أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب
@الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى: 613623
كلام عن الحب
إن الإنسان قبـل الحب شيء وعنـد الحب كل شيء وبعـد الحب لا شيء"
أكبر متعة في الحب تجد نفسك محبوبا عند الناس
"

@الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى: 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا @الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى: 829894
المدير المنتدى
شكراً لتسجيلك في
أحلى منتديات أمين عبلة الحب
نحن سعداء جدا لاختيارك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الاستمتاع بالإقامة معنا، تفيد وتستفيد ونأمل منك التواصل بإستمرار.
مع أطيب الأمنيات,
إدارة المدير.
أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب
@الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى: 613623
كلام عن الحب
إن الإنسان قبـل الحب شيء وعنـد الحب كل شيء وبعـد الحب لا شيء"
أكبر متعة في الحب تجد نفسك محبوبا عند الناس
"

@الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى: 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا @الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى: 829894
المدير المنتدى
شكراً لتسجيلك في
أحلى منتديات أمين عبلة الحب
نحن سعداء جدا لاختيارك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الاستمتاع بالإقامة معنا، تفيد وتستفيد ونأمل منك التواصل بإستمرار.
مع أطيب الأمنيات,
إدارة المدير.
أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أكـــــبر مـــــــــــــتعة في الـــــــــــحب تجـــــــــد نفـــــــسك محبــــوبا عنــــــد النــــــاس
 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول
تمنادى الحب عندما يأتى الليل ، ويغلق الناس أبواب بيوتهم بإحكام يخرج من قلب الظلمة مناد يقول : - هل كل هذه البيوت تنام على الحب ؟ ! ويظل يردد السؤال ، الذى لا يجيب عليه أحد ، حتى تظهر أول خيوط الفجر !

 

 @الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى:

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
AMINE PàTCHIKà
AMINE PàTCHIKà
المدير


الجنس : ذكر
الابراج الدلو
تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 25/01/1988
العمر : 36

المدير العام
منتديات أمين عبلة الحب :

@الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى: Empty
مُساهمةموضوع: @الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى:   @الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى: Emptyالأربعاء يناير 02, 2013 8:35 pm

@الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى: 500092465

@الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى: 500092465

@الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى:
رغم المشـاكـل السياسية العديدة التى شهدتها دولة الخلافة العباسية
فــى عـصرهـا الثـانـى فـإن اللافت للنظر أن هذه الحقبـة تُعدّ أخصب
عصور التاريخ الإسلامى فى عطائها الحضارى المتعدد الجوانب.
وسنكتفى هنا بتقديم نبذة مختصرة عن أهم هذه الجوانب:
1 - الجانب الثقافى:
نشطت حركـة التـأليف فـى فروع العـلم المختلفة نشاطًا ملحوظًا طوال
هـذه الفـترة وقـدمـت دولة الخــلافـة المتراميـة الأطراف عـلمـاء أفذاذًا
يعترف لهم العالم كله - حتى يومنا هذا - بالفضل والمكانة.
ففـى مجـال عـلوم الحديث: يتـألق اسم عمدة المحدِّثين الإمام البخارى
المتوفـى سنـة (256هـ = 870م) هذا بالإضافة إلى مجموعة أخرى من
أعــلام المـحدثـين لعـل أبرزهم الإمـام مسـلم المتوفـى سنـة (261هـ =
875م)، وأبو داود المتوفـى سنة (275هـ= 888م)، وابن ماجة المتوفى
سـنــة (273هــ = 886م)، والترمذى المتوفـى سنـة (279 هـ = 892م)،
والنَّســائــى المـتوفــى سـنـة (303هـ = 915م)، وهـؤلاء هم أصحـاب
الصحاح المعروفون.
وقـد بـرز من غير أصحـاب الصحـاح أيضًا عدد من أئمـة المحدثين، من
أمـثـال داود الظـاهرى المتوفـى سنـة (270هـ = 883م) وأبـى الحسن
الدَّارَقُطْنـى المتوفى سنة (385هـ = 995م)، الذى يصفه #ابن كثير# بأنه
كــان «فـريـد عصره ونسيج وحده وإمـام دهره فـى أسمـاء الرجـال
وصنـاعـة التعـليل والجرح والتعديل وحسن التصنيف والتأليف واتساع
الروايــة والاطــلاع التــام فــى الدرايــة». ومـن هــؤلاء أيـضًا الحـاكم
النيسـابورى المتوفى سنة (405هـ = 1014م)، وقد عرف عنه أنه كان
من أهل الدين والأمانة والصيانة والضبط والتجرد والورع، سمع الكثير
وطاف الآفاق وصنف الكتب الكبار والصغار.
وفـى مجـال العـلوم اللغوية وجدنا أعلامًا نابهين يضيق عنهم الحصر،
ومن هـؤلاء محمد بن يزيد المبرِّد صـاحب الكامل المتوفى سنة (285هـ
= 898م)، وقد كـان إمـام النحـاة فـى عصره، ومن النحاة المشهورين
أيـضًا الزَّجَّاج المتوفـى سنـة (311هـ = 923م)، وقد احتـل عـالم اللغـة
الشـهيـر أبـو عـلى الفـارسـى (المتوفـى ببغداد سنـة 377هـ = 987م)
مـكــانــة متميزة فـى بـلاط المـلك البويهـى «عضد الدولة». وقد صنف
الفـارسـى لعضد الدولة كتاب «الإيضاح» و«التكملة» فى النحو،وكان
عضد الدولة يغدق عليه العطاء ويحيطه بمظاهر التكريم، وكان يقول:
«أنـا غـلام أبـى عـلى فـى النحو» وممن عاصروا الفارسى من أعلام
اللغة أبو سعيد السيرافى المتوفى ببغداد سنة (368هـ = 979م)، وقد
ولى القضـاء ببغداد. وكـان السيرافى من أعلم الناس بنحو البصريين،
ومن بين مـؤلفـاته كتـاب «أخبـار النحويين البصريين» وكتاب «الوقف
والابتداء». يقول عنه ابن خـلكـان: «كـان النـاس يشتغـلون عـليه بعدة
فـنون: القـرآن الكـريـم والقراءات وعـلوم القرآن والنحو واللغـة والفقه
والفرائض والحساب والكلام والشعر والعروض والقوافى».
ويــبرز أيـضًا مـن بـين عـــلمـــاء اللغـــة فـــى القـرن (4هـ= 10م) ابـن
فـارس (أبو الحسين #أحمد بن فارس# بن زكريا) المتوفى سنة (390هـ =
1000م) عـلى أشهر الأقوال. ومن كتبه الذائعة الصيت كتاب «المجمل»
فـى اللغـة. وقد كان ابن فارس مقيمًا بهمذان، وله رسائل أدبية أنيقة
وأشعار رقيقة.
عــلى أنـنــا لا نستطيع فـى هذا السيـاق أن نغفـل اسم عـالم يُعَدُّ من
أعظم عـلمـاء اللغـة، لا فـى العصر العبـاسى الثانى فحسب؛ بل على
امـتداد العـصور الإسـلاميـة كـلهـا، وهو «أبو الفتح عثمـان بن جنـى»
الذى ولد بــالموصـل وتوفـى ببغداد سنـة (392هـ = 1002م). ومن بين
كـتبـه الذائـعــة الشـهرة الزاخـرة بــالقـيمــة فــى مجـال اللغـة كتـاب
«الخصائص».
وله أيـضًا «سر صنـاعـة الإعراب »، و«المذكر والمـؤنث»، و«المقصور
والمـمدود»، «واللمـع» وغير ذلك. وقد شرح ابن جنـى ديوان المتنبـى
وكـان من المعجبين بشعره. وكان ابن جنى صاحب حس أدبى مرهف،
وقد انعكس ذلك عـلى كتـابـاته العـلميـة التـى اتسم أسلوبها بالجمال
الأخَّاذ فضلاً عن الدقة البالغة.
وفــى مـجــال الأدب - إبـداعًا وتــأليفًا - شهد هذا العصر نهضـة تـأخذ
بـالألبـاب، فقد لمع فيه كوكبـة من أعظم شعراء العربية، نذكر منهم -
عـلى سبيل المثال لا الحصر- البحترى شاعر الخليفة المتوكل المتوفى
سـنــة (284هـ = 897م)، وقد اشتهر بـلغته الموسيقيـة العذبـة ووصفه
الرائـع؛ وابـن الرومــى المـتوفــى سنـة (283هـ = 896م)، وقد اشتهر
بـقدرتـه عــلى تـوليـد المـعــانــى وابتكـار الصور المعبرة؛ والمتنبـى
المـتوفـى سنـة (354هـ = 965م) الذى مـازال يحتـل مكـان السبق بين
شعراء العربيـة قديمًا وحديثًا، وقد خَصَّ سيف الدولة الحمدانـى بعيون
مـدائـحه، كـمــا مدح المـلك البويهـى عضد الدولة، وأمير #مصر# كـافور
الإخشيدى وغير هؤلاء من أعيان عصره، ومن أبرز شعراء هذا العصر
أيـضًا: الشـريـف الرضـى الذى ينتهـى نسبه إلى الحسين بن عـلى بن
أبـى طـالب، كـان وثيق الصـلة بـالخـليفة القادر بالله (381 - 422 هـ =
991 - 1031م)، وتـوفــى بـبغداد سنـة (406هـ = 1015م)، وعَدَّه بعض
النقـاد أشعر قريش. يقول عنه الثعـالبـى فى #يتيمة الدهر#: «هو أشعر
الطالبيين من مضى منهم ومن غبر، على كثرة شعرائهم المفلقين، ولو
قـلت إنه أشعر قريش لم أبعد عن الصدق، وسيشهد بما أخبر به شاهد
عـدل، مـن شـعره العــالى القِدْح المـمتنع عن القَدْح، الذى يجمع إلى
السـلاسـة متـانـة وإلى السهولة رصـانـة، ويشتمـل عـلى معـانٍ يقرب
جناها ويبعد مداها».
ويـحتــل الشــاعر الفيـلسوف أبو العـلاء المعرى مكـانـةً مرموقـة بين
شـعراء هـذا العـصر، وقـد ولد فــى عــام (363هـ = 974م) فـى معرة
النـعمــان، وهــى بـلدة صغيرة فـى شمـالى الشـام بين حـلب وحمص
وتوفـى فـى سنـة (449 هـ = 1057م)، أى أنه عـاش فى فترة النفوذ
البويهـى وعـاصر من خلفاء العباسيين الطائع لله والقادر بالله والقائم
بــأمـر الله، ولأبــى العــلاء ديـوان «سـقط الزند» و«لزوم مـا لا يـلزم»
المشهور بـاسم «اللزوميـات»، وسمـى بذلك لأنه ألزم نفسه فيه بمـا لا
تفرضه عـليه أصول القـافيـة ممـا يدل على سعة باعه فى اللغة. ويُعَدُّ
أبو العلاء إمام الشعراء الذين صبغوا شعرهم بصبغة تأملية فلسفية.
وبـجــانـب أصـحـاب الإبداع الشعرى ظهر مبدعون كثيرون فـى ميدان
النثر الفنـى فـى العصر العبـاسـى الثانى، ففى مطلع هذا العصر لمع
اسـم #الجــاحـظ# (أبــى عـثمـان عمرو بن بحر) المتوفـى بـالبصرة سنـة
(255هـ = 869م). والجـاحظ إمام المنشئين فى تاريخ الأدب العربى بلا
جدال.
كـان عـلى مذهب المعتزلة وكان موسوعى الثقافة متجدد الفكر، وقد
تـرك أسـلوبه بصمـات واضحـة عـلى أسـاليب كثير ممن جـاءوا بعده،
ومـؤلفـات الجـاحظ عديدة وذائعـة، تنمّ عن ذهن نـاضج وفكر متدفق،
ومن أشهر كتبه: كتاب «الحيوان» و«البيان والتبيين» و«البخلاء».
وله رسـائـل مختـلفة طبعت تحت اسم «رسائل الجاحظ»، وهى تتناول
موضوعات شتى.
ومن أبرز الذين تـأثروا بـالجاحظ وحاولوا أن ينهجوا نهجه أبو الفضل
مـحمـد بـن العـميـد المتوفـى سنـة (360هـ = 971م)، ولتمكنه فـى فن
الإنشـاء عرف بـاسم «الجـاحظ الثـانـى»، وهو الذى قيلت فيه العبارة
المشهورة : «بدئت الكتابة بعبدالحميد وختمت بابن العميد»، وعبدالحميد
هـنــا هـو: عـبدالحـميد بن يحيـى كـاتب مروان بن محمد آخر الخـلفـاء
الأمويين، عـاش ابن العميد فى ظل البويهيين وعمل وزيرًا لركن الدولة
- الحسن بن بويه - وكـان - كما يصفه ابن خلكان - «متوسعًا فى علوم
الفــلسـفــة والنـجوم، وأمــا الأدب والترسُّل فـلم يقـاربه فيه أحد فـى
زمـانه». ويصفه #ابن الأثير# بـأنه كـان من محاسن الدنيا، قد اجتمع فيه
ما لم يجتمع فى غيره من حسن التدبير وسياسة الملك، والكتابة التى
أتى فيها بكل بديع».
وقد صحب ابن العميد وتـأثر به فـى طرائقه «أبو القاسم إسماعيل بن
عـبــاد» المـعروف بــالصـاحب بن عبـاد. ولقب بـالصـاحب لصحبته لابن
العميد، وكـان يقـال له أحيـانًا صـاحب ابن العميد. وقد تولى الصاحب
بـن عـبــاد #الوزارة# لمــؤيد الدولة بن ركن الدولة ثم لأخيه فخر الدولة،
وفضلاً عن براعة الصاحب فى فن الإنشاء - كأستاذه ابن العميد - فقد
كــان محبًا للعـلم ذواقـة للأدب، كمـا كـان شـاعرًا جيد النظم. والجدير
بـالذكر هنـا أن كـلا من ابن العميد والصـاحب بن عبـاد كـان له مجـلس
يحفـل بوجوه الشعراء والعـلمـاء والمفكرين، وكان من بين المترددين
عـلى مجـلس ابن العميد أبو الطيب المتنبـى شاعر العربية الأكبر، وقد
مدحه بقصيدة من عيون شعره، وتوفـى #الصاحب بن عباد# بمدينة الرى
فى سنة (385هـ = 995م).
ومن الذين تميزوا فـى مجـال النثر الفنـى بديع الزمـان الهمذانى (وهو
أبـو الفـضــل أحـمد بـن الحـسين بن يحيـى) الذى سكن #هراة# من بـلاد
خراسان وتُوفِّى بها فى سنة (398هـ = 1008م) وكان ذلك فى خلافة
القــادر بــالله. وقـد كتب بديع الزمـان مقـامـاته الذائعـة الصيت وأبدع
فيهـا، وهو أول من استوى على يده هذا الفن فى اللغة العربية. وقد
حـذا حـذوه ووصــل بـهذا الفـن إلى مداه «أبو محمد القـاسم بن عـلى
الحريرى البصرى» الذى اعترف فـى صدر مقـامـاته بأنه جعل مقامات
البديع مثـالاً له. وقد توفى الحريرى فى حدود سنة (516هـ = 1122م)
بالبصرة إبان فترة نفوذ السلاجقة، وذلك فى خلافة #المسترشد بالله#.
والمـلاحظ أن شهرة مقـامـات الحريرى بـلغت من الانتشار حدا تتضاءل
بـجــانـبه شـهرة مقـامـات الرائد الأول بديع الزمـان. وتكشف مقـامـات
الحـريـرى عـن البـراعــة الكـبيـرة لصـاحبهـا فـى التصرف فـى اللغـة
وتطويعهـا لمـا يريده من معـان وأفكار، وهى إحدى الوسائل المهمة
لمن يبحثون عن إثراء ملكاتهم اللغوية.
وبـجــانـب الإبـداع الأدبـى شعرًا ونثرًا تميز العصر العبـاسـى الثـانـى
بظهور الكثير من الموسوعـات الأدبيـة التى تُعَدّ مراجع أساسية لطلاب
المـعرفــة فــى هـذا المـجــال، ونـكتـفـى هنـا بذكر أمثـلة لأبرز هذه
الموسوعـات، وقد لمع فى هذا الجانب ابن قتيبة الدينورى (أبو محمد
عـبدالله بـن مـسـلم) الذى ولد بـالكوفـة وتثقف بهـا وسكن #بغداد# زمنًا
ولكـنه نـسب إلى الدينور لأنه تولى قضـاءهـا، وقد توفـى ابن قتيبـة
فـى سنـة (276هـ = 889م) فـى خلافة المعتمد على الله، وقد خلّف لنا
ابن قتيبة عددًا من الموسوعات الأدبية المهمة يأتى على رأسها كتاب
«عيون الأخبار»، وكتاب «الشعر والشعراء»، ومن كتبه الأدبية المهمة
أيضًا كتاب «أدب الكاتب» الذى يتحدث فيه عما يحتاج إليه الأديب من
فنون المعرفة ليمارس صنعة الكتابة على الوجه الأمثل.
ويُعَدُّ أبو الفرج الأصفهـانى أبرز أصحاب الموسوعات الأدبية فى هذا
العـصر. وقـد كــان مـلازمًا للوزير المشهور أبـى محمد حسن بن محمد
المُهَلَّبـى وزير معز الدولة #أحمد بن بويه#، وكـان المهـلبـى بصحبـة معز
الدولة عـند انـتقــاله إلى بـغداد، كمـا ذكرنـا ذلك فـى موضعه، وممـا
يحفظه التـاريخ للمهلبى أنه كان محبا للأدب مقرِّبا لأهله، وكان يعرف
لذوى القرائح الجيدة أقدارهم ويغدق عـليهم من كرمه ورعـايته، ومن
هنـا قرب أبـا الفرج الأصفهـانـى ورعـى مكانته. ولاشك أن موسوعة
«الأغــانـى» للأصفهـانـى تعد من أهم الموسوعـات الأدبيـة وأكثرهـا
انتشـارًا وشمولاً فيمـا يختص بتـاريخ الأدب العربـى والثقـافـة العربية
حـتــى نـحو مـنتـصف القـرن الرابـع الهـجرى. وقـد تـوفـى أبو الفرج
الأصفهانى فى سنة (356هـ = 967م).
ويتميز أيضًا بين أصحـاب الموسوعـات الأدبية «أبو منصور الثعالبى»
(وهـو عـبدالمــلك بـن مـحمد بن إسمـاعيـل)، ولد بنيسـابور فـى سنـة
(350هـ = 961م)، وتوفـى فـى سنـة (429هـ = 1038م)، أى أنه عاش
حـيـاته كـلهـا فـى فترة نفوذ البويهيين، وشهدت فترة تفتحه الأدبـى
خـلافـة الطـائع لله والقـادر بـالله، وتوفى فى خلافة القائم بأمر الله،
وكـان الثعـالبـى غزير الإنتـاج متنوع الاهتمـامـات العلمية، ولكن يقف
عـلى رأس مـؤلفـاته جميعًا كتابه الموسوعى الضخم «يتيمة الدهر فى
محـاسن أهـل العصر»، وهو أكبر كتبه وأحسنها وأجمعها كما يقول
ابن خـلكـان، وهو من أربعـة مجـلدات صرف فيها جل اهتمامه لشعراء
القـرن (4هــ = 10م) ورتـبهـم عــلى أوطـانهم، فقد تنـاول فـى أبواب
خــاصــة شـعراء الشــام ومـصر والمـغرب والمـوصــل والبصرة وبغداد
وأصـفهــان والجـبــل وفــارس والأهـواز وجرجـان، وتحدث عن الدولة
الســامــانـيــة وشـعرائـهـا وعن خوارزم، وتحدث أيضًا عن بنـى بويه
وشعرائهم وكتـابهم، وأسهب فى الحديث عن ابن العميد والصاحب بن
عـبـاد، كمـا تحدث عن بـلاط سيف الدولة وشعرائه وكتّابه، ولاشك أن
يتيمـة الدهر تعد إحدى الموسوعـات الأدبية الأساسية فى تاريخ الأدب
العربـى، ولا تزال حتـى يومنـا هذا مصدرًا لا غنـى عنه للبـاحثين فـى
الحياة الأدبية فى القرن (4 هـ = 10م).
ولم تكن أنشطـة البحث التـاريخـى بـأقل حظا من الأنشطة الأدبية فى
دولة الخـلافـة #العبـاسيـة# فـى عصرهـا الثـانى، وهذا مجال يطول فيه
الكـلام ويتشعب، ولا سبيل إلى استقصاء الحديث فيه، ولكننا نكتفى
بتقديم بعض النمـاذج لأبرز المـؤرخين وأهم أعمـالهم التاريخية، ويقف
شـامخًا بين أعـلام المـؤرخين فـى صدر العصر العبـاسـى الثـانى أبو
جـعفـر مـحمـد بـن جـرير الطبرى المتوفـى سنـة (310هـ = 922م) فـى
خـلافـة #المقتدر بالله#، وقد عاش الطبرى فى فترة التحول المهمة التى
انتقـلت فيهـا الخلافة العباسية من عصرها الأول-عصر القوة السياسية
المـركـزيــة - إلى عصرهـا الثـانـى الذى بدأت فيه السـلطـة المركزيـة
تـضعف ضعفًا مـلحوظًا، وهكذا شهد الطبرى معظم عصر نفوذ #الأتراك#،
وقد ولد فـى آمل بطبرستان فى سنة (224هـ = 839م) وأخذته الرحلة
فـى طـلب العـلم إلى كثير من بقـاع العـالم الإسلامى كالعراق والشام
ومصر، ثم استقر به المقام أخيرًا فى بغداد وبها مات ودفن، وقد ترك
لنـا الطبرى موسوعته التـاريخيـة الذائعـة الصيت وهـى: «تـاريخ الأمم
والمــلوك» المـشهورة بـاسم «تـاريخ الطبرى»، فـى عشرة مجـلدات،
وتناول الطبرى فى هذه الموسوعة الضخمة تاريخ ما قبل الإسلام منذ
بدء الخـليقة بقدر من الاختصار فى المجلد الأول وبعض الثانى، ثم جاء
عـلاجه المفصـل للأحداث منذ بدأ يتنـاول سيرة الرسول(صلى الله عليه
وسـلم) وسيرة الخـلفاء الراشدين، وما تلا ذلك من تاريخ الدولة الأموية
والعبـاسيـة حتى عصره، وقد توقف الطبرى بتاريخه عند أحداث سنة
(302هـ= 914م) فــى خــلافــة المـقتـدر، وتــاريـخ الطبرى منجم غنـى
بـالمعـلومـات حـافـل بـالروايـات المختـلفة التى تقدم المادة الأساسية
للبـاحث، وهنـاك إجمـاع فـى الشرق والغرب على أن هذا التاريخ يعدُّ
عـمدة البــاحثين فـى التـاريخ الإسـلامـى فـى القرون الثـلاثـة الأولى
للهجرة.
ومن أعـلام المـؤرخين الذين ظهروا فـى القرن (3هـ= 9م) أيضًا - بجانب
الطبرى - ابن قتيبة (عبدالله بن مسلم) المتوفى سنة (276هـ = 889م).
وقـد أشرنـا إليه قبـل ذلك عند حديثنـا عن الموسوعـات الأدبيـة، ومن
أبرز الأعمـال التـاريخيـة التـى تركها لنا ابن قتيبة كتاب «المعارف»،
وينسب إليه أيضًا كتاب «الإمامة والسياسة».
كـمــا ظـهر اليـعقـوبــى أيضًا، وهو أحمد بن أبـى يعقوب ابن واضح
المـتوفــى نـحو سـنــة (278هـ = 891م)، وكتـابه المعروف ب «تـاريخ
اليعقوبـى» من المصادر التاريخية الأساسية فى تلك الفترة، وهو يقع
فـى مجـلدين، يتناول المجلد الأول التاريخ القديم حتى ظهور الإسلام،
ويتنـاول الثانى تاريخ الإسلام حتى سنة (259هـ = 873م) فهو يغطى
ثـلاث سنين من خـلافـة المعتمد عـلى الله، وبجـانب التـأليف التاريخى
ألف اليعقوبـى فـى #الجغرافيـا# كتابًا ذائعًا هو «البلدان» الذى يعد من
أقدم مصنفات التراث الجغرافى العربى.
وقد برز أيضًا من مـؤرخـى تـلك الفترة - وهـى فترة نفوذ الأتراك فى
العـصر العـبــاســى الثــانـى - أحمد بن يحيـى البـلاذرى وأبو حنيفـة
الديـنورى. أمـــا البــلاذرى فـقد كــان مـقربًا للخــليـفتـين المـتوكــل
والمـستـعين، وتوفـى فـى حدود سنـة (279هـ = 892م)، ويعد كتـابه
«فـتوح البــلدان» مـن أوثـق الكـتب التــى تـحدثـت عن تـاريخ الفتوح
الإســلامـيــة مـنذ ظـهور الإسـلام حتـى عصره، وهو يتميز بدقته فـى
الأســلوب ومـوضـوعـيتـه فـى العرض والبعد عن الحشو، وهو من بين
المصادر التى تحتل قيمة خاصة فى هذا الجانب، وللبلاذرى كتاب آخر
معروف هو «أنسـاب الأشراف»، وهو يقدم مـادة تـاريخيـة غزيرة فى
صدر الإسـلام والعصر الأموى والعباسى الأول من خلال أنساب الرجال
الذين يتناولهم بالبحث.
أمــا أبـو حـنيفـة الدينورى المتوفـى سنـة (282هـ = 895م) فقد كـان
موسوعـى المعرفـة، برع فـى عـلوم كثيرة كـالنحو واللغـة والهندسة
والفــلك وغير ذلك، ولكن الكتـاب الذى اشتهر به الدينورى هو كتـابه
التـاريخـى المعروف بـاسم «الأخبار الطوال» الذى يتناول فيه التاريخ
الإسـلامـى منذ ظهور الإسلام حتى وفاة الخليفة المعتصم سنة (227هـ=
842م)، مع مقدمة مختصرة عن التاريخ القديم.
وقد استمرت حركـة التـأليف التاريخى على نشاطها وازدهارها طوال
مـراحـل العصر العبـاسـى الثـانـى، ومن أبرز المـؤرخين الذين شهدوا
بـدايـة مرحـلة النفوذ البويهـى عـلى بن الحسين المسعودى المتوفـى
سنـة (346هـ = 957م)، ومع أن المسعودى نشـأ فـى بغداد فقد كـان
دائم الترحـل فـى طلب العلم، وهو يقدِّم نموذجًا للعالم الذى جعل العلم
ضـالَّته، فهو ينشده لكـل مـا أوتـى من حول وما وسعه من صبر؛ فقد
ذهب إلى #الهند# والمـلتـان وسرنديب (سيلان) والصين، فضلاً عن مراكز
العــلم الشـهيـرة فـى أرجـاء العـالم الإسـلامـى، ومن أشهر مـؤلفـاته
التــاريـخيــة كتـاب «مروج الذهب ومعـادن الجوهر»، وقد تنـاول فيه
تـاريخ الأمم القديمـة، ثم تنـاول تـاريخ الإسلام منذ ظهوره حتى خلافة
المطيع لله، وهو أول الخـلفـاء العبـاسيين فـى العصر البويهـى، ومن
بـين الكـتب التــاريـخيــة الذائـعــة للمـسعـودى أيـضًا كـتـاب «التنبيه
والإشـراف»، وهـو مـحــاولة مـنه لتـقديم كتـاب تـاريخـى مختصر يضم
خـلاصـة مـا كتب، وهو يحتوى عـلى معـلومـات مهمـة من كتب أخرى
للمسعودى لم تصل إلينا.
ومن بين المـؤرخين المتميزين فـى فترة النفوذ البويهى أيضًا الخطيب
البـغدادى المـتوفـى سنـة (463هـ = 1071م)، وهو «أبو بكر أحمد بن
عـلى بن ثـابت»، وقد عـاش فـى بغداد التـى يُنسَب إليهـا ومـات بها،
ولكنه رحـل طـلبًا للعلم إلى عدة مراكز علمية بارزة كالبصرة والكوفة
ونـيســابـور وحـلب وبيت المقدس وغيرهـا، وهو يتميز بغزارة إنتـاجه
وتـنوع اهـتمــامـاته العـلميـة؛ حيث ألَّف فـى فروع مختـلفـة من العـلم
كـالتـاريخ والفقه والحديث والنحو والأدب وغيرهـا، ومعظم مؤلفاته لم
تصـل إلينـا، ولكن موسوعته الضخمـة المعروفـة باسم «تاريخ بغداد»
وصـلت إلينـا وهـى التـى أكسبته شهرة واسعـة، وهـى تاريخ شامل
لبغداد من حيث نشـأتها وأحيائها وقصورها ومختلف معالمها، فضلاً
عن تراجم أعـلامهـا من رجـال السياسة والعلم والأدب وغير ذلك، ومن
هـنــا تـعد هـذه الموسوعـة مصدرًا لا غنـى عنه للبـاحثين فـى تـاريخ
الخلافة العباسية منذ نشأتها حتى بداية العصر السلجوقى.
وقـد لمـع عـدد آخـر مـن المـؤرخين فـى المراحـل المتـأخرة من العصر
العـبــاســى الثـانـى، لعـل أبرزهم عز الدين بن الأثير المتوفـى سنـة
(630هـ = 1233م)، وهو صاحب الموسوعة التاريخية الضخمة المعروفة
بـاسم «الكـامـل فـى التـاريخ»، وتقع فى اثنى عشر مجلدًا، وقد حذا
فـيهــا حذو الطبرى فـى تـاريخه، وتوقف فـى روايته التـاريخيـة عند
أحداث سنة (628هـ = 1231م).
وقـد شهد ابن الأثير نهـايـة فترة النفوذ السـلجوقـى وعـاش شطرًا من
حيـاته فـى فترة مـا بعد #السـلاجقـة#، وعـاصر مرحـلة مهمـة فى تطور
الحروب الصـليبيـة إبّان سـلطنـة صـلاح الدين الأيوبى، فكتابه إذن من
بين المصـادر الأساسية فى تاريخ #الحروب الصليبية#، ويمكننا أن نقول
إن موسوعـة الكـامـل فى التاريخ لابن الأثير تحتل بين مصادر التاريخ
الإسـلامـى مكـانـة لا يسبقهـا إلا موسوعة تاريخ الطبرى، ولابن الأثير
مـؤلفـات أخرى فى غاية الأهمية لعل أبرزها «أسد الغابة فى معرفة
الصحابة»، وهو موسوعة من سبعة مجلدات يتناول فيها تراجم صحابة
رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
ونـستـطيـع أن نـمضــى طويـلاً فـى تنـاولنـا لمختـلف جوانب النهضـة
الثقـافية فى دولة الخلافة العباسية فى عصرها الثانى، وهى جوانب
لايتسع المجـال للحديث التفصيـلى عنهـا هنـا، ولكننـا نكتفـى بالقول
بـأن هذه النهضة الثقافية غطت كل مظاهر المعرفة والفن التى عُرفت
فـى ذلك الزمـان، فقد شهدت دولة الخـلافـة العبـاسية وثبة رائعة فى
الثـقــافــة الجـغرافيـة، وعرف التراث الحضـارى العبـاسـى جغرافيين
أفذاذًا كـاليعقوبـى صـاحب البلدان، وقد أشرنا إليه، والاصطخرى من
عـلمـاء القرن(4هـ= 10م)، وهو صـاحب كتـاب «مسـالك الممالك»، وابن
حوقـل والمقدسـى وهمـا من عـلمـاء القرن (4هـ = 10م) أيضًا، وللأول
كتـاب «المسـالك والممـالك»؛ وللثـانـى كتـاب «أحسن التقـاسيم فى
معرفة الأقاليم»، وهو من الكتب المتميزة فى هذا الفن.
ولعــل مـن أشـهر الجـغرافـيين فـى دولة الخـلافـة العبـاسيـة يـاقوت
الحموى المتوفـى سنة (626هـ = 1229م) وقد ولد فى #حماة# كما يبدو
من نسبته، ولكنه عـاش فى بغداد، ومعجمه الجغرافى المعروف باسم
«مـعجـم البـلدان» يُعدُّ من أغزر المصـادر مـادة فـى التراث الجغرافـى
الإسلامى على الإطلاق، وهو يقع فى خمسة مجلدات ضخمة.
كـمــا شـهد هذا العصر أيضًا نهضـة لا تدانـى فـى الدراسـات العقـليـة
والفـلسفيـة والكـلاميـة، ونبغ فـى هذا المجـال أعـلام يحتـلون مكـانة
سـامقـة فـى تـاريخ الفكر الإنسـانـى كـله، فمن بين هؤلاء الفيلسوف
الكـبيـر الفــارابــى المـتوفـى سنـة (339هـ= 950م) فـى مطـلع العصر
البـويهـى، وهو صـاحب كتـاب «إحصـاء العـلوم» وكتـاب «السيـاسـة
المدنيـة» وغير ذلك. عـلى أن أبرز هـؤلاء هو الشيخ الرئيس ابن سينـا
المـتوفــى سـنــة (428هـ = 1037م)، وقد عـاش شطرًا من حيـاته فـى
بخارى فى ظل الدولة #السامانية#.
ومن كتبه الفـلسفيـة المعروفـة كتـاب «الإشـارات» وكتاب «الشفاء»،
وكتـاب «النجـاة» وغيرها، هذا بالإضافة إلى مؤلفاته الطبية الفائقة،
وفـى مجـال الدفـاع العقـلى عن الإسـلام والرد عـلى مناوئيه برز اسم
حجـة الإسـلام «أبـى حامد الغزالى» المتوفى سنة (505هـ = 1111م)،
وهو الذى نـاضل الفلاسفة وكتب عن تهافتهم كتابه المعروف «تهافت
الفــلاسـفـة»، وقد بـاشر «الغزالى» التدريس فـى المدرسـة النظـاميـة
ببغداد والمدرسـة النظـامية بنيسابور، وكتابه «إحياء علوم الدين» من
أعـظم الكـتب التـى عرضت الإسـلام عرضًا بسيطًا مقنعًا مـؤثرًا، ونظرًا
لقـوة تــأثـير هذا الكتـاب قـال البعض: «من لم يقرأ الإحيـاء فـليس من
الأحياء.
وقد حظيت العـلوم الطبيـة والريـاضية والفلكية والطبيعية بنصيب وافر
من العنـاية والدراسة فى هذا العصر الحافل بالعطاء الحضارى. بل إن
فن الموسيقـى أيضًا وجد له مجـالاً من الاهتمام. والملاحظ أن الفلاسفة
العظـام، أمثـال الفـارابـى وابن سينـا، كانوا يحذقون الطب والرياضة
والفلك بل والموسيقى أيضًا.
ويعتبر «أبو بكر محمد بن زكريا الرازى» أعظم الأطباء المسلمين فى
هذا العصر عـلى الإطـلاق. وله كتاب «الحاوى» فى الطب، الذى يمكن
اعتباره عمدة هذا العلم فى العصور الوسطى فى الشرق والغرب.
وقد حظـى الرازى برعاية ملوك الدولة السامانية، وتوفى فى حوالى
سـنــة (320هــ = 932م)، أمــا «ابن سينـا» فقد كتب «القـانون» فـى
الطب، وهو الذى كـان مع كتـاب «الحـاوى» للرازى من الأسس المهمة
التى اعتمدت عليها #أوربا# فى عصر النهضة.
وبعد هذه اللمحـة الموجزة عن أهم جوانب النهضة الثقافية فى العصر
العبـاسـى الثـانـى نستطيع أن نقول: إن هذه النهضـة كـانت متكاملة
الجـوانب، وهذا هو شـأن الحضـارات العظيمـة، فـالحضـارة روح تعود
بـالصحـة والعـافيـة على جسد الأمة كله فتتوازن فيه ملامح الاكتمال،
وقـد كــان أبرز مـا يميز تـلك الفترة هو الرغبـة العـارمـة فـى العـلم
والتعطش للمعرفة، ومن هنا وجدنا أصحاب الثقافات الموسوعية الذين
أشرنـا إلى بعضهم، والمـلاحظ أن حب العلم والتنافس فى سبيله جعل
الحكام والأمراء يحتضنونه وينصبون من أنفسهم حماةً له.
وهكذا ظهرت مجـالس العـلم المعروفـة عـلى يد قادة أمراء وجدوا فى
هـذا النـشــاط سُلَّمًا للمجد والسـؤدد، والأمثـلة عـلى ذلك كثيرة، فهذا
سـيف الدولة الحـمدانــى يـجعــل من مجـلسه محفـلاً للعـلمـاء والأدبـاء
والشعراء، وهذا عضد الدولة البويهى يفعل الشىء نفسه، وفعل ذلك
أيضًا السـلطـان محمود الغزنوى، ونظام الملك أعظم وزراء السلاجقة،
وغيرهم، وكـل هذا عـاد بـالخير العميم عـلى الحركة الثقافية فى هذا
العصر، فإذا هى تفيض قوة ونشاطًا وتجددًا.
2 - الجانب الاقتصادى والعمرانى:
مـن الطبيعـى أن يرتبط الجـانب العمرانـى بـالجـانب الاقتصـادى فـى
الدولة، فـلا عمران إلا بـاقتصـاد قوى. وقد ازدهرت الحياة الاقتصادية
ازدهـارًا مـلحوظًا فـى بعض ممالك الدولة العباسية فى العصر الثانى،
ولكـننــا نــلاحـظ أن الســلطــة المركزيـة نفسهـا لم يعد لهـا من القوة
الاقتصـاديـة مـا كان لخلفاء العصر العباسى الأول، وذلك بسبب تحكم
الأمراء الذين استـأثروا بـالنفوذ الحقيقـى، ومن هنا نلاحظ أن اقتصاد
بعض الإمـارات التـى كـانت تنتمـى لدولة الخـلافة العباسية من الناحية
الشكـليـة كـان أقوى من اقتصـاد الخـلافة نفسها، بل إن الخليفة فى
بعض الأحيـان كـان مجرد موظف تـابع لهـؤلاء الأمراء الذين يحددون له
راتبه ونشاطه.
وقد توافرت مصـادر القوة الاقتصـادية فى دولة الخلافة العباسية فى
عصرهـا الثـانـى، وكـان للتقدم العـلمى الكبير الذى شهده هذا العصر
أثره الملحوظ فى تحقيق الازدهار الاقتصادى القائم على أسس علمية
صحيحـة، وقد لعبت النهضـة الزراعيـة دورهـا فى تحقيق هذا الازدهار
الاقـتصــادى، فـقد كـانت دولة الخـلافـة تضم أراضـى شـاسعـة تتسم
بـالخصوبة والصلاحية لإنتاج شتىالمحاصيل. وقامت المدارس الزراعية
التـى انتشرت فـى أرجاء دولة الخلافة العباسية فى ذلك الوقت بجهد
عـلمـى كبير فـى نشر الوعـى الزراعـى الصحيح، فتعددت المحاصيل
وأدخـلت أنواع جديدة منهـا، وزاد إنتـاجهـا نتيجـة استعمـال الأسمدة
المناسبة.
وارتبط بذلك إعادة تطوير نظام الرى الذى حول منطقة ما بين النهرين
إلى جنـة وارفـة الظـلال، كمـا ازدهرت فـلاحـة البسـاتين القائمة على
أسـس عـلميـة ازدهـارًا كبيرًا وانتشرت كـل أنواع النبـاتـات والزهور،
«وكـانت الزهور تزرع حتـى فـى أصغر المنازل»، وارتبط بنمو الثروة
الزراعيـة نمو الثروة الحيوانيـة، كمـا ظهرت الصنـاعات المعتمدة على
الإنتاج الزراعى كمصانع النسيج ومعامل تكرير السكر.
وقد اشتهرت صنـاعـات أخرى فـى العصر العبـاسـى الثانى كصناعة
الورق التى انتشرت فى مصر والشام وسمرقند، ولكن شهرة سمرقند
فى هذا الجانب فاقت غيرها فى ذلك العصر، وازدهرت صناعة الحديد
أيضًا فى بلاد فارس.
وقـد تـرتب عـلى الازدهـار الزراعـى والصنـاعـى الازدهـار التجـارى،
فــالمـنتـجـات المختـلفـة تحتـاج إلى تسويق، ومن هنـا ظهر الاهتمـام
بـتوفير الطرق التجـاريـة المنـاسبـة والعنـايـة بـالموانـى والأسـاطيـل
التجـاريـة، وقد ازدهرت تجـارة المسلمين الخارجية فى ذلك العصر مع
الهند والصين والبلاد الأوربية.
والجدير بـالمـلاحظـة هنـا أن الإسلام انتشر فى بقاع عديدة عن طريق
التجـار المسـلمين، وكـانت بغداد ودمشق والإسكندرية وعدن والبصرة
من بين المراكز التجارية المهمة فى ذلك العصر.
وقد اشتهر عدد من دول العصر العبـاسـى الثـانى بالقوة الاقتصادية،
ومن بين هذه الدول - على سبيل المثال - الدولة #الصفارية# التى يقال:
إن مـؤسسها «يعقوب بن الليث» ترك فى بيت المال عند وفاته ثمانين
مـليون دينـار وخمسين مـليون درهم، كمـا ازدهر أيضًا اقتصـاد الدولة
السـامـانيـة، وهـى التـى قامت فى منطقة تتمتع بإمكانات اقتصادية
هــائــلة، وهــى #بــلاد مــا وراء النـهر#، وكـذلك ازدهر اقتصـاد الدولة
البويهيـة، أمـا اقتصـاد الدولة #الغزنوية# فقد وصل مدى رائعًا من القوة
نتيجـة اتساع أطراف تلك الدولة، وما استطاعت أن تحققه من فتوحات
رائعة فى بلاد الهند والسند وأفغانستان وغيرها.
وكـان النشـاط العمرانى الواضح ثمرة مباشرة للاستقرار الاقتصادى،
فــأنـشئـت الطـرق والمـدارس والمسـاجد والقصور والرُّبط فـى أمـاكن
مختـلفـة من دولة الخـلافـة العبـاسية، ولايتسع المقام هنا للدخول فى
تفـاصيـل هذا الجـانب، ولكننـا نكتفـى ببعض أمثلة قليلة توضح ذلك،
وتـستـحق الدولة #البويهيـة# وقفـة خـاصـة هنـا، فقد اهتمت هذه الدولة
اهتمـامًا خـاصًا بـالجـانب العمرانـى، ولاشك أن عضد الدولة كان أبرز
مـلوكهـا فى هذا الجانب، فقد صرف كثيرًا من جهده للعمارة والتشييد
فــى الأمــاكـن التـى خضعت لسـلطـانه فـى فـارس والرى وأصفهـان
والجـبــال وغـيرهــا، أمــا بغداد - بعد انتقـاله إليهـا - فقد حظيت منه
بـاهتمـام بالغ، يذكر المؤرخ ابن الأثير فى تناوله لأحداث سنة (369هـ
= 979م) أن عـضد الدولة شـرع فــى عـمــارة بـغداد فـى ذلك العـام،
وكانت قد خربت بتوالى الفتن عليها، فعمَّر مساجدها وأسواقها..
وألزم أصـحــاب الأمــلاك الخراب بعمـارتهـا، وجدد مـا دثر من الأنهـار
وأعـاد حفرها وتسويتها، وأصلح الطريق من العراق إلى مكة.. واهتم
اهتمامًا كبيرًا بمشهد الإمام على والإمام الحسين رضى الله عنهما..
وأذن لوزيـره «نـصر بـن هـارون» -وكـان نصرانيًا - فـى عمـارة البيَع
والأديرة.
ومن بين الإنجـازات العمرانيـة المهمـة التـى قـام بهـا عضد الدولة فـى
بـغداد بـنــاؤه لمـستـشفــاه الكـبيـر الذى عرف بـاسم «البيمـارستـان
العضدى»، وقد كـان فى هذا المستشفى عند إنشائه أربعةوعشرون
طبيبًا فـى التخصصـات المختـلفة، وكان أشبه ما يكون بالمستشفيات
التعـليميـة الجامعية فى عصرنا هذا؛ فقد كانت المحاضرات تلقى فيه،
وتدرس فيه الكتب ذات المكـانـة العـلميـة، وكان لهذا المستشفى مورد
مــاء مـستـمد مـن دجـلة، وله جميع المـلحقـات التـى تزود بهـا القصور
المـلكيـة كمـا بنـى عضد الدولة فـى #شيراز# مستشفى آخر عرف أيضًا
بـاسم «البيمـارستـان العضدى»، وأقـام صهـاريج المـاء فـى أمـاكن
مختـلفـة من ممـلكته. وبنـى سورًا حول مدينـة الرسول (صلى الله عليه
وسلم).
وتتميز الدولة السـلجوقية كذلك بنشاطها العمرانى الكبير فى مجالاته
المـختــلفـة، ويبرز فـى هذا الجـانب بصفـة أخص «مـلكشـاه» ووزيره
العـظيـم «نظـام المـلك»، فقد أنشـأ «نظـام المـلك» مدارسه النظـاميـة
المعروفـة، وزودها بكل احتياجات طلابها، ووجد فى ذلك كل تشجيع
من السلطان السلجوقى المتميز «ملكشاه».
والمـلاحظ أن النشـاط العمرانى فى دولة الخلافة العباسية فى العصر
الثـانـى كـان يقوم به فـى الأساس أمراء وسلاطين وملوك الدول التى
كانت تخضع للخلافة العباسية خضوعًا روحيا أو شكليا، أما الخلفاء -
بصفـة عـامـة - فـلم يكونوا بـالمكـان الذى يجعـلهم قادرين فى الأمور
بصورة مستقلة طوال معظم هذه الفترة.
3 - الجانب الإدارى:
كـان لضعف الخلافة العباسية المركزية فى العصر الثانى تأثير واضح
فى النظام الإدارى فى دولة الخلافة، وأوضح مظاهر هذا التأثير يبدو
فـى نظـام «الوزارة»، فقد كـانت الوزارة فى العصر العباسى الأول -
بصفـة عـامـة - تـابعـة للخـليفـة خـاضعـة لنفوذه، وعندما كان الوزراء
يـحـاولون التصرف بصورة مستقـلة كـانوا يجدون مـا يردعهم من بطش
الخــليفـة، أمـا فـى العصر العبـاسـى الثـانـى فقد اختـلف الأمر، وقد
اسـتمـرت الوزارة فــى فـترة نفوذ الأتراك، ولكن الوزراء كـانوا أكثر
اسـتقــلالاً ونـفوذًا وسـطوة وتـنــامـت ثرواتهم لأنهم لم يكونوا يجدون
الخـليفـة الحازم الذى يحاسبهم أشد الحساب، وهذا إذا استثنينا فترة
صحوة الخلافة.
فلما كانت السنوات الأخيرة فى فترة نفوذ الأتراك بطل منصب الوزارة
وحــل مـحـله منصب #أمير الأمراء# الذى جـار تقريبًا عـلى كـل سـلطـات
الخـليفـة، فـلمـا وقعت الخـلافـة تحت النفوذ البويهى زال أيضًا منصب
أمـير الأمـراء، فـلم يعد هنـاك للخـليفـة وزير ولا أمير للأمراء، وتصرف
البويهيون فـى كـل شئون الخلافة تصرفًا مطلقًا وحرموا الخليفة حتى
من سلطاته الشكلية، مع أنهم اتخذوا لأنفسهم وزراء.
وفـى فترة النفوذ السـلجوقـى عـاد منصب الوزارة، وأصبح للخـليفـة
وزيره، وللسـلطـان السـلجوقـى وزيره، ولكن السـلطة الحقيقية كانت
فى يد السلطان السلجوقى ووزيره، رغم أن السلاجقة عاملوا الخلفاء
بما يستحقون من توقير.
وبـعد زوال نـفوذ السـلاجقـة أصبح للخـلفـاء وزراؤهم المستقـلون عن
نفوذ الخـليفـة، ولكن الخـلافـة فى هذه الفترة كانت فى طريقها إلى
الزوال الكــامـل، ولم تكد دولة الخـلافـة تتجـاوز بغداد وبعض الأقـاليم
الأخرى المحدودة.
وقد تطور منصب الكتـابـة فى العصر العباسى الثانى تطورًا ملحوظًا،
فـاتسعت سـلطـة الكـاتب وتنـامـى نفوذه، وكـان الكاتب يرأس ديوان
الرســائــل الذى كـان يعد من أخطر دواوين الدولة العبـاسيـة، وكـان
صـاحب هذا المنصب يقوم بكتـابـة الرسـائـل السيـاسيـة وختمها بخاتم
الخـلافة بعد عرضها على الخليفة، وكان ينوب عن الخليفة أحيانًا فى
مكـاتبـة الملوك والأمراء، على أن من أهم التطورات التى شهدها هذا
المنصب فـى العصر العبـاسى الثانى أنه لم يعد مقصورًا على الخلفاء
بــل بـدأ الأمـراء والســلاطين يتخذون لأنفسهم كتـابًا أوسع نفوذًا من
كاتب الخليفة.
وقد كان ذلك نتيجة طبيعية لضعف منصب الخلافة فى هذا العصر.
ومـع أن العـصر العـبـاسـى الأول عرف نظـام #الحجـابـة# فقد تطور هذا
النظـام كثيرًا فـى العصر العبـاسـى الثـانـى، فقد كـان الحـاجب فـى
العصر العبـاسـى الأول يقوم بمهمـة أسـاسيـة هـى حجب العـامـة عن
السـلطـان، فـلا يـأذن بالدخول على السلطان إلا لمن يرى أنه يستحق
هـذا الإذن، أمـا الحـاجب فـى العصر الثـانـى فقد تجـاوز هذه المهمـة
المـحددة وادَّعـى لنفسه سـلطـات واسعـة أصبح ينـافس بهـا سـلطـات
الوزيـر، وأصـبح الحـجـاب يتدخـلون فـى أهم شئون الدولة، وقد فتح
ذلك مجالاً للصراع بين الحجاب والخلفاء والوزراء.
أمـا منصب الإمـارة عـلى البلدان - وهو من المناصب المهمة فى النظام
الإدارى - فـقد طرأ عـليه أيضًا كثير من التطور فـى العصر العبـاسـى
الثـانـى، فقد كـان هذا المنصب منذ ظهور الإسـلام وحتى نهاية العصر
العبـاسى الأول يخضع فى العادة لسلطة الخليفة؛ فهو الذى يملك حق
الولايـة والعزل، أمـا فـى العصر العبـاسـى الثانى فقد اختلفت الأمور
تمـامًا، ذلك أن الخـليفـة أصبح يخضع لسـلطة عليا من القوى الدخيلة،
وهـى التى تملك غالبًا حق توليته وعزله، وهكذا تدخلت هذه السلطات
أيضًا فـى تعيين الأمراء (أو العمال) فى الأقاليم التى تخضع لنفوذهم
وكــان هـذا التـطور مـتمـشيًا تمـامًا مع مـا آل إليه منصب الخـلافـة من
تدهور فى ذلك العصر.
وقد اتسع نظام البريد فى العصر العباسى الثانى اتساعًا كبيرًا، فقد
كـانت مهمـة البريد فى بداية نشأته توصيل رسائل الخليفة إلى عماله
وولاته ونقـل رسـائـلهم إليه وكذلك أخبارهم، ثم اتسعت مهمة البريد -
وبـالذات فـى العصر العبـاسـى الثـانـى - لتشمـل أيضًا مراقبة العمال
والتجسس عـليهم، وأن يقدم صـاحب البريد إلى الخـليفـة تقارير دورية
وافيـة بكـل مـا يحدث فـى مكـان عمـله، هذا إذا كـان تـابعًا للخليفة،
ويـفعــل الشـىء نفسه إذا كـان خـاضعًا لنفوذ الدول المختـلفـة التـى
ظهرت فـى هذا العصر، ولهذا أصبح نظام البريد فى ذلك العصر أشبه
ما يكون بقلم المخابرات فى عصرنا.


@الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى: 500092465

@الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى: 500092465

تحياتي لكم

@الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى: 500092465

@الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى: 500092465

@الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى: 483098003
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
@الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الثانى:
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» @الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الأول:
» بعد صلاة العصر
» سورة العصر كاملة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب  :: المنتديات الإسلامية :: مواضيع دينية-
انتقل الى:  
الفيس بوك