ومقتـل «الأمين» سنـة (198ه= 813م)، وقد دامت
خلافة «الأمين» أربع سنوات وثمانية أشهر وخمسة أيام.
الخليفة السابع: عبدالله المأمون (198 - 218ه= 813 - 833م):
هـو «عـبدالله بن هـارون الرشيد»، وُلد فـى منتصف (ربيع الأول سنـة
(170ه= أغـسطـس سـنـــة 786م) وأمـه «أم ولد» فـــارسـيــة تُسـمَّى
«مراجل»، وكان يكنى «أبا العباس»، ويُلقب بالمأمون.
نشـأ «المـأمون» نشـأة إسـلامية، وتلقى العلوم العربية، وتدرَّب على
فـنون القـتـال والنزال وقيـادة الجند، كمـا أسند والده «الرشيد» إلى
وزيـره «جـعفـر البـرمـكــى» مهمـة الإشراف عـلى تنشئته، وقد أظهر
المأمون نبوغًا خلال دراسته.
ولمـا تولى «المـأمون» الخـلافـةعزم أن يقدم القدوة الصالحة والسيرة
الحسنـة فـى النـاس حتـى يقتدى به رجـال دولته، وكـان يقول: «أول
العدل أن يعدل المـلك فـى بطـانته، ثم الذين يـلونهم، حتـى يبـلغ إلى
الطبقة السفلى».
كما اتصف «المأمون» بالعفو والحلم حتى اشتهر بذلك وهو القائل:
«لو عـرف النـاس حبـى للعفو لتقربوا إلىّ بـالجرائم، وأخـاف ألا أؤجر
عليه»، يعنى لكونه طبعًا له يستلذ به.

سياسة المأمون:

انتهج «المأمون» سياسة واعية تقوم على أسس واضحة منها:
1 - تـأليف القـلوب بـالعفو والعطاء، وقد عد «اليعقوبى» سبع عشرة
حـادثـة يستحق صـاحب كـل واحدة منها القتل عند أمثال «المنصور»،
لكنها قوبلت عند «المأمون» بالعفو.
2 - العـنــايــة بـالعـلم والعـلمـاء: كـان للمـأمون ولعٌ بـالأمور العـلميـة
والفـلسفيـة، فكـان يعقد مجـالس المنـاظرة ويبعث فـى طـلب العـلمـاء
والأعـلام من «بيزنطـة» لحضورهـا، وكان يتصيَّد الكتب النادرة ويدفع
فيهـا المبـالغ الطـائـلة، ويجعـل حصوله عليها شرطًا من شروط الهدنة
ووقف القتـال مع الروم، كمـا أقـام «بيت الحكمـة» وجعل فيها مكتبة
ضخمـة، وجهـازًا كبيرًا للترجمـة من مختـلف اللغـات إلى اللغة العربية،
حشد له نحو سبعين مترجمًا.

المأمون والشيعة:

جـمعـت سـيــاســة «المــأمون» تجـاه الشيعـة بين أمرين همـا السخط
والرضا.
أمـا العنف فقد تمثـل فـى سيـاسـة «المـأمون» تجاه الثورات الشيعية
المـسـلحـة التـى اندلعت فـى عدة أمـاكن، مثـل حركـة «ابن طبـاطبـا
العــلوى» سـنــة (199ه= 814م)، وحـركـة «الحسين بن الحسن» فـى
«الحجـاز»، وحركـة «عبدالرحمن بن أحمد» فى «اليمن» سنة (207ه=
822م)، وقد انتهت هذه الحركات بالفشل فى تحقيق أغراضها.
وأمـا الرضـا فقد تمثـل فـى قيـام «المأمون» باختيار أحد أبناء البيت
العــلوى وهو «عـلى بن موسـى الرضـا» ليكون ولى العهد من بعده،
وهـو مـا لم يفعـله أحد من خـلفـاء «بنـى العبـاس» قبـله، وقد اختـلف
المـؤرخون فـى تعليل قيام «المأمون» بهذا الأمر، فمنهم من فسر ذلك
بميول «المـأمون» الشيعيـة وحرصه عـلى توليـة أفضل العناصر ولاية
العـهد، وآخـرون أرجـعوا ذلك إلى تــأثير «الفضـل بن سهـل» وميوله
الشيعية.
وقد أحدثت بيعـة «المأمون» لعلى بن موسى الرضا بولاية العهد ردود
فـعــل عـنيـفــة فــى أنـحـاء «الدولة العبـاسيـة» فرفض أفراد البيت
العبـاسـى ومـؤيدوهم هذه البيعـة، وبايعوا «إبراهيم بن المهدى» عم
«المـأمون» بـالخـلافـة سنـة (202ه= 817م) ولمـا علم «المأمون» بذلك
وهـو فـى «مرو» بخراسـان تحرك قـاصدًا «بغداد» لمعـالجـة الموقف،
وأثـنــاء ذلك مــات «عـلى الرضـا» ولى العهد، فهدأ الموقف، وهرب
«إبراهيم بن المهدى» من «بغداد»، ودخلها «المأمون»، ثم عفا عنه.

المأمون والفرس:

يمكن تقسيم نشاط الفرس فى عهد المأمون إلى قسمين:
1 - نشاط سياسي.
2 - نشاط عسكرى.
ويـتمـثــل النـشــاط السيـاسـى فـى الدور الذى لعبه «بنو سهـل» مع
«الخــليـفــة المــأمـون»، وهو يشبه تمـامًا دور البرامكـة مع «هـارون
الرشـيد»، حـيث ســلم «المـأمون» «الفضـل بن سهـل» مقـاليد الأمور،
فصارت مهام الدولة فى يده، وبدأ فى إبعاد العناصر العربية من بلاط
«المـأمون»، وتعصب للعنصر الفـارسـى، وارتكب مجموعـة أخرى من
الأخطاء؛ مما جعل «المأمون» يفكر فى التخلص منه، فقتل أثناء سفر
«المأمون» إلى «بغداد».
أمـا النشـاط العسكرى فيتمثـل فـى حركـة «بابك الخرمى»،التى
تُعدُّ أخطر الحركـات الفارسية المعادية للخلافة العباسية، فقد استمرت
مــا يـزيد عـلى عشرين عـامًا واتسمت بدقـة التنظيم وبراعـة القيـادة،
والاتصـال السيـاسـى بالأكراد والأرمن وغيرهم، وكانت تؤمن بمبادئ
هدامة منها:
1 - الإيـمــان بــالحــلول والتـنـاسخ حتـى إن زعيمهـا «بـابك» ادَّعـى
الألوهية.
2 - المشاعية #المزدكية# فى الأموال والأعراض.
3 - ضرورة التخلص من السلطان العربى والدين الإسلامى.
وقد ألحقت هذه الحركـة العديد من الهزائم بـالجيش العبـاسـى ولم يتم
القضاء عليها إلا فى عهد «المعتصم بالله».

وفاة المأمون:

ظـل «المـأمون» خليفة للمسلمين عشرين سنة وخمسة أشهر وعشرين
يومًا، وقد تُوفِّى فى (18من رجب سنة 218ه= 833م).
الخليفة الثامن: المعتصم بالله (218 - 227ه= 833 - 842م):
هو «محمد بن هـارون الرشيد»، وُلد فـى (شعبان سنة 180ه= أكتوبر
سنـة 796م)، وأمه جـاريـة تركيـة اسمها «مارده»، وقد تولى الخلافة
عقب وفاة أخيه «المأمون».
كـان «المعتصم» يتميز بقوته الجسميـة وشدته فـى الحرب، حتـى قيل
عـنه: إنـه كـان يصـارع الأسود ويحمـل ألف رطـل ويمشـى به خطوات
ويشد عـلى الدينـار بـأصبعه السبابة والوسطى فيمحو كتابته، وقال
عنه المـؤرخون: إنه لم يكن فى «بنى العباس» قبله أشجع منه ولا أتم
تيقظًا ولا أشد قوة.
ومــع ذلك فــقد كـــان «المـعتـصم» عـــلى خـــلاف أخـويـه «الأمـين»
و«المـأمون» فى العلوم والآداب، فقد كان قليل البضاعة منهما، حتى
ذكر بعض المؤرخين أنه نشأ أميا لا يكتب، أو أنه كان ضعيف الكتابة
على حد قول «ابن خلكان» و«ابن كثير».

سياسة المعتصم:

اختـلفت الأوضـاع السيـاسيـة فـى عهد «المعتصم» عنهـا فى عهد من
سـبقـه،بـسبـب ظهور عوامـل جديدة عـلى مسرح الأحداث، كـان فـى
مقدمتهـا ظهور العنصر التركـى قوة مؤثرة فى حركة الأحداث؛ فتمتع
الأتـراك بصفـات عسكريـة كـالشدة والقوة والتحمـل جعـل «المعتصم»
يستكثر منهم، يضاف إلى ذلك أن أمه تركية.
إلا أن كـثرة #الأتـراك# سببت أضرارًا كبيرة لسكـان «بغداد»، ممـا دفع
«المعتصم» إلى البحث عن مكـان جديد يكون عاصمة له فوقع الاختيار
عـلى المكـان الذى بنيت عـليه مدينـة «سُرّ من رأى» (#سـامراء# حـاليا)
التــى بُدء البـنـاء فيهـا سنـة (221ه= 836م)، ويتميز موقعهـا بميزات
سيـاسيـة واقتصـاديـة وعسكريـة، فمن النـاحية السياسية فإنها فى
موقع متوسط يسهـل الاتصـال بأنحاء الدولة، ومن الناحية الاقتصادية
فـإن موقعهـا يسهـل عمـليات التبادل التجارى بين النواحى الشمالية
والجنوبية، وعسكريا فإن إحاطة المياه بها يجعلها فى مأمن من أى
عدوان خارجى.
ومن الأعمـال العظيمـة التـى تنسب إلى «المعتصم بـالله» نجـاحه فـى
القـضــاء عـلى ثورة «بـابك الخرمـى»، فحينمـا تولى أمر البـلاد جهز
جيشًا بقيـادة «الأفشين» وزوَّده بكـل أدوات القتـال وبـالمـال اللازم؛
حيث دارت عدة معارك، انتهت بالقبض على «بابك الخرمى» وإعدامه.

المعتصم والشيعة:

لم تظهر فـى عهد «المعتصم» حركـات عـلويـة مـؤثرة كالحركات التى
حـدثـت فــى عـهد الخــلفــاء السـابقين، وإنمـا حدثت بعض الحركـات
الضعيفة، ومنها:
حركة «محمد بن القاسم» المعروف بالصوفى، سنة (219ه= 834م):
والذى تـحرك فــى عدة أمـاكن كـالحجـاز و«الكوفـة» ثم استقر فـى
«خراسـان»، وشكـلت حركته خطرًا عـلى «الدولة العبـاسيـة»، فكـلف
«المعتصم» واليه عـلى «خراسـان» «عبدالله بن طاهر» بالتصدى لهذه
الحركة؛ حيث نجح فى القضاء عليها.

وفاة المعتصم بالله سنة (227ه= 841م):

تُوفــى «المـعتصم بـالله» فـى شهر (ربيع الأول سنـة 227ه= ديسمبر
سـنـة 841م)، وقد أطـلق عـليه بعض المـؤرخين «المُثَمن»، لأن خـلافته
دامت ثمـانـى سنين وثمانية أشهر ويومين، ومولده فى الشهر الثامن
من العام الهجرى، ومات عن ثمانية بنين وثمانى بنات.
الخــــليـفـــة التـــاسـع: #الواثـق بـــالله#: (227 - 232هــ = 841 - 847م)
هـو «هــارون بـن المـعتـصم بـالله»، يكنـى «أبـا جعفر» وأمه أم ولد
روميـة تُسمى «قراطيس»، وكان فطنًا لبيبًا فصيحًا ينظم الشعر ويحب
الموسيقى.
وقد تولى «الواثق بالله» الحكم يوم وفاة والده «المعتصم».

سياسة الواثق بالله:

تظهر ملامح تلك السياسة فيما يلى:

أولاً: تمسكه بمذهب المعتزلة، حتـى جعله المذهب الرسمى للدولة، مما
أثار أهل السنة ضده، إلا أنه تصدى لهم وقبض على زعمائهم.
ثـانيًا: تقريبه للأتراك جريًا عـلى سيـاسـة والده «المعتصم»، حتى إنه
قـسم البـلاد بين رجـلين من الأتراك، الأول «أشنـاس» وأعطـاه الشطر
الغربـى من الدولة إلى آخر بـلاد «المغرب»، والثـانـى قائده «إيتاخ»
وأعطـاه الشطر الشرقـى: «دجـلة» و«فـارس» و«السند»، وكـان كـل
مـنهمـا يعين الولاة الذين يريدهم، هذا بـالإضـافـة إلى عدد من القـادة
الأتـراك الذيـن شـغـلوا منـاصب خطيرة، مثـل: «وصيف التركـى» الذى
أوكــل إليـه «الواثـق» القـضـاء عـلى ثورة المتمردين #الأكراد#، و«بغـا
الكبير» الذى أخمد ثورة الأعراب بنواحى «المدينة».
وكان الواثق يغدق عليهم الأموال والهدايا.
ثـالثًا: مصادرة أموال كبار الموظفين، مثل «أحمد بن إسرائيل»، الذى
أخـذ مـنه ثمـانين ألف دينـار، و«سـليمـان بن وهب» كـاتب «إيتـاخ»،
الذى أخذ منه أربعمائة ألف دينار، وغيرهما، مما ترك آثارًا سيئة فى
الجهاز الإدارى والاستقرار المالى للدولة، وأصابهما بالفساد والخلل.
رابعًا: إحسـانه إلى بعض طوائف الأمـة، وفـى مقدمتهم العلويون حيث
أغدق عليهم الأموال.

وفاة الواثق بالله:

اسـتمـر «الواثـق» فــى مقعد الخـلافـة خمس سنين وتسعـة أشهر، ثم
أُصـيب بمرض الاستسقـاء، ومـات فـى (ذى الحجـة سنـة 232ه= يوليو
سنة 847م)، وعمره اثنان وثلاثون عامًا، وقيل: ستة وثلاثون.
السمات العامة للعصر العباسى الأول (132 - 232هـ = 749 - 847م):
امتد العصر العبـاسـى الأول مـائـة سنـة، تولى الخـلافـة خلالها تسعة
خـلفاء، بدءًا من «أبى العباس» وانتهاءً بالواثق بالله، ويمكن تقسيم
هذا العصر إلى ثلاثة عهود رئيسية:
1 - عـهد التــأسـيس من سنـة:(132ه=749م) إلى سنـة (158ه= 775م)،
ويشمل خلافة «أبى العباس» و«المنصور».
2 - عـهد الاستقرار: من سنـة (158ه= 775م) إلى سنـة (218ه= 833م)،
ويــشـمــــــل خـــــلافـــــة «المــهـدى» و«الهـــــادى» و«الرشــيـد»
و«الأمين»و«المأمون».
3 - عـهد القــلق: مـن سـنــة (218ه=833م) إلى سـنــة (232ه= 847م)،
ويشمل «المعتصم بالله» و«الواثق بالله».

ويتميز العصر العباسى الأول بالسمات الآتية:

أولاً: كثرة الصراعات: ومن ذلك:
1 - الصراع بين العرب - ومنهم أسرة الخـلافة - والفرس - ومنهم الوزراء
والإداريـون وغـيرهـم- مـثــلمــا حـدث بـين «الرشـيد» و«البـرامـكــة»،
و«المأمون» و«بنى سهل».
2 - الصراع بين فروع البيت الهـاشمـى: العبـاسيين، والعـلويين، مثلما
حدث بين الخليفة «المنصور» و«محمد النفس الزكية».
3 - الصراع بين الخـلافـة العبـاسيـة والحركـات المعـادية لها من العرب
وغيرهم، وقد تمثل ذلك فى حركات الخوارج.
4 - الصـراع بين الإسـلام - الدين الرسمـى للدولة- وبين العقـائد الأخرى
التى ظهرت فى بلاد فارس كالخُرَّمية وغيرها من العقائد الفاسدة.
ثانيًا: اتساع العلاقات الخارجية:
فقد بسطت الخـلافـة العباسية سلطانها على بلادٍ كثيرة شرقًا وغربًا،
وتعددت علاقاتها مع الدول الأخرى وفى مقدمتها:
أ - الدولة #البيزنطية#:
وكـانت العدو التقـليدى للدولة الإسـلاميـة منذ عهد الرسول (صـلى الله
عـليه وسـلم)، وقد اشتد هذا العداء بعد استيـلاء المسـلمين على بعض
المـنــاطـق التـى كـانت خـاضعـة للدولة البيزنطيـة، كـالشـام و«مصر»
و«المغرب».
وخــلال العـصر العـبــاسـى الأول حدث الاحتكـاك المبـاشر بين القوات
الإسـلاميـة والبيزنطية على الحدود الشمالية فى منطقة «الشام»، فقد
استغـلت «الدولة البيزنطيـة» انشغـال الخـليفـة العبـاسـى الأول «أبى
العبـاس عبدالله بن محمد»، بتثبيت أركـان الدولة سنة (132ه= 749م)،
وقــامـت بمهـاجمـة الحصون والثغور الإسـلاميـة؛ فـأمر الخـليفـة «أبو
العـبــاس» واليـه عـلى «الشـام» بـالإعداد لمواجهـة البيزنطيين، ولكن
الموت عـاجله، وجاء «المنصور» فأمر بتحصين الثغور وإعادة بناء ما
هدمه #البيزنطيون#، وجعـل لهـا حكمًا إداريـاً مستقلاً، وحشد فيها آلاف
المقاتلين والمرابطين فى سبيل الله.
وكانت هذه الثغور تنقسم إلى قسمين:
1 - الثـغور الجـزريــة: للدفــاع عن الجزيرة الفراتيـة وشمـال «العراق»
وأهم حصونها «ملطية» و«المصيصة»، و«مرعش».
2 - الثـغور الشــامـيــة: وتقع غرب الثغور الجزريـة، وهـى للدفـاع عن
«الشام»، وأهم حصونها «طرسوس»، و«أدنة».
وفــى سـنــة (162ه=779م) أرســل «المـهدى» جـيشًا ضـخمًا بقيـادة
«الحـسن بـن قـحطـبــة»، فـتوغــل فــى بـلاد الروم ونشر الرعب بين
صفوفهم.
وفــى سـنــة (163ه= 780م) خرج «المهدى» بنفسه عـلى رأس الجيش
متجهًا إلى الحدود البيزنطيـة، ووصل إلى «الموصل» ثم «حلب»؛ حيث
ترك ابنه «هـارون الرشيد» ليتـابع جهـاده ضد البيزنطيين، وفـى عهد
«الرشـيد» (170- 193ه= 786- 809م) أمر بجعـل منطقـة الثغور منطقـة
مـستـقــلة بــاسـم «الثغور والعواصم» وأقـام خطين للدفـاع عن حدود
الدولة مـع البـيزنـطيـين، الخـط الأول هـو الثـغور، والخط الثـانـى إلى
الجنوب من الخط الأول، ويُسمَّى: العواصم.
كمـا قام «الرشيد» ببناء حصون جديدة، مثل «عين زرية»، و«زبطرة»
وغيرهمـا. وقد حـاول «نقفور» إمبراطور «الدولة البيزنطيـة» الامتنـاع
عن دفع الجزية للخلافة العباسية، فأرسل إليه «الرشيد» يقول: «بسم
الله الرحمن الرحيم، من هـارون أمير المـؤمنين إلى #نقفور# كـلب الروم،
قـد قـرأت كـتــابـك يــا بن الكـافرة والجواب مـا تراه دون أن تسمعه
والسـلام». وخرج «الرشيد» بنفسه على رأس جيش ضخم ألحق الهزيمة
بــالقـوات البـيزنطيـة وأرغم الإمبراطور «نقفور» عـلى الخضوع ودفع
الجزية مرة أخرى.
ونظرًا لكثرة المعـارك بين العبـاسيين والبيزنطيين، فقد وقع كثير من
جـنود الطـرفـين أسـرى، وقـد حرصت الخـلافـة العبـاسيـة عـلى فداء
أسرى المسلمين، فى عهد «الرشيد» سنة (181ه= 797م).
وقد سـار «المـأمون» (198 - 218ه= 813 - 833م) عـلى سياسة والده
نفسهـا، فـى استمرار النشاط العسكرى ضد البيزنطيين، وكان النصر
حليف المسلمين.
وتـعدُّ مـعركــة «عـموريــة» سـنــة (223ه= 838م)، أبرز المعـارك بين
المسلمين والبيزنطيين فى عهد «المعتصم بالله»، وكان سببها اعتداء
الإمـبراطـور البـيزنـطــى «تـيوفـيـل بن ميخـائيـل» عـلى بعض الثغور
والحصون عـلى حدود «الدولة الإسـلاميـة»، وحين بـلغ «المعتصم» مـا
وقع للمسـلمين فـى هذه المدن، وصيحة امرأة مسلمة وقعت فى أسر
الروم: وامـعتـصمـاه، فـأجـابهـا وهو جـالس عـلى سريره: لبيك لبيك،
وجهز جيشًا ضخمًا أرسـله على وجه السرعة لإنقاذ المسلمين، ثم خرج
بنفسه عـلى رأس جيش كبير وفتح مدينـة «عموريـة»، وهى من أعظم
المدن البيزنطية، واستولى على ما بها من مغانم وأموال كثيرة جدا.
ب - الدولة #الأموية# بالأندلس:
وكــانـت عــلاقـة العبـاسيين بهـا عـلاقـة عداء وتربص، فقد استطـاع
«عبدالرحمن بن معـاويـة» - بعد فراره من العبـاسيين إلى «الأندلس» -
أن يــؤسـس «الدولة الأمـويــة» بــالأندلس وعـاصمتهـا «قرطبـة» سنـة
(138ه= 755م).
وقـد حــاولت الخــلافـة العبـاسيـة بسط نفوذهـا عـلى بـلاد «الأندلس»
والقضـاء عـلى «الدولة الأموية» بها، فدبَّر «أبو جعفر المنصور» ثورة
«العـلاء بن مغيث الجذامى» فى مدينة «باجة» الأندلسية سنة (146ه=
763م)، وقـام «المهدى» بمسـاندة الثورات الداخـليـة التـى كانت تقوم
لحسـاب «الدولة العبـاسية»، ولكن كل هذه المحاولات والثورات باءت
بـالفشـل بسبب يقظة الأمير الأموى «عبد الرحمن الداخل» وحزمه، وقد
لقـبه «أبو جعفر المنصور» بصقر قريش، بـل إن «عبدالرحمن الداخـل»
أشــاع عـزمـه عـلى غزو «الشـام» وانتزاعه من «الدولة العبـاسيـة»،
وكـتب إلى أنـصــاره فـى «الشـام» بذلك وعهد إلى ابنه «سـليمـان»
بولايـة «الأندلس»، وذلك بغرض إزعـاج «الدولة العبـاسيـة» وإرغـامها
على وقف محاولاتها المستمرة لاسترداد بلاد «الأندلس».
ج - الدولة الكارولونجية:
وكـانت إحدى القوى النـاشئـة فـى غربـى «البحر المتوسط» (جنوبى
فرنسـا حـاليـا)، وقـام بينهـا وبين الدولة العبـاسية علاقات سياسية،
وجرى تبـادل السفراء بين الدولتين فـى عهد «هـارون الرشيد»، وقد
سعى زعيم «الدولة الكارولونجية» «شارلمان» إلى كسب وده لتعزيز
موقفه الداخلى والخارجى، وتبادل معه الهدايا الثمينة.


 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 500092465

 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 500092465

تحياتي لكم

 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 500092465

 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 500092465

 @العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م): 483098003
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
@العـــــــــــصـــــر العـــــــــــبــــــــــــــــــــاســــــــــــــــــى الأول (132 - 232هـ = 749- 847م):
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قائمة التعليمات الجزء الأول
» الدرس الأول واجهة البرنامج
» صحيح البخاري المجلد الأول
» مذكرات نهائية س ب تجارة (الفصل الأول)
» @الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الأول:

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب  :: المنتديات الإسلامية :: مواضيع دينية-
انتقل الى:  
الفيس بوك