أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب
@النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك 613623
كلام عن الحب
إن الإنسان قبـل الحب شيء وعنـد الحب كل شيء وبعـد الحب لا شيء"
أكبر متعة في الحب تجد نفسك محبوبا عند الناس
"

@النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا @النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك 829894
المدير المنتدى
شكراً لتسجيلك في
أحلى منتديات أمين عبلة الحب
نحن سعداء جدا لاختيارك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الاستمتاع بالإقامة معنا، تفيد وتستفيد ونأمل منك التواصل بإستمرار.
مع أطيب الأمنيات,
إدارة المدير.
أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب
@النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك 613623
كلام عن الحب
إن الإنسان قبـل الحب شيء وعنـد الحب كل شيء وبعـد الحب لا شيء"
أكبر متعة في الحب تجد نفسك محبوبا عند الناس
"

@النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا @النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك 829894
المدير المنتدى
شكراً لتسجيلك في
أحلى منتديات أمين عبلة الحب
نحن سعداء جدا لاختيارك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الاستمتاع بالإقامة معنا، تفيد وتستفيد ونأمل منك التواصل بإستمرار.
مع أطيب الأمنيات,
إدارة المدير.
أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أكـــــبر مـــــــــــــتعة في الـــــــــــحب تجـــــــــد نفـــــــسك محبــــوبا عنــــــد النــــــاس
 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول
تمنادى الحب عندما يأتى الليل ، ويغلق الناس أبواب بيوتهم بإحكام يخرج من قلب الظلمة مناد يقول : - هل كل هذه البيوت تنام على الحب ؟ ! ويظل يردد السؤال ، الذى لا يجيب عليه أحد ، حتى تظهر أول خيوط الفجر !

 

 @النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
AMINE PàTCHIKà
AMINE PàTCHIKà
المدير


الجنس : ذكر
الابراج الدلو
تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 25/01/1988
العمر : 36

المدير العام
منتديات أمين عبلة الحب :

@النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك Empty
مُساهمةموضوع: @النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك   @النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك Emptyالسبت يناير 05, 2013 11:21 pm

@النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك 500092465

@النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك 500092465

@النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك

@النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك 500092465

@النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك 500092465

النظام الحربى والبحرى:
لاشك أن الانتصـارات الرائعـة التـى أحرزهـا المماليك تعود إلى إعداد
جـيد للجـيش وتنظيم دقيق له وللقـائمين عـليه، ولعـل الفضـل فـى ذلك
يـعود إلى «الظــاهر بيبرس» الذى أولى الجيش عنـايته منذ ولى عرش
«مـصر»، فـقد قـام بنفسه بـإعداده وتنظيمه وتسـليحه، ليكون سنده
فــى الحـروب ووقـت الشـدة، فــاسـتكـثر من شراء الممـاليك وعنـى
بتربيتهم تربيـة دينيـة وعسكريـة، وعين لكـل فئـة منهم فقيهًا يعلمهم
القرآن، ومبـادئ القراءة والكتـابـة، حتـى إذا وصـلوا إلى سن البلوغ
أوكـلهم إلى من يدربهم ويمرنهم عـلى الأعمـال الحربيـة، فـإذا أتموا
ذلك وأجادوه ألحقوا بجيش السلطان لتبدأ حياتهم الجهادية فى سبيل
الله.
فـلمـا ولى السـلطان «قلاوون» مقاليد الأمور فى سنة (679هـ)، زادت
عـنـايته بشئون تدريب الجند الممـاليك، وأشرف عـلى طعـامهم بنفسه
وكـان يتذوقه قبـل تقديمه إليهم، وكـان لا يسمح لهم بمغـادرة «قلعة
الجبـل» ليـلا أو نهـارًا، وظلوا على ذلك حتى ولى السلطان «خليل بن
قـلاوون» فـى سنة (689هـ)، فسمح لهم بالخروج نهارًا فقط، ومنعهم
من المبيت خـارجها، ثم بنى لهم «الناصر محمد بن قلاوون» - فيما بعد
- «الطباق» بساحة الإيوان بالقلعة وجعلها مقرا لهم.
تكوين الجيش:
كــان جـيش المـمـاليك يتكون -عـادة- من الممـاليك #السـلطـانيـة# وجنود
الحـلقة، وكانت لكل فريق من هاتين الطائفتين مرتبة لا يتجاوزها إلى
غيرهـا، فـالممـاليك السـلطـانيـة هم ممـاليك السـلطـان، وتنفق عليهم
الخـاصة السلطانية، لأنهم حرس السلطان الخاص، وكان لهم نظام دقيق
فـى التدرج القيادى رتبة بعد رتبة، فمنهم من أطلق عليه أمير خمسة،
وأمـير عـشرة، وأمـير أربـعيـن، وكـذلك أمـير مـائتين، وكـانت لكـل
صـاحب لقب من هذه الألقـاب واجبـات والتزامـات معينـة، فأمير خمسة
يـكون فــى خـدمـته خمسـة ممـاليك، وأمير عشرة تكون عدته عشرة
ممـاليك، أمـا «أمير الأربعين» فكـان يطلق عليه «أمير طبلخانة» لحقه
فــى دق الطـبول عــلى قصره كمـا يحدث للسـلطـان، ولم يكن لطبقـة
الأمراء هذه ضابط فى عدد أتباعها من المماليك، فقد يتفاوت عدد مَنْ
يكون فـى خدمـة كـل أمير منهم مـا بين أربعين وثمانين مملوكًا، أما
«أمير مائة» فكان فى خدمته «مائة» مملوك، ومقدم فى الوقت نفسه
على ألف جندى فى الحروب، فيقال: «أمير مائة مقدم ألف».
أمـا جنود الحـلقة فكان لكل أربعين جنديا منهم رئيس لا حكم له عليهم
إلا إذا خـرجـوا إلى القـتــال، فيقوم بترتيبهم فـى أمـاكنهم، وليس له
الحق فى أن يُبعد أحدهم من الخدمة إلا بإذن من السلطان.
كــانـت هـنــاك طــائـفــة أخـرى من الممـاليك تضـاف إلى الطـائفتين
الســابـقتـين، وهــى طـائفـة ممـاليك الأمراء التـى كـان ينفق عـليهـا
أمراؤهـا، فقد كان مماليك هذه الفئة يحرسون أمراءهم ويساعدونهم
على أعدائهم.
ولم تكن مرتبـات الجند ثـابتـة، وقد استبدل نظـام المرتبات بإقطاعات
كـان السلطان يمنحها لهم ليتمتعوا بغلاتها وإيراداتها، فبات أمراؤهم
- خـاصـة أمراء الممـاليك السـلطـانية - ذوى ثروة كبيرة ونفوذ عظيم،
ذلك إذا وضـعنــا فــى الاعـتبـار أن السـلطـان كـان يمنحهم جزءًا من
الغنائم، ورواتب أخرى من اللحم والتوابل والعليق والزيت.
أساليب المماليك فى القتال:
كـانت شجـاعـة المماليك وفروسيتهم التى عُرفوا بها، وولاؤهم للأمير
الذى يـجــلبهم، من أهم الأسبـاب لاستقدامهم من بـلادهم، وكـانت لهم
خطوات دقيقـة قبـل الدخول فـى أيـة معركـة، وأهمهـا: عقد «مجـلس
الجـيش» بـريـاسـة السـلطـان، وعضويـة أتـابك العسـاكر، والخـليفـة،
وقـضــاة المذاهب الأربعـة، وأمراء المـائتين الذين بـلغ عددهم أربعـة
وعشرين أميرًا؛ وكان الغرض من عقد هذا المجلس هو الاستنارة بآراء
كبـار رجـال الدولة قبـل الإقدام على الحرب، وجعل إعلان الحرب أمرًا
مشروعًا، فـإذا مـا وافق المجـلس عـلى خوض الحرب؛ يـأمر السـلطان
بـاستدعـاء الجنود من مختـلف جهـات «مصر»، فيحـلفون يمين الطاعة
والولاء فـى حضرته، ويتسـلمون مـا يـلزمهم من عتاد الحرب من خزانة
السـلاح التـى كـان يُطـلق عـليهـا اسم «السلاح خانة»، ثم يستعرضهم
الســلطـان بنفسه وهو بـلبـاس الحرب، وهو مـا يعرف بـاسم «النفير»،
فـإذا مـااستعرض السـلطان الجند وتفقد أحوالهم وسلاحهم، اختار من
كبـار قواده قـائدًا يسير عـلى رأس الحمـلة الحربيـة، وقد جرت العادة
أن يـتخذ القـائد مركزه فـى القـلب؛ حتـى يراه جميع جنوده، وينفذوا
أوامـره، أو يتخذ مركزه فـى المقدمـة ليثير الحمـاسـة فـى نفوسهم،
ويلقى الرعب فى قلوب أعدائه.
كـان الممـاليك يـأخذون فـى حروبهم بطريقة قتال الصفوف التى يقف
فيهـا الجندى بجانب زميله حتى يكاد يلتصق به كما يحدث فى صفوف
الصــلاة، ويسير الجنود عـلى هذا النحو حتـى يصـلوا إلى حيث استقر
العدو فينـازلوه وينـاجزوه، وكـان الخـليفـة - أحيانًا - يصحب الجيوش
فــى حـمــلاتهم ليحث الجنود عـلى الجهـاد، ويبث الروح الدينيـة فـى
نفوسهم.
اعتمد الممـاليك عـلى الخيـل فـى حروبهم، لذا عنوا بهـا عناية فائقة،
حتـى صـارت الفروسية فى عهدهم فنا عظيم الشأن، أفردوا لدراسته
الكتب والرسـائـل العديدة التـى مازالت موزعة بين خزائن المخطوطات
فى العالم حتى الآن، وكذلك تعددت أسلحتهم الحربية، فكان منها:
«الســيـف»، و«الخــنجـر»، و«الطـبر»، و«البـــلطـــة»، و«الفـــأس»،
و«القوس»، و«السهم»، و«المقـلاع»، و«المنجنيق»، «والدبـابـات ذات
الخـيول»، و«الصـنبور»، و«القـلاع المتحركـة»، و«النـار اليونـانيـة»،
وجعـلوا لهذه الأسـلحـة عـلى اختـلاف أنواعها دارًا تحفظ وتخزن فيها
أطــلقـوا عــليهـا اسم: «الزرد خـانـة»، أو «السـلاح خـانـة»، أى بيت
السلاح، وجعلوا رئاسة هذه الدار لأحد أمراء المائتين، وأطلقوا عليه
لقـب: «أمـير الســلاح»، وجـعــلوا جمـاعـة من الموظفين عُرفوا بـاسم
«السـلاح داريـة» لمعـاونـة الأمير فـى مهـام عمـله، وكذلك كان يعمل
بـالدار جمـاعة من الصناع عُرفوا باسم: «الزرد كاش»، ومعناها: صانع
الزرد، لصـنـاعـة وصيـانـة الأسـلحـة، واختص كـل منهم بنوع معين من
أنواع السلاح.
لقد ظـل الممـاليك محـافظين على صنعتهم الحربية حتى بعد أن ضعف
شــأنـهم بـاستيـلاء العثمـانيين عـلى «مصر» سنـة (1517م)، لأن هذه
النـظم هـى التـى جعـلت لهم السبق فـى الاهتمـام بـالجـانب الحربـى،
وأهَّلتـهم لخـوض المـعــارك الطــاحنـة، ومكنتهم من بسط نفوذهم ومد
ســلطــانـهم عــلى «مـصر» والشــام و«الحـجـاز»، و«اليمن»، و«جزر
المتوسط»، ومع ذلك كـانوا دائمًا يتطلعون إلى ترسيخ دعائم دولتهم،
وتـحديـث نـظمـهم ومـعداتـهم الحـربـيـة لأنهم يعـلمون جيدًا أن عدوهم
مـتربـص بـهم من البر والبحر، فعمدوا إلى الاهتمـام بـالسـلاح البحرى
إلى جانب اهتمامهم بتدريب الجند وتوفير ما يلزمهم.
البحرية فى عهد المماليك:
عندمـا آلت السـلطـة إلى سـلاطين الممـاليك عمل «الظاهر بيبرس» منذ
سـنــة (658هــ) عـلى إعداد قوة بحريـة قويـة يستعين بهـا عـلى صد
الأعداء المتربصين بـالبلاد من جهة البحر، فاهتم بأمر الأسطول، ومنع
النـاس من التصرف فـى الأخشـاب التـى تصـلح لصنـاعـة السفن، وأمر
بـإنشـاء الشوائـى (وهـى السفن الحربيـة ذات الأبراج والقلاع العالية
للدفــاع والهـجوم) لكــى تـحمــى «الإسـكندريـة» و«دميـاط»، وكـان
السـلطـان يذهب بنفسه إلى #دار صنـاعة السفن# بالجزيرة ويشرف على
تجهيز هذه الشوائـى حتى تمكن فى النهاية من إعداد أسطول مكون
من أربعين قطعـة حربيـة، سَيَّرها إلى «قبرص» فى سنة (669هـ)، إلا
أن هذا الأسطول هـلك، فقـام «بيبرس» بإنشاء أسطول آخر مما يدلل
على المركز المالى القوى الذى تمتعت به دولة المماليك.
نسج الأشرف «خـليـل بن قـلاوون» عـلى منوال «الظـاهر بيبرس» فى
عـنـايته بـالأسطول، فقد أنشـأ أسطولا مكونًا من ستين مركبًا جُهِّزت
بـالآلات الحربيـة والرجـال، وأقـام احتفـالا كبيرًا حضره النـاس من كل
مكـان حين ذهب إلى استعراض هذا الأسطول فـى دار صنـاعـة السفن
بجزيرة الروضة.
عُنــى الســلطــان «النــاصـر محمد» بـالأسطول مثـلمـا فعـل «بيبرس»
و«خــليـل» من قبـله، فـأصبح لمصر أسطول من أقوى أسـاطيـل هذا
العـهد، فـقد كـان يجمع بين «الشوائـى»، و«الحراريق» (سفن حربيـة
أقـل من الشوائـى)، و«الطرادات» (سفن حربية سريعة الحركة صغيرة
الحـجم)، و«الأغـربــة» (سـفن حـربيـة تشبه رءوسهـا رءوس الفرسـان
والطـيور)، و«البـطش» (سـفن تـحمــل المـجــانـق)، و«القـراقر» (سفن
تـستـخدم فـى تموين السفن)، وليس أدل عـلى مبـلغ اهتمـام الممـاليك
بــالقـوة البحريـة ممـا ذكره «المقريزى» حين وصف الاحتفـال بـإنزال
الشـوائــى إلى البحر للسفر إلى «طرابـلس» بقوله: «وفـى المحرم من
سـنـة 705هـ تبحرت عمـارة الشوائـى، وجهزت بـالمقـاتـلة والآلات مع
الأمير «جمـال الدين أقوش الفـاوى العـلائـى» والى «البهن»، واجتمع
النــاس لمـشـاهدة لعبهم فـى البحر، فركب «أقوش» فـى «الشيئـى»
الكـبيـر، وانـحدر تـجــاه المـقيـاس، وكـان قد نزل السـلطـان والأمراء
لمشـاهدة ذلك، واجتمع من العـالم مـا لم يحصهم إلا الله -تعـالى- وبلغ
كـراء المركب الذى يحمـل عشرة آلاف نفس مـائـة درهم، وامتـلأ البران
من «بولاق» إلى دار الصنـاعـة حتـى لم يوجد موضع قدم خالٍ، ووقف
العـسكـر عـــلى بـربـستـــان الخـشب، وركـب الأمـراء الحـراريـق إلى
«الروضــة»، وبـرزت الشوائـى للعب كـأنهـا فـى الحرب؛ فـلعب الأول
والثانى والثالث، وأعجب الناس بذلك إعجابًا زائدًا لكثرة ما كان فيها
مـن آلات الحرب، ثم تقدَّم الرابع وفيه «أقوش» فمـا هو إلا أن خرج من
منيـة الصنـاعـة بمصر، وتوسط النيـل. وإذا بـالريح حركـة، فـانقـلبت،
وأنقذ النـاس الشيئى، وأصلحوه، وسافروا بالشوائى لطرابلس، وليس
أدل عــلى اهتمـام الممـاليك بـأمر الأسـاطيـل من اشتراك الأهـالى مع
الحكومـة فى عرض الجيوش الحربية والأساطيل، والعمل على تقويتها
وبناء سفن كثيرة، وقد أطلق الشعب على رجال الأسطول لقب:
«المـجــاهدون فـى سبيـل الله والغزاة فـى أعداء الله» وكـان النـاس
يتبركون بدعائهم تعظيمًا لهم».
وهـكذا كــانـت عـنــايــة المـمــاليك بـالجيش، وكذلك كـان اهتمـامهم
بـالأسطول، وبذلك وصـلت الأمـة الإسلامية إلى ماوصلت إليه من مكانة
سامية وشأن عظيم على أيديهم.
النظم الإدارية فى عهد المماليك:
أهم الدواوين:
تكون الجهـاز الإدارى فـى «مصر» والشـام من عدة دواوين حكوميـة،
يشرف كـل منهـا عـلى نـاحية معينة من نواحى الإدارة العامة، وكانت
أهم هذه الدواوين فـى هذا العهد ما يلى: «ديوان الأحباس»، و«ديوان
النظر»، و«ديوان الخاص»، و«ديوان الإنشاء».
أمــا «ديـوان الأحـبــاس» فيشبه وزارة الأوقـاف فـى وقتنـا الحـالى،
ويتولى صـاحب هذا الديوان الإشراف عـلى المساجد والربط، والزوايا،
والمدارس، والأراضـى، والعقـارات المحبوسـة عـليهـا، والإحسـان إلى
الفقراء والمعوزين.
و«ديوان النظر» يشبه وزارة المـالية حاليًا، وترجع إليه سائر الدواوين
فـى كـل مـا يتعـلق بالمسائل الخاصة بالمتحصل والمنصرف من أموال
الدولة، وله فوق ذلك الإشراف عـلى حسـاب الدولة، وأرزاق الموظفين
الدائمين والمؤقتين، وكان هذا الديوان يتخذ من القلعة مقرا له.
وفـى سنـة (727هـ) أنشـأ السلطان «الناصر محمد» «الديوان الخاص»
لإدارة الشئون المـاليـة التـى تتعـلق بالسلطان، ويتولى الإشراف عليه
«نـاصر الخـاص» الذى عُرف من قبـل فـى عهد الفـاطميين والأيوبيين،
ولكنه لم يبـلغ من الأهميـة القدر الذى بـلغه فـى عصر الممـاليك خاصة
فـى عهد «النـاصر محمد». أما #ديوان الإنشاء# فكانت أهم اختصاصاته
تنظيم العـلاقـات الخـارجية للدولة، وهو أول ديوان وُضع فى الإسلام،
وقـد نُظِّم فــى عهد الممـاليك بـأسـلوب يتنـاسب مع مقتضيـات العصر
ومـتطـلبـاته، وكـان مقره «قـاعـة الصـاحب» بقـلعـة الجبـل، حيث ترد
المكاتبات إليه من جميع أنحاء الولايات والممالك التى بينها وبين بلاد
المسـلمين عـلاقـات سيـاسيـة، كمـا كـانت تحرر فيه الكتب التـى كان
يرسـلها السلطان إلى الملوك والأمراء، وقد لُقب صاحب ديوان الإنشاء
بـألقـاب عديدة فـى أوائل عهد المماليك، فلقبوه تارة باسم: «صاحب
الدست الشريف»، وأخرى بـاسم: «كـاتب الدرج» وثالثة باسم: «كاتب
الدسـت» وبـقيـت هذه تسميته إلى أن تولى «القـاضـى فتح الدين بن
عبدالظـاهر» هذا الديوان فـى عهد السـلطـان «قـلاوون» فتـلقب بلقب
«كـاتب السر»؛ لأنه كـان يكتم سر السلطان، وكانت وظيفته من أعظم
الوظـائف الديوانيـة وأجـلِّهـا قدرًا، وكـان له معـاونون يساعدونه فى
أداء ما عليه من التزامات وواجبات.
كان من أبرزهم: «نائب كاتب السر»، ثم يليه فى المرتبة كُتَّاب الدست
المـتصـلون بديوان الإنشـاء، وكـانوا يجـلسون مع كـاتب السر بمجـلس
السلطان بدار العدل.
كـانت هنـاك دواوين أخرى - فـى العهد الممـلوك - أقـل شأنًا من تلك
الدواوين السـابق ذكرهـا، مثـل «ديوان الأهراء» (وهـى شئون الغلال
السـلطانية)، و«ديوان الطواحين»، ويتولى صاحبه الإشراف على طحن
الغـلال، و«ديوان المرتجعـات»، ويشرف صـاحبه عـلى الأمور الخـاصة
بـتركـــات الأمـراء، وكـذلك كــانـت هـنــاك دواويـن أخـرى ذكـرهــا
«القـلقشندى» على أنها دواوين مستقلة، ولكنها لم تكن - فى حقيقة
الأمر - سوى إدارات تتصـل اتصالا مباشرًا بالقصر السلطانى، أو بأحد
الدواوين الرئيسيـة السـابقة، وذكر «القلقشندى» منها - مثلا - «ديوان
الإصـطبــلات»، و«ديـوان المـواريـث»، و«ديـوان الخـزانــة» و«ديـوان
العمائر»، و«ديوان المستأجرات».
سـارت دواوين الحكومـة فـى عصر الممـاليك على نسق واحد من حيث
التـنظيم الإدارى، فكـان عـلى رأس كـل ديوان موظف كبير هو «نـاظر
الديـوان»، وكــانـت مهـام عمـله تشبه إلى حد كبير مـا يقوم به الوزير
حـاليـا، ويـليه فـى المرتبة «مستوفى الصحبة»، و«مستوفى الدولة»
ومهمتهما الإشراف على موظفى الدواوين المختلفة، ويلى هؤلاء طبقة
الموظفين والكتاب وما يليهم.
البريد:
كان البريد أحد أهم إدارات «ديوان الإنشاء»، إذ كان واسطة الاتصال
بـين دولة المـمـاليك فـى «مصر» ونيـابـاتهـا فـى الشـام وغيرهـا من
الأقــاليـم، ولم يـقتـصر المـمــاليـك عــلى البريد العـادى فـى إرسـال
رسـائـلهم، بـل عمدوا إلى استخدام الحمـام الزاجل فى نقلها، وجعلوا
القـلعـة مركزًا لأبراجه، كمـا أقـاموا مراكز معينـة فـى جهـات مختـلفة
لتكون مراكز للبريد البرى، وخصصوا لكـل محطة منها عددًا من الحمام
الزاجـل، وجعـلوا عـلى رعـايـة شئونه عددًا من الموظفين المتخصصين
فـى ذلك، وكـان فى كل محطة من هذه المحطات برج أو أكثر ليعيش
فيه الحمـام الذى سيقوم بنقـل الرسائل إلى المحطة التالية، وقد عنى
ســلاطـين الممـاليك عنـايـة شديدة بمـا كـانت تحمـله هذه الحمـائم من
رسـائل، لدرجة أن بعضهم أمر بإدخالها عليه حال وصولها، كما كان
بعضهم يترك طعامه أو يستيقظ من نومه فى الحال عند وصولها.
وهـكذا كــان تـنظيم الدواوين فـى عهد الدولة الممـلوكيـة غـايـة فـى
الدقــة، ومـظهـرًا من مظـاهر الرقـى الحضـارى الذى وصـلت إليه هذه
الدولة بمـا صنعته وحققته، ومثـلا من أمثـلة المتـابعـة الدقيقة التى آل
ســلاطـين هذه الدولة عـلى أنفسهم أن يتخذوهـا فـى مراقبـة شئون
الدولة؛ لتـحقـيق الاسـتقـرار الداخـلى، الذى ينعكس - بطبيعـة الحـال -
على كل مناحى الحياة فى الدولة.
كبار الموظفين الإداريين:
- #الأتابك#:
«الأتـابك» هو القائد العام للجيوش، وكلمة «أتابك» لفظة تركية مركبة
مـن «أطــا»، (وتـعنـى: أب) و«بك» (وتعنـى: السيد أو الأمير) فيكون
«الأتــابـك» هـو: السـيد الأب، أو الأمـير الأب، أى أنـه أبـو الأمراء أو
كبيرهم، وقد أُطـلق هذا اللقب فى عهد المماليك على مقدم العساكر،
أو القــائـد؛ لأنـه يعتبر أبًا للعسـاكر والأمراء جميعًا، وكثيرًا مـا خـلع
الأتـابكـة أبنـاء السلاطين من على العرش، واستولوا عليه وتولوه بدلا
منهم.
- الوزير:
تطور نظـام #الوزارة# فـى «مصر» فـى عهد الممـاليك، ولم يتمتع وزراء
هـذا العـصر بـنفـوذ مـطــلق؛ لاستقرار منصب «نـائب السـلطـان» الذى
اسـتحـدثـه الأيوبيون وعمـل به الممـاليك، وقد حرص «الظـاهر بيبرس»
عـلى اختيـار وزرائه من أربـاب الأقلام والسيوف، فإذا كان الوزير من
أربــاب القــلم أُطــلق عـليه اسم: «الصـاحب» مضـافًا إليه صفـة الوزير
فيصبح لقبه: «الصـاحب الوزير» أو «وزير الصحبـة»؛ وهو وزير متنقل
يرافق السـلطـان فـى أسفاره وحروبه، وتكون مهام وظيفته مقصورة
عـلى تسيير شئون الوزارة فـى هذه الأثنـاء. أمـا إذا كـان هذا الوزير
من أربـاب السيف اكتفـى بتـلقيبه بالوزير دون الصاحب، ويُعدُّ - بهذا -
الوزير الأصـلى الذى يحضر مجـالس السـلطـان مع أمراء المـائتين، وله
حق التصرف فى جميع أمور المملكة.
كـان الوزير يتقـاضـى راتبًا شهريا قدره مائتان وخمسون دينارًا، عدا
مــا خـصص له كــل يـوم مـن مقـادير وفيرة من الغـلال واللحوم والخبز
وسـائر مـا يحتـاج إليه، وقد ألغـى السـلطان «الناصر محمد» منصبى
«الوزير» و«نائب السلطان» فى آنٍ واحد فى سنة (727هـ).
- والى #القاهرة#:
اسـتــلزمـت شـئون الإدارة تعيين موظف كبير يُعدُّ فـى الواقع من أهم
المـوظـفيـن الإداريـين عـرف بــاسم: «والى القـاهرة»، فهو الذى ينفذ
الأحـكــام ويقيم الحدود، ويتعقب المفسدين، ومثيرى الفتن، ومدمنـى
الخمر، ويعـاقب كـلا منهم عـلى حسب جريمته، كما كانت عليه مراقبة
أبواب «القـاهرة»، والطواف بـأحيـاء التجـارة والمال فيها، لذا أُطلِق
عــليـه أحيـانًا: «صـاحب العسس» أو «والى الطواف»، واقتصر نفوذه
على العاصمة وضواحيها.
- ولاة الأقاليم:
كـانت فئـة من الموظفين هـى التـى تشرف عـلى كـل عمل من أعمال
الوجهين البحرى والقبـلى بمصر، وكـان عـلى رأس هذه الفئـة «والى
الإقـليم»، الذى يمثـل الإدارة المحـليـة، وكانت مهمته تتركز فى العمل
عـلى استتباب الأمن والنظام، والمحافظة على أموال الناس وأرواحهم
فى الإقليم الذى أوكلت إليه إدارته.
- أمير جاندار:
هــى وظـيفــة إداريــة تـطــلبـتهــا ظـروف هـذا العـصر، وكــان عـلى
«أميرجـاندار» أن يقوم بتنظيم إدخـال الناس على السلطان وهو جالس
بإيوانه بقلعة الجبل.
- الحاجب:
كــان عـلى «الحـاجب» أن يقوم بمـا يقوم به «أميرجـاندار» عـلى أن
يراعـى مقـامـات النـاس، وأهمية أعمالهم، وقد عظمت أهمية الحاجب
فى العصر المملوكى.
- الدوادار:
هو الرجـل الذى يتولى أمر تبـليغ الرسـائـل إلى السـلطـان، كما يقوم
بتقديم المنشورات إليه للتوقيع عليها.
لقـد كــان نظـام الإدارة فـى عهد الممـاليك نظـامًا دقيقًا قويـا، تطـلَّب
اخـتيـار موظفين من أصحـاب المواهب الفريدة والخبرات المتميزة فـى
تـخصـصــاتهم، فنجحت سيـاسـة الدولة الممـلوكيـة فـى تسيير شئون
البلاد، وتيسير مصالح الناس وحاجاتهم إلى حد كبير.
النظام القضائى:
تعهد «الظاهر بيبرس» النظام القضائى بالإصلاح والتعديل، ورأى فى
تقسيم منـاصب القضاء بين قضاة المذاهب الأربعة ما يضمن العدالة بين
النــاس، والتـيسير عـليهم، فقد عين فـى سنـة (663هـ) أربعـة قضـاة
يمثـلون المذاهب الأربعـة، وكتب لكل منهم تقليدًا، وأجاز لهم أن يولوا
نوابًا عنهم فى أنحاء البلاد.
امتد اختصـاص قـاضـى القضاة، وقضاة الأقاليم، وزاد نفوذهم، وامتد
فـتنــاول النـظر فــى الدعــاوى التــى تتضمن إثبـات الحقوق والحكم
بـإيصـالهـا إلى أصحـابهـا، كمـا نظر فـى الأموال التى ليس لها ولى
معين، وكذلك تنـاول تعيين أوصيـاء لليتـامى، وتفقد أحوال المحجور
عـليهم من المجانين والمفلسين وأهل السفه، ونظر -أيضًا - فى وصايا
المسـلمين، وكان القضاة ينظرون فى مصالح الأوقاف، ويعملون على
حفظ أصولهـا وتثبيت فروعهـا، وقبض ريعهـا وإنفاقه فى مصاريفه،
وكذلك كـانوا يقبضون المـال الموصـى به لتنفيذ الوصيـة، وعهد إليهم
بـتســلم أموال المواريث المتنـازع عـليهـا، وأموال مَنْ يموتون غربـاء
وحفظها حتى يحضر ورثتهم.
وانحصرت سـلطـة القضـاة الأربعـة ونوابهم عـلى المدنيين، بينمـا كان
للجيش المملوكى ثلاثة قضاة عُرف كل منهم باسم: «قاضى العسكر»،
واختصوا بشئون العسكر للفصـل فـى القضـايـا الخـاصة بهم، أو التى
بينهم وبين المدنيين، وكـانت جـلسـات القضاء فى دولة المماليك تعقد
عـلانيـة ويحضرهـا مَنْ شـاء من النـاس، وكـانت المساجد مكان انعقاد
هذه الجلسات، كما كانت دور القضاء الخاصة مكانًا لها أحيانًا؛ إذا لم
يكن هنـاك دور معينـة لانعقـادهـا، فـإذا جـلس القـاضـى للفصـل فـى
الخـصومــات رتب القضـايـا بحسب حضور الخصوم؛ حتـى لا يتقدم أحد
عـلى الآخر لمكانته أو ثرائه، وكان يستعين على تنظيم قاعة الجلسة
بـعدد مـن المـوظـفيـن مـنهـم: «الجــلواز»، و«الأعـوان»، و«الأمنـاء»،
و«العدول»، فكـان الرجـال يجـلسون فـى جـانب والنساء فى الجانب
الآخـر. وقـد بـلغ راتب القـاضـى خمسين دينـارًا شهريـا، عدا مـا كـان
يحصـل عـليه من الأوقـاف التـى كان يتولى إدارتها، بالإضافة إلى ما
كان يجرى عليه من الغلال والشعير والخبز واللحم والكساء.
كـان تنظيم القضـاء فـى دولة الممـاليك تنظيمًا دقيقًا، وبرز فـى هذه
الدولة قضـاة عرفوا بـالنزاهـة وطهـارة الذمة وحسن السيرة، احترموا
مـركزهم القضـائـى، ولم يقبـلوا تدخـل أحد - مهمـا يعـلُ مركزه - فـى
أعمـالهم، وكثيرًا ما كانوا يطلبون إعفاءهم من مناصبهم - دون تردد -
إذا مـا حـاول أحد تهديد كرامتهم، أو الاعتداء من قريب أو بعيد على
اسـتقـلالهم، فقد كـانوا لا يقبـلون الرشوة ولا الهديـة، لذا أصبحت لهم
مكـانتهم الكريمـة ومقـامهم المرموق فـى الدولة، وفى نظر السلاطين
والأمراء، وجميع طبقات الشعب، ولعل أبرز الأمثلة للتدليل عليهم:
«القــاضــى عـبدالعزيز»، المعروف بعز الدين بن عبدالسـلام (سـلطـان
العــلمــاء)، و«القــاضـى تقـى الدين عبدالرحمن الشـافعـى» ابن بنت
«الأعز»، و«القـاضى تقى الدين محمد بن دقيق العيد»، وغيرهم، فقد
كـانوا أمثـلة عظيمـة وواضحـة لما يجب أن يكون عليه القاضى العادل
والشريف.
الإفتاء:
يـلى القضـاة فى الأهمية «مفتو دار العدل»، وقد كانوا أربعة يمثلون
المـذاهـب الإســلامـيــة الأربـعــة، ولم تكن فـى سـلطتهم الفصـل فـى
الخـصومــات سـواء أكــانـت بـين المـدنيين أم بين العسكريين أم بين
العـسكـريـين والمـدنيين، بـل كـانت مهمتهم شرح وتبيين حكم الشرع
فيما يُسألون عنه من المسائل الفقهية، كل حسب مذهبه.
المحتسب:
كـانت مهمـة المحتسب النظر فيمـا يتعـلق بـالجنـايـات والنظـام العـام،
وكـان عـليه الفصـل فيهـا على وجه السرعة، وقد عهد إليه بالإشراف
عـلى نظام الأسواق، وكان له نواب يطوفون فيها ويفتشون أماكنها،
ويـشرفـون عــلى السَّقَّائـين للتــأكد من نظـافتهم، وتغطيتهم القرب،
ولبسهم السراويل، كما كان على المحتسب ونوابه الحيلولة دون بروز
الحـوانـيت (الدكـاكين) حتـى لا تعوق نظـام المرور بـالشوارع، وكذلك
عـليهم الإشراف عـلى نظـافـة الشوارع والأزقة، والحكم بهدم المبانى
المـتداعـيــة للسـقوط وإزالة أنـقــاضـهـا، وكذلك الكشف عـلى صحـة
المـوازين والمكـاييـل، التـى كـانت لهـا دار خـاصـة تُعرف بـاسم: «دار
العيار»، فكان المحتسب يطلب جميع الباعة إلى هذه الدار فى أوقات
معينـة ومعهم موازينهم ومكـاييـلهم ليتـأكد بنفسه من ضبط عيـارهـا،
فإن وجد بها خللا صادرها وألزم صاحبها بإصلاحها أو شراء غيرها.
وقد ارتقى نظام #الحسبة# وشمل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
صاحب المظالم:
كان «الظاهر بيبرس» أول من جلس للمظالم من سلاطين المماليك، وهو
الذى أقــام دار العـدل فــى سنـة (661هـ)، وقد خصص يومـى الاثنين
والخميس من كـل أسبوع ليجـلس فيهمـا للفصـل فـى القضـايـا المهمة،
ويـحيـط بـه قـضــاة المـذاهـب الأربـعــة، وكـبــار المـوظفين الإداريين
والماليين، وكاتب السر.
وظـلت دار العدل مقرا لمحكمـة المظـالم - التـى كـانت تعقد جـلسـاتهـا
بـرئـاسـة السـلطـان - حتـى جـاء السـلطـان «قـلاوون» وبنـى الإيوان
الخــاص، واتـخذه مـقرا لهـذه المـحكـمـة فـى سنـة (679هـ)، ولم تكن
محكمـة المظـالم تنظر فـى قضـايـا الأفراد فحسب، بل كانت تنظر فى
شـكــاوى النــاس كـافـة، ويذكر «المقريزى» أن السـلطـان «بيبرس»
عُرضَت عـليه فـى سنـة (662هـ) قضيـة رجل من عِلْية القوم وذكر فيها
أن «المـعز أيبك» قد اغتصب منه بستـانًا، وقدم مـا يثبت مـلكيته لهذا
البستـان، فـأمر «بيبرس» برد البستـان إليه. وقد قام «بيبرس» بخفض
ثمن الغـلال فـى سنـة (663هـ) بعد أن ارتفع ثمنهـا، ولذا تميز النظـام
القـضــائــى فـى عهد الممـاليك بـالحيدة والنزاهـة وتحقيق العدل بين
الرعية.
المنشآت الحضارية فى عهد المماليك:
حفـلت كتب التـاريخ التى تناولت عهد المماليك بذكر الآثار التى خلَّفها
هذا العصر، والتـى مـازال معظمهـا شـاهد صدق على مدى عظمة هذه
الدولة حـتــى الآن، فـقد تـقدمـت فـنون البـنـاء والعمـارة والزخرفـة،
وتوافرت الأموال اللازمـة لهـا خـلال هذا العهد المجيد من تـاريخ العالم
الإسـلامـى، فقد قـام «الظاهر بيبرس» ببناء مسجده، المعروف باسمه
بـميـدان الظــاهر بـالقـاهرة فـى عـام (665هـ)، وجـلب لبنـائه الرخـام
والأخـشــاب وأدوات البـنــاء من سـائر البـلاد، وزيَّنه بزخـارف الجص،
فــأصبح مثـالا للمسـاجد الكبيرة الضخمـة التـى شُيدت فـى عهد دولة
الممـاليك البحريـة. كمـا قـام «بيبرس» ببنـاء برج لقـلعـة الجبل، وشيد
«قنـاطر السبـاع» عـلى «الخـليج المصرى»، وقد عُرفت هذه القنـاطر
بهذا الاسم؛ لأن «بيبرس» نصب عـليهـا سباعًا من الحجارة، كما أصلح
منارتى «رشيد» و«الإسكندرية».
أمـا السـلطـان «قلاوون» فقد أنشأ القبة التى دُفِن تحتها، كما أنشأ
مسجده ومدرسته، ومـارستـانه الذى عُرف بمستشفـى «قلاوون»، ثم
يــأتــى ابـنه «الســلطـان النـاصر محمد ابن قـلاوون»، وكـان شغوفًا
بسيـاسـة أبيه فى الإنشاء والبناء، فشيد «المدرسة الناصرية» (بحى
النـحـاسين)، وعين بهـا مدرسين للمذاهب الأربعـة، وألحق بهـا مكتبـة
حـافـلة بنوادر الكتب وأمهـاتهـا، ولاتزال هذه المدرسـة بـاقيـة بحـالة
جيدة حتـى اليوم، وكذلك بنـى «النـاصر محمد» «القصر الأبلق» بقلعة
الجبـل، وسُمـى بذلك لأنه بنى من الحجر الأبيض والحجر الأسود، وفى
سـنــة (718هــ) شيد «النـاصر» مسجده بـالقـلعـة، ثم هدمه فـى سنـة
(735هـ) ليعيد توسيعه وبنـاءه من جديد، وقام بتجديد بناء المارستان
الكبير الذى أسسه والده «قـلاوون»، وأنشـأ «خـانقـاه» (بيت لفقراء
الصوفية) فى «سرياقوس» من ضواحى «القاهرة» فى سنة (723هـ)،
(أصـبحـت «سـريــاقـوس» اليـوم تـابعـة لمركز «الخـانكـة» بمحـافظـة
«القـليوبيـة»)، وقد شيد «الناصر» سبيلا ألحقه بجوار مدرسته وجامع
أبيه «قلاوون»؛ لأنهما متجاوران.
ولعـل أعظم إنشاءات دولة المماليك البحرية ما قام به السلطان «حسن
بن النـاصر محمد بن قـلاوون» حين أنشأ مسجده ومدرسته بالقرب من
القلعة.
منشآت دولة المماليك البرجية:
ازدادت المنشـآت فـى عصر دولة الممـاليك البرجية، ولعل أفضل مثال
عــلى مـنشــآت ذلك العـهد مــاقــام بـه «الأشرف برسبـاى» للعمـارة
الإسـلاميـة، فقد قـام بتأسيس عدة مبانٍ كان أهمها مدرسته الأشرفية
التــى عـند «سوق الوراقين» بـالقـاهرة، إذ رسم حدودهـا فـى سنـة
(826هـ) وعين «الشيخ عـلاء الدين ابن الرومـى الحنفى» أستاذًا لها،
ثم أتم بنـاءهـا فـى سنـة (829هـ)، وكذلك قـام «برسبـاى» بـإنشاء
مدرسـة بجوار «خـانقـاه سريـاقوس» فـى سنة (841هـ)، وكانت هذه
المـدرســة مجمعًا دينيـا يشمـل: مدرسـة، وكُتَّابًا، وسبيـلا، وخـانقـاه
للصوفيـة، وكـان القـاضـى «محب الدين بن رسول الكرادى» الحنفى،
المعروف بـابن الأشقرت، أحد الذين تولوا أمر المدرسـة والخانقاه فى
سنة (863هـ).
كـذلك أقــام «بـرسبـاى» مسجدًا وتربـة وزاويـة بـالصحراء، ولم يكن
وحده هو الذى فعـل ذلك، فقد كـان أغلب سلاطين المماليك يحرصون
عـلى بنـاء مسجد ومدفن لكـل منهم فـى الصحراء بشرق «القـاهرة»،
ذلك إضـافـة إلى مـا يقومون به من منشـآت فـى أرجـاء البـلاد، مثلما
فـعـل «بيبرس» حين أقـام «قنطرة المجذوب» بـأسيوط، وجدد «الحرم
الشـريـف» بـمكـة، و«الجـامع الأزهر» بمصر. ويُعدُّ «قـايتبـاى» أشهر
سـلاطين الممـاليك البرجيـة شغفًا بالبناء والعمران، إذ أنفق مائة ألف
دينـار عـلى إعـادة تشييد «مسجد المدينـة المنورة» بخـلاف مـا أنفقه
عــلى تـشييد وبنـاء مسجده، وبنـاء «قـلعـة الإسكندريـة» المعروفـة
بـاسمه، وكذلك أقـام مبـانـى جديدة بقـلعـة الجبـل، وقـام «السلطان
الغورى» من بعده بتحصين «الإسكندرية» و«رشيد».
ويعد عصر الممـاليك- بحق - أحد العصور الذهبيـة فـى تـاريخ العمـارة
الإسـلاميـة، فقد كـان الإقبـال غظيمـاً عـلى تشييد المساجد والمدارس
والأضرحـة، والاهتمام بالمهارات الفنية والزخرفية، والعمل على إتقان
بـنــاء المـنــارات والقـبــاب وواجهـات المنشـآت والإيوانـات والأعمدة
وزخـرفـتهــا، وزخرفـة المدارس والمسـاجد من الداخـل والخـارج، وقد
كانت العناية بزخرفة وتجميل كل ذلك إحدى سمات هذا العصر.
النهضة فى مجال العلوم والآداب:
لاشك أن المـؤسسـات العـلمية التى أنشأها المماليك نهضت بمستوى
العـلم وتقدمه فـى عهدهم، وأبرزت نخبـة من ألمع العلماء فى مختلف
مجـالات الثقافة والعلوم، فكان منهم الفقهاء: شيخ الحنابلة «أحمد بن
تـيمـيــة»، ومـن المــؤرخـين: «أبـو الفدا» صـاحب «التـاريخ والسير»،
و«المقريزى المصرى» صـاحب «الخطط» و«السـلوك»، و«ابن خلكان»
صـاحب «وفيـات الأعيـان»، كمـا كـان من كُتَّاب السير الطبيب الشهير
«ابن أبـى أصيبعـة»، الذى درس بدمشق و«القاهرة»، ثم وضع تراجم
للأطبـاء فـى مـؤلفه: «عيون الأنباء»، وكذلك كان «ابن إياس» صاحب
«بـدائـع الزهـور»، و«القــلقـشنـدى» صـاحب «صبح الأعشـى»، ومن
الشـاميين نجد المـؤرخ «شمس الدين الدمشقـى» صـاحب «نخبـة الدهر
فــى عـجــائـب البر والبحر»، و«ابن فضـل الله العمرى»، الذى شغـل
منصب «صـاحب الخـاتم» فـى بـلاط الممـاليك بـالقـاهرة، وهو صـاحب
كتـاب: «مسـالك الأبصـار فى ممالك الأمصار»، ولقد عاش «عبدالرحمن
الجبرتى» أشهر علماء التاريخ فى بلاط المماليك، ويعد «ابن خلدون»
واضع علم الاجتماع ومؤسس فلسفة التاريخ، وهو صاحب كتاب:
«العـبر وديـوان المـبتدأ والخبر»، وقد وضع فـى مقدمته لهذا الكتـاب
أسس كتـابـة التـاريخ التـى اشتهرت شهرة واسعة النطاق فى أنحاء
العالم.
وهكذا برزت -خـلال عهد الممـاليك - جمـاعة من أفضل علماء المسلمين
فـى التـاريخ الإسـلامـى، وشجعهم على ذلك اهتمام سلاطين المماليك
بالعلم والعلماء.
وإن نظرة واحدة فـى حُجة أحد سلاطين هذه الدولة لتظهر لنا مدى ما
وصـل إليه هؤلاء من حب وتقدير للعلم والعلماء والمتعلمين، وقد حرص
«الأشرف برسبـاى» فـى حُجته عـلى تعيين المشـايخ لمدرسته، وقام
بـوقـف الأراضـى لكـى يُنفق من إيرادهـا عـلى التعـليم، وكذلك عـلى
المتعـلمين الذين أنفق عـليهم بسخـاء، فخرج منهم العـلمـاء والفقهـاء
والأئـمــة فــى مختـلف المجـالات والتخصصـات والمذاهب، وأصبح هذا
العـمــل مـفخـرة لهـذا العـصر، وسببًا من أهم أسبـاب تقدم المسـلمين
وتفوقهم فى مجالات العلوم والحضارة.
وبعد:
فقد عـاش الممـاليك فى بلاد المسلمين واتخذوا منها مواطن لا يعرفون
غيرهـا، فـأنشئوا بهـا حضـارتهم الخـاصة التى تفوقت على حضارات
الأمم الكبيرة آنذاك، والتـى مـازالت آثـارهـا بـاقية حتى اليوم، شاهد
صدق عـلى حب هـؤلاء الممـاليك لهذه البلاد، ودليلا قاطعًا على عظمة
سـلاطينهم، فمـازالت «القـاهرة» مـليئـة بـالآثار التى تركها المماليك،
والتـى تدل عـلى مدى التقدم الرائع لهذا العصر فـى الفنون جميعهـا،
وبـخـاصـة الزخرفـة التـى لا يخـلو منهـا مسجد أو قبـة أو مدرسـة من
آثــارهـم، ولاشك أن ذلك يعود إلى اهتمـام سـلاطين هذه الدولة بهذه
الفنون، وبتوفير التمويل المالى اللازم لتنفيذها.
- الحالة الاقتصادية فى عهد سلاطين المماليك:
ممـا لاشك فيه أن الحـالة الاقتصـاديـة لأيـة أمـة من الأمم تمثـل العمود
الفقرى لهـا، فـإذا كـان الاقتصـاد قويـا وأحسن استغلاله فى تيسير
حـاجـات البـلاد، وبنـاء نهضتهـا، وتشييد حضـارتها؛ كان ذلك مدعاة
إلى التقدم والازدهـار فـى جميع المجـالات، ووقوف البلاد فى صفوف
الأمم المتقدمة ذات السيادة العالمية. أما إذا كان اقتصاد أى بلد عكس
ذلك، فإنه يكون مدعاة للظلم والقهر والسلب، وخذلان البلاد ووقوفها
فـى ذيـل قـائمـة البلاد المتقدمة، منتظرة قراراتها فى تسيير أمورها
وشئونهـا الخـاصـة، ولا تتوافر لهذه الأمم الضعيفـة القدرة على اتخاذ
القـرار فـيمــا يـخصـهــا، وتـصبـح فـريـســة للتدخـل الأجنبـى، وطمع
المـستـعمـريـن، ولقـد كـان الممـاليك من القوة الاقتصـاديـة لدرجـة أن
دولتـهم بــلغـت حـدا مـن الثـراء لم تــؤثـر عــليه الحروب العديدة التـى
خـاضوهـا، بـالإضـافة إلى الإنشاءات والإصلاحات التى قامت بها فى
طول البـلاد وعرضهـا؛ إذ تعددت مصـادر الثروة التى زخرت بها خزائن
الممـاليك، فبـالإضافة إلى ضرائب الخراج، والتركات التى لا وارث لها
كــانت هنـاك مصـادر أسـاسيـة وثـابتـة لزيـادة موارد الدولة؛ إذ اهتم
المـمــاليك بـالزراعـة والصنـاعـة والتجـارة، وأقـاموا مقـاييس للنيـل،
وطهروا الترع، وأنشئوا الجسور ونظموا الرى وحسَّنوا وسـائـله، كما
اعـتنـوا بـصنــاعــة المـنسـوجـات، ونشطوا فـى اكتشـاف واستخراج
المـعــادن، التــى كــان من أهمهـا: «الزمرد» و«الشب» و«النطرون»،
فـكــان «الشـب» يُسـتخرج من الوجه القبـلى والواحـات، ويُحمـل إلى
«قوص» أو إلى «أسيوط» و«أخميم» و«البهنسـا»، ثم ينقل منها عن
طـريـق النـيــل إلى «الإسـكندريـة» وفيهـا يبـاع للأوربيين، وخصصت
الحكومة ثلث ثمنه لدفع رواتب الأمراء، ولتوفير بعض احتياجات الجيش
الكثيرة؛ لكثرة حروبهم فى ذلك الوقت.
وكـانت التجـارة - بحق - أعظم مصادر الثروة فى العهد المملوكى؛ إذ
قــامـوا بـتشـجيـعهــا، وعقدوا المحـالفـات والاتفـاقـات التجـاريـة مع
إمـبراطـور «القسطنطينيـة»، ومـلوك «إسبـانيـا»، وأمراء «نـابـلس»،
و«جنوة»، و«البندقيـة» وسـلاجقـة «آسيـا الصغرى»، وكاد المماليك
أن يـحتـكروا تـجــارة «الهند» - خـاصـة التوابـل - بـالاتفـاق مع أمراء
المـوانـئ الإيـطــاليــة، فـكــان لذلك أكبر الأثر فـى نمو ثروات البـلاد
وزيــادتـهــا، خــاصـة بعد أن بسط الممـاليك سـلطـانهم عـلى «مكـة»
و«جـدة»، وأصبحت «مكـة» من أشهر الأسواق التجـاريـة فـى الشرق
فــانـتعشت حـالة البـلاد الاقتصـاديـة وازدهرت، ويدل عـلى ذلك كثرة
الإنشـاءات المعمارية والتجهيزات الحربية فى ذلك الحين، إلا أن لحالة
الركود - التـى كـانت تصيب الاقتصـاد أحيـانًا نتيجة لظروف القلق وما
يصـاحبها من السلب والنهب - أثراً على خزينة الدولة، ومع ذلك لم يكن
تـأثيرهـا خطيرًا؛ لأن الدولة سرعـان مـا كانت تتدارك الأخطاء وتعالج
العيوب، وتعمـل عـلى سد النقص فـى اقتصادها، ولعل أخطر الأحداث
الاقـتصـاديـة التـى كـان لهـا أكبر الأثر فـى سقوط دولة الممـاليك هو
تـحول طـرق التجـارة بين «أوربـا» و«الشرق» عن طريق «مصر» إلى
طـريـق «رأس الرجــاء الصــالح» الذى اكـتشفه «فـاسكو دى جـامـا»
البرتغـالى سنـة (1498م)، فـأحدث هذا الاكتشـاف انقـلابًا خطيرًا فـى
عـالم التجـارة، وكـارثـة حقيقيـة على دولة المماليك التى كانت تعتمد
بـصورة كـبيـرة عــلى التـجـارة التـى تحولت من حوض «البحر الأبيض
المتوسط» إلى «المحيط الأطـلسـى» ونضبت خزائن «مصر» من الأموال
التـى كانت تأتيها من تجار «البندقية» و«جنوة»، الذين كانوا ينقلون
تجـارتهم من «الشرق» إلى «أوربـا» عن طريق «مصر» ويدفعون لهـا
الضرائب عن دخول تجـارتهم وخروجهـا منهـا، فكـان لذلك أثره عـلى
كـســاد التجـارة والزراعـة، ولم تعد «مصر» تنتج للأسواق الخـارجيـة
كـثيـرًا، فـقــلت مـوارد البــلاد، وتـهددتـهـا المجـاعـات، وانحط شـأن
«الإسكندريـة»، وقـل عدد الأجـانب بهـا، وتأخرت الصناعات الحيوية،
وتدهورت الحـالة الفنية؛ لقلة الأموال اللازمة، فهيأ هذا الوضع الفرصة
للســلب والنـهب الذى قـام به بعض أفراد الممـاليك، فدب الضعف فـى
أوصال الدولة، وبدأت تأخذ طريقها إلى الضعف والتلاشى؛ لأن موارد
البـلاد لم تعد كـافيـة لسد احتياجاتها الضرورية، وزاد الأمر سوءًا فى
نهـايـة عصر الممـاليك إذ كثرت الدسـائس والمؤامرات، وحوادث السلب
والنـهب، وتعرضت «مصر» للمجـاعـة والاضطراب فـى عهد «السـلطـان
بـرقوق» و«السـلطـان شيخ المـؤيد» و«السـلطـان قـايتبـاى»، وزادت
الاضـطرابــات فــى أنـحـاء البـلاد، ولا تكـاد تستقر حتـى تعود إليهـا
الفـوضــى ثـانيـة؛ بسبب الفتن التـى زادت حدتهـا فـى عهد الممـاليك
البرجيـة على وجه الخصوص، لدرجة أن «فايربك» أحد أمراء المماليك
البـرجـيــة هـو الذى ســاعد العثمـانيين - بخيـانته - عـلى الدخول إلى
«مصر» والشـام، وهذا دليـل قـاطع على مدى التدهور والضعف اللذين
وصلت إليهما الدولة فى آخر أيامها.
لقد انتهت دولة المماليك بعد أن ظلت مدافعة عن العالم الإسلامى حقبة
دامـت أكـثر مـن قرنين ونصف القرن، شهد العـالم الإسـلامـى خـلالهـا
حضـارة زاهرة مـازالت آثـارهـا باقية حتى الآن، ونعم المسلمون فيها
بـالرخـاء والعزة والعدل والطمـأنينـة، إذ عُرف الممـاليك بـالعدل وحب
العمران، كمـا عرفوا بمهـاراتهم الفـائقـة فـى الفروسية والقتال، فهم
الذيـن ردوا #المـغول# ودحـروا الصــليـبيين، وتـاريخهم المجيد يشهد لهم
بذلك، وعـلى الرغم ممـا حدث من هنات فى بعض فترات حكمهم، فإن
الحكم النهـائـى عـلى أية دولة لا يكون إلا على ما خلَّفته، ومما لاشك
فـيه أن المـمــاليـك قـاموا بدور لا يمكن تجـاهـله أو نسيـانه، وخدموا
المـســلمـين فـى كـل مكـان عـلى الأرض، وأنشئوا حضـارة راسخـة،
وشـجعـوا العــلم والعــلمــاء والمتعـلمين، وكونوا جيشًا قويـا، وبنوا
أسـطولا عـظيـمًا، وســاعـدوا الفـقراء والمحتـاجين، وشيدوا المدارس
والجوامع والأسبـلة والقلاع والمستشفيات والقصور، وعاشوا مع أهل
البـلاد فـى وئـام وسـلام، وذابوا فى وحدة العالم الإسلامى، وبنوا له
حـضــارتـه، ودافعوا عن أرضه، ورفعوا من شـأنه، وأخذوا بيده إلى
القمة فى صدر صفوف دول العالم المتقدمة آنذاك.


@النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك 500092465

@النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك 500092465

تحياتي لكم

@النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك 500092465

@النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك 500092465

@النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك 483098003
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
@النــــظــم و الحــــضـــــــــارة فــــــــــى عــــهــد المـــمــــــاليــك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» @العــــثــمـــــــــانــــيــون فــــــــــى عــــهــدهــــم الثــــــانــــــى
»  @دولة بــــنـــــــــى مــــدرار فــــــــــى ســــجـــــــــلمـــــــاســــــة [122 - 354 هـ = 740 - 965م] :

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب  :: المنتديات الإسلامية :: مواضيع دينية-
انتقل الى:  
الفيس بوك