أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب
 @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ). 613623
كلام عن الحب
إن الإنسان قبـل الحب شيء وعنـد الحب كل شيء وبعـد الحب لا شيء"
أكبر متعة في الحب تجد نفسك محبوبا عند الناس
"

 @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ). 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ). 829894
المدير المنتدى
شكراً لتسجيلك في
أحلى منتديات أمين عبلة الحب
نحن سعداء جدا لاختيارك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الاستمتاع بالإقامة معنا، تفيد وتستفيد ونأمل منك التواصل بإستمرار.
مع أطيب الأمنيات,
إدارة المدير.
أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب
 @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ). 613623
كلام عن الحب
إن الإنسان قبـل الحب شيء وعنـد الحب كل شيء وبعـد الحب لا شيء"
أكبر متعة في الحب تجد نفسك محبوبا عند الناس
"

 @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ). 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ). 829894
المدير المنتدى
شكراً لتسجيلك في
أحلى منتديات أمين عبلة الحب
نحن سعداء جدا لاختيارك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الاستمتاع بالإقامة معنا، تفيد وتستفيد ونأمل منك التواصل بإستمرار.
مع أطيب الأمنيات,
إدارة المدير.
أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أكـــــبر مـــــــــــــتعة في الـــــــــــحب تجـــــــــد نفـــــــسك محبــــوبا عنــــــد النــــــاس
 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول
تمنادى الحب عندما يأتى الليل ، ويغلق الناس أبواب بيوتهم بإحكام يخرج من قلب الظلمة مناد يقول : - هل كل هذه البيوت تنام على الحب ؟ ! ويظل يردد السؤال ، الذى لا يجيب عليه أحد ، حتى تظهر أول خيوط الفجر !

 

  @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ).

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
AMINE PàTCHIKà
AMINE PàTCHIKà
المدير


الجنس : ذكر
الابراج الدلو
تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 25/01/1988
العمر : 36

المدير العام
منتديات أمين عبلة الحب :

 @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ). Empty
مُساهمةموضوع: @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ).    @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ). Emptyالأربعاء يناير 02, 2013 10:11 pm

 @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ). 500092465

 @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ). 500092465

@الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة
(358 هـ - 567 هـ).


 @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ). 500092465

 @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ). 500092465

الخلفاء الفاطميون:
1 - عبيد الله المهدى.
2 - القائم.
3 - المنصور.
4 - المعز.
5 - العزيز.
6 - الحاكم.
7 - الظاهر.
8 - المستنصر.
9 - المستعلى.
10 - الآمر.
11 - الحافظ.
12 - الظافر.
13 - الفائز.
14 - العاضد.

أصل #الشيعة# الفاطمية:
قـامت الدولة #الفاطمية# على المذهب الإسماعيلى الشيعى القائل بالنص
والتعيين، ويقصرون خـلافـة الرسول (صـلى الله عـليه وسـلم) الروحية
والزمنيـة على ذرية الإمام «على» - رضى الله عنه - مستندين فى ذلك
إلى حـديـث «غـديـرخم» الشهير، وقد لجـأت الإسمـاعيـليـة بعد وفـاة
إمــامـهم «إسـمــاعيـل بن جعفر» إلى الاختفـاء والعمـل السرى، فقد
افـترق أشيـاع «جعفر الصـادق» بعد وفـاته إلى فرقتين، ولت الأولى
ابنه «موسـى الكـاظم» إمـامًا، وولت الثـانيـة ابنه «إسماعيل» إمامًا،
فعُرِفَت الفرقـة الأولى بالإمامية أو الاثنا عشرية؛ لأنها سلسلت الإمامة
حتـى الإمـام الثانى عشر «محمد» المُلقب بالمهدى المنتظر ابن الحسن
العـسكـرى ابـن عــلى الهــادى ابـن مـحمد الجواد بن عـلى الرضـا بن
موسـى الكـاظم، وعُرفت الفرقـة الثـانيـة بالإمامية الإسماعيلية؛ لأنهم
أبـقوا الإمــامــة فــى ذريــة «إسمـاعيـل بن جعفر»، ثم من بعده ابنه
«مـحمـد»، فــابـنه «جـعفـر الصـادق»، فـابنه «محمد الحبيب»، فـابنه
«عبيدالله المهدى» مؤسس الدولة الفاطمية.
دخول الفاطميين #مصر#:
جـانب التوفيق الحمـلات الثـلاث التـى أُرسـلت من قبل الفاطميين لفتح
«مـصر» فــى عهد أسـلاف «المعز»، ولكن الوضع العـام فـى المشرق
كـان ينبئ بنجـاح الحمـلة الرابعـة، للضعف الذى حلّ بدار الخلافة فى
«بغداد»، وكذلك مـا وصـلت إليه حـال «مصر» من ضعف وبؤس وشقاء
فـى أواخر عهد «كـافور»، كما كان لانخفاض النيل الذى استمر تسع
سنوات أثر كبير فـى انتشار الوباء والقحط فيها، فلم تستطع «مصر»
مـواجـهــة الغـزاة، كـمــا عـجزت -بـعد «كـافور»- عن صد هجوم مـلك
«النوبـة» من الجنوب، وثـار الجند لعدم دفع رواتبهم، ونشط جواسيس
«المعز»، وتوغـلوا فـى البـلاد لنشر المذهب الشيعى، فمال الكثيرون
إلى مذهبهم، وبعث «المعز» رسـله إلى «كـافور» مُرهِّبة مرة ومُرغِّبة
أخـرى للتــأثـير عــليـه، وكــان اسـتقرار #بـلاد المغرب# ورسوخ أقدام
الفــاطـميـين فـيه، وتـنظـيمهم الدقيق للأمن والإدارة، وحسن إعدادهم
للجيوش والقادة سبب نجاح حملتهم الرابعة على «مصر».
ســار «جـوهـر الصقـلِّى» قـائد جيوش «المعز» إلى «مصر» فـى ربيع
الأول سنة (358هـ)، بعد أن خرج «المعز» لوداعه، وأمر أهله بالترجل
أمـام قـائده وهو راكب، كمـا أمر واليه على «طرابلس» أن يسير فى
ركــاب «جوهر» ويقبِّل يده، فكبر ذلك عـلى والى «طرابـلس»، وأراد
أن يعفـى نفسه من ذلك مقـابـل مـائة ألف دينار ذهبًا يعطيها لجوهر،
ولكن «جوهر» رفض هذه الأموال ومضـى بجيشه الذى كـان يضم مائة
ألف جـندى حــامـلا معه أموالا طـائـلة قيـل إنهـا بـلغت ألفًا ومـائتـى
صـندوق حـمــلهــا عــلى ظـهور الجـمــال، وحـين خرج «المعز» لوداع
«جوهر» والجيش بمنطقـة «رقادة» قال لمن كانوا معه: «والله لو خرج
جوهر وحده لفتح مصر». فكـان لهذه العبـارة أثرهـا الكبير فـى نفس
«جوهر»، وكانت له حافزًا على تحقيق ما خرج من أجله.
وصــل «جـوهر» إلى «مصر»، وحط رحـاله بـالإسكندريـة التـى فتحت
أبوابهـا من غير مقاومة، فعامل «جوهر» أهلها بالحسنى ووسَّع لهم
فـى أرزاقهم، فكـان لذلك أثره الطيب فـى نفوس الأهـالى، كما كان
للنظـام الذى ظهر به الجيش، وطاعته لقائده أثره الكبير فى نفوسهم،
فرحبوا بالقائد الجديد.
بـلغ أهـل «الفسطـاط» نبـأ استيـلاء الفـاطميين عـلى «الإسكندرية»،
فندبوا الوزير «جعفر بن الفرات» للذهـاب إلى «الإسكندريـة» ومقـابلة
«جوهر»، فـأنـاب الوزير عنه «أبـا جعفر مسلم بن عبدالله الحسينى»
أحـد الأشـراف العــلويـين وبـرفـقتـه وفـد كبير من العـلمـاء والقضـاة
والأعيـان، وتقابل الوفد مع «جوهر» فى «تروجة» - مكان بالقرب من
«الإسكندرية» - وهنأه الشريف العلوى بالفتح، فقال «جوهر»:
«التهنئة للشريف بما هنأ».
طـلب الوفد من «جوهر» العهد بإطلاق الحرية المذهبية للمصريين على
اختـلاف مذاهبهم وأديـانهم، وأن يتعهد بنشر العدل والطمـأنينـة فـى
النفوس، وأن يقوم بإصلاح مرافق البلاد.
حينمـا اقترب «جوهر» من «الفسطـاط» أراد بعض الإخشيديين وأنصار
الوالى - الذيـن خــافـوا عــلى نفوذهم من دخول الفـاطميين - منعه من
دخـول «الفسطـاط»، ودارت بينهمـا منـاوشـات توسط بعدهـا الشريف
العلوى «أبو جعفر مسلم» عند «جوهر»، فقبل شفاعته، وعبر الجنود
«نهر النيـل»، وطـاف صـاحب #الشرطـة# فـى «الفسطاط» ليعطى الأمان
للناس من جديد، وكان يحمل علمًا عليه اسم «المعز لدين الله».
وفــى (17 مـن شـعبـان سنـة 358هـ) خرج الأعيـان والأهـالى لتهنئـة
«جـوهـر»، فـوجـدوه قـد حـفر أســاس قصر «المعز»، ورسم الخطوط
الرئـيسـيــة لمـديـنـة «القـاهرة»، فـلمـا عـلم «المعز» بذلك سُرَّ سرورًا
عظيمًا، ولم يـلبث الفاطميون فى «مصر» طويلا حتى امتدت دولتهم من
«مـصر» شـرقًا إلى المـحيـط الأطــلنـطــى غـربًا، وتحقق حـلمهم فـى
الاستيـلاء عـلى «مصر» واتخـاذهـا حـاضرة لخلافتهم الشيعية الفتية،
فأخذوا بذلك الخطوة الأولى لمد نفوذهم إلى الشام و«الحجاز» تمهيدًا
للاستيلاء على «بغداد».
سياسة جوهر فى مصر:
عـمــل «جـوهـر» عــلى نـشر العـدل بين أهـل «مصر»، وأمَّنهم عـلى
ممتـلكـاتهم، وجلس للبت فى المظالم بنفسه رغم شواغله، فرد الحقوق
إلى أصحـابها، وضرب بيد من حديد على أيدى العابثين بالنظام حتى
إذا كـانوا من خاصته؛ لدرجة أنه عاقب بعض المغاربة بالقتل على إثم
كبير اقترفوه، كمـا برهن «جوهر» على حسن سياسته حين لجأ إلى
الوسـائل السلمية لنشر المذهب الفاطمى، ولم يفرضه كرهًا، واتخذ من
المسـاجد مدارس يتـلقى فيها الناس أصول مذهبه الشيعى، وذكر اسم
الخـليفـة الفـاطمـى فـى خطبـة الجمعة وأسقط اسم الخليفة العباسى،
فكان ذلك إيذانًا بزوال النفوذ العباسى، وزوال ملك الإخشيديين.
حكم «جوهر» «مصر» أربع سنوات هى من أصعب الفترات وأخطرها،
حيث تم فيهـا إقـامـة معـالم دولة وتشييدها على أنقاض دولة أخرى؛
فـإلى «جوهر» يرجع الفضـل فـى تـأسيس وبناء «القاهرة» المعزِّية،
التـى جعـل لهـا أربعـة أبواب منهـا: «بـاب النصر»، و«بـاب الفتوح»،
و«بابا زويلة»، كما بنى بها «الجامع الأزهر» لينشر من داخله المذهب
الشـيعــى. و«الأزهـر» هو أول مسجد شُيِّدَ فـى «القـاهرة» المعزيـة،
وأقيمت فيه الصـلاة لأول مرة فـى (17 من رمضـان سنة 360هـ)، وقد
اختـلف المـؤرخون فـى سبب تسميته بـالأزهر، فقال فريق سُمِّى بهذا
الاسم نسبـة وتكريمًا للسيدة فـاطمـة #الزهراء#. وقال فريق آخر: تفاؤلا
بما سيكون عليه أمر هذا المسجد من شأن عظيم. وقال فريق ثالث:
سُمـى بذلك لأنه كـان محـاطًا بـالقصور الزاهرة التـى بنيت عند إنشاء
«القـاهرة». وأيـا كـانت نسبـة هذه التسميـة إلى الجامع الأزهر؛ فهو
يُعد -الآن- أعظم جـامعـة إسـلاميـة تُدَّرَسُ فيهـا العـلوم الدينيـة والعلوم
العقـلية، ويقصده آلاف الطلاب من مختلف أرجاء العالم الإسلامى، وقد
أدى خدمـات عظيمة للعلم فى مختلف العصور، ونشره فى شتى بقاع
العالم.
إبراز المظاهر الشيعية فى مصر:
لمـا رأى «جوهر» أن دعـائم مـلك الفـاطميين قد توطدت فى «مصر»،
عمـل على تحقيق ما جاء من أجله، فزاد فى الأذان عبارة: «حى على
خير العمـل»، وجهر بالبسملة فى قراءة القرآن فى الصلاة، وزاد فى
خطبـة الجمعـة مـا يـلى: «اللهم صلِّ على محمد المصطفى، وعلى علىّ
المرتضَى، وفـاطمـةَ البتول، وعلى الحسن والحسين سبطى الرسول؛
الذيـن أذهـبت عـنهـم الرجـس، وطهرتهم تطهيرًا. اللهم صـلِّ عـلى الأئمـة
الراشدين آبـاء #أمير المـؤمنين# الهـادين المهتدين»، ونقش عـلى جدران
«مسجد الفسطـاط» شعـار العـلويين بـاللون الأخضر، كمـا أضـاف فى
أول خـطبــة بـالجـامع الأزهر عبـارة: «السـلام عـلى الأئمـة آبـاء أمير
المــؤمـنيـن المـعز لدين الله»، وضرب العمـلة بـاسم الخـليفـة «المعز»،
وألغــى السـواد شـعــار العـبــاسيين، وعمم المـلابس الخضراء شعـار
العــلويـين، ثـم أرســل إلى «المـعز» يـستـدعيه إلى «مصر»، فوافقه
«المعز»، وخرج من «المنصوريـة» بـالمغرب فـى شوَّال سنة (361هـ)،
ووصــل إلى «القـاهرة» فـى رمضـان سنـة (362هـ)، واستقبـله أهـل
«مصر» بـالفوانيس، فـأصبحت عـادة فـى استقبال شهر رمضان حتى
الآن، وأعـلن «المعز» «القـاهرة» عـاصمة للخلافة الفاطمية، فأصبحت
«مصر» دار خلافة بعد أن كانت دار إمارة.
النفوذ الفاطمى يمتد إلى بلاد الشام:
حينمـا استقرت الأمور لجوهر الصقـلى فـى «مصر»، اتجه ببصره تجاه
بــلاد الشــام، وبـذل جـهودًا مضنيـة من أجـل مد نفوذ سيده إلى هذه
البــلاد، وجـهز حـمــلة كبيرة جعـل قيـادتهـا للقـائد الكبير «جعفر ابن
فـلاح»، الذى عُرِف بعقليته العسكرية الفريدة، فخرجت الحملة قاصدة
«دمشق»، واستولت فـى طريقهـا عـلى «الرملة» و«طبرية»، فلما علم
أهــل «دمـشق» بذلك خرجوا عن بكرة أبيهم حـامـلين السـلاح مشـاة
وفـرســانًا لمـواجـهــة هذه الحمـلة، والتقـى الطرفـان، وبذل أهـالى
«دمـشق» كـل مـا فـى وسعهم، إلا أنهم هُزِموا فـى النهـايـة، ودخـل
«جـعفـر» وجـنوده المدينـة، فـاعتبرهـا الجنود غنيمـة ونهبوهـا، ولم
يـكبـح «جـعفـر» - بـطبـيعـته الحربيـة - جمـاحهم، فقـامت الثورة فـى
«دمشق»، وتمكن «جعفر» من السيطرة عـليها، وقبض على زعمائها،
فـهدأت الأحـوال، وأُقـيمت الخطبـة للمعز الفـاطمـى فـى المحرم سنـة
(359هـ)، وزال سلطان العباسيين فى الشام.
كـان «جعفر» عـلى النقيض من «جوهر» فى الجانب السياسى، ففى
الوقت الذى تمكن فيه «جوهر الصقلى» من كبح جماح جنده، وتأليف
قـلوب النـاس فـى «مصر» حوله ومعـامـلتهم بـالحسنى؛ كان «جعفر»
يتعـالى على أهالى «دمشق»، ويغلظ فى معاملتهم، كما ترك جنوده
فعاثوا فى المدينة فسادًا، وتمنى الدمشقيون زوال هؤلاء الفاطميين،
واستنجدوا بالقرامطة والأتراك.
الخطر القرمطى التركى:
كــان اسـتنـجــاد أهـل «دمشق» بـالقرامطـة فرصـة للحسن القرمطـى
زعيمهم، فـاتصـل بـأمير الرحبـة - على «نهر الفرات» - وببعض القبائل
العربيـة، واتحد معهم عـلى الفـاطميين، لأن «جعفر بن فلاح» منع عنه
ثـلاثمـائة ألف دينار كانت «دمشق» تدفعها له سنويا، وخرج «الحسن
القـرمـطـى» بمن اتحد معه قـاصدًا «دمشق»، فـلمـا وصـل إليهـا دارت
رحــى المـعركــة، وهُزم جـيش الفـاطميين، وقُتـل «جعفر»، واستولى
القـرامـطــة عــلى «دمـشق»، وأمـر «الحسن القرمطـى» بـلعن «المعز
الفــاطـمــى» مـن فـوق المـنـابر، عـلى الرغم من أن #القرامطـة# شيعـة
كالفاطميين.
وقد انتهز الروم فرصـة الخـلاف بين الفـاطميين والشـاميين، فأسرعوا
للاستيـلاء عـلى «دمشق»، وكانوا يقتلون ويسرقون ويحرقون كل ما
يقـابـلهم فـى طريقهم إليهـا، ولكن «أفتكين» القـائد التركـى بالبلاط
العبـاسـى أدركهم، وتفاوض مع إمبراطورهم، وتمكن من شراء رحيله
مع جنوده مقـابـل ثـلاثين ألف دينار، ودخل «أفتكين» «دمشق» دون
قتـال، وأعـاد الخطبـة فيهـا للخـليفـة العباسى، ثم عاد القرامطة سنة
(365هـ)، وهـاجموا «يافا» و«عكا» و«صيدا»، فتصاعد الخطر، ووجد
الفاطميون أنفسهم بالشام بين شِقَّى الرحا.
العزيز بالله بن المعز:
تولَّى «العزيز بالله» الدولة الفاطمية فى قمة مجدها، ولكنه كان رجلا
لا يـعرف المستحيـل، وحـاول استمـالة «أفتكين» القـائد التركـى إلى
صفه؛ ليجد طريقه إلى الشـام، ولكن «أفتكين» أعرض عن مكـاتباته،
ورد عــلى محـاولاته بصـلف وعنـاد، فبعث إليه «العزيزُ بـالله» القـائد
«جـوهرَ الصقـلى» عـلى رأس حمـلة كبيرة، فـلمـا وصـلت الحمـلة إلى
«دمـشق» بـعث «جـوهـر» بــالأمــان إلى «أفـتكـين» عــلى أن يترك
«دمـشق»، ولكـن القــائـد التركـى رفض واستنجد بـالحسن القرمطـى
الذى جـاءه عـلى عجـل عـلى رأس جيش كبير تصدى لحملة «جوهر»،
وأجبرهـا عـلى التراجع عن «دمشق» إلى «الرمـلة» سنة (366هـ)، ثم
إلى «عـسقــلان» بـعد مـنــاوشــات بـين الطـرفين، فتحصن «جوهر»
بجنوده فـى «عسقـلان»، وحـاصره «الحسن القرمطى» و«أفتكين»،
وطـال الحصار حتى نفد ما مع جيش «جوهر» من زاد، فأكلوا دوابهم،
ثم بحثوا عن الميتـة فـأكـلوهـا من شدة الجوع، فاضطر «جوهر» إلى
عرض الصـلح على «الحسن القرمطى» و«أفتكين»، وتمت له الموافقة
عـلى هذا الصـلح بشرط أن يخرج من باب عُلِّق عليه سيف «أفتكين»،
ودرع «الحسن»، فوافق وخرج نـاجيًا برجال حملته بعد أن كانوا قاب
قوسين أو أدنى من الهلاك، وعاد إلى «القاهرة».
لم ييـأس الخـليفـة «العزيز» من تحقيق مراده، وخرج بنفسه على رأس
الجيش إلى «الشـام»، وأعطـى الأمان للقائد التركى، فرفضه، ودارت
رحـى الحرب بين الفريقين فـى معركـة شرسـة، تطـايرت فيهـا النبال
كـالأمطـار، ولمعت السيوف كـالبرق، واشتد الغبـار، وانجـلت المعركة
عـن عـشريـن ألف قـتيــل مـن جـيشــى القرامطـة و«أفتكين»، وأُسِر
«أفتكين»؛ ففداه «العزيز» من أسره بمـائـة ألف دينـار - بـإيعـاز من
«جـوهر» - وحمـله إلى «القـاهرة»، ثم عفـا عنه وأنزله بدار فسيحـة،
وأجـرى عـليه الرزق حتـى مـات سنـة (372 هـ)، عـلى عكس مـا كـان
متوقعًا، وما هو متبع فى مثل هذه الظروف.
صفـا «الشـام» للفـاطميين، وامتد مـلكهم من بـلاد «الشـام» شرقًا إلى
سـاحـل «المحيط الأطـلسـى» غربًا، ومن «آسيـا الصغرى» شمالا إلى
بـلاد «النوبة» جنوبًا، وخُطب للعزيز بالموصل وأعمالها سنة (382هـ)،
وضُرب اسمه عـلى العمـلة، وكُتب على الأعلام، وخُطب له باليمن - كما
فُتـحت له «حمص» و«حمـاة» و«شيزر» و«حـلب»، فـانصرف إلى نشر
عقائد المذهب الشيعى، وأصبحت دواليب الإدارة كلها فى يد الشيعة.
الحاكم بأمر الله:
بويع «أبو عـلى منصور الحـاكم بـأمر الله» بالخلافة وهو فى الحادية
عشرة من عمره، وعين أستـاذه «برجوان» التركى وصيا عليه؛ لذا لم
يكن للحـاكم من أمره شـىء حتى تم القضاء على الوصى، وحل محله
«ابن عمار الكتامى» المغربى وصيا ووزيرًا، فاستبد بالأمر، ولم يسلم
من شره أحد، سواء كـان من الشيعـة أو من السنة أو من #أهل الذمة#،
وكذلك سـاءت سيرته بين الجند، فنشب القتال فى شوارع «القاهرة»
و«الفـسطــاط»، وطــالب الجميع بحيـاة «ابن عمـار»، ولكنه اختفـى،
وأصبح زمـام الأمور فـى يد «الحـاكم»، وهو بعد فى الخامسة عشرة
مـن عـمره، وأنـشـأ المرصد الحـاكمـى عـلى سفح #المقطم#، وقد روى
المؤرخون مواقف غريبة تدل على غرابة أطواره.
حـاولت «ست المـلك» أخت «الحـاكم بـأمر الله» ردعه عما يفعل، لكنه
أبــى أن يـرتـدع، فـدبـرت مع «سيف الدولة بن دواس الكتـامـى» أمر
قتله، فلما تم ذلك، حمل جثمانه إليها، فدفنته فى مجلسها.
بـعد مـقتــل «الحـاكم بـأمر الله» خرج اثنـان من أتبـاعه همـا: «حمزة
الدرزى»، و«حسن الأخرم»، وبالغا فى وصفه، وأعلنا مذهب الدروز.
الظاهر:
ولى «أبو الحسن الظاهر» الخلافة فى شوال سنة (411هـ)، بعد مقتل
أبيه مبـاشرة، وكـان لعمته «ست الملك» النفوذ والسيطرة فى تسيير
دفــة الدولة، وقــامـت بـذلك عـلى أحسن وجه، وبذلت العطـاء للجند،
وتمكنت من تهدئة الأمر حتى وافاها الأجل فى سنة (415هـ)، فانتهج
«الظـاهر» نهجهـا وعمـل بسيـاستهـا، وألغى ما سنَّه أبوه «الحاكم»
مـن قـوانـين مـجحـفـة، واهتم بتحسين شئون البـلاد وأحوال الرعيـة،
ومنح النـاس الحرية الدينية، فنعموا بالكثير من إنجازاته، وعلى الرغم
من أن مجـاعـة حدثت فى عهده استمرت ثلاث سنوات، نتيجة انخفاض
النيـل، فـإنه عمـل على تخفيف المعاناة عن الشعب، وعقد اتفاقًا مع
إمـبراطـور الروم ليـمده بــالقـمح بمقتضـاه، عـلى أن يقوم «الظـاهر»
بإعادة بناء «كنيسة القيامة» بالقدس.
مرض «الظاهر» بالاستسقاء، ولم يلبث أن تُوفِّى سنة (427هـ).
المستنصر:
ولى «المستنصر» عقب وفاة والده «الظاهر» فى جمادى الآخرة سنة
(427هـ)، ويُعدُّ أطول الخـلفـاء عهدًا، إذ قضـى بـالخـلافـة نحو ستين
سنـة، لم تكن عـلى وتيرة واحدة، حيث وصف «نـاصر خسرو» «مصر»
فـى أوائـل عهد المستنصر بقوله: «كانت تتمتع بالرخاء، وأن الشعب
مـحب لخــليـفته». وفـى الفترة الأولى من عهده بـلغ النفوذ الفـاطمـى
أقصـى مداه، إذ دُعـى للخـليفـة عـلى منـابر بـلاد الشام و«فلسطين»
و«الحجـاز» و«اليمن»، بـل دُعِى له فـى «بغداد» حـاضرة العبـاسيين
نحوًا من سنة، ودُعى له - أيضًا - فى «صقلية» و«شمال إفريقية».
وكـمــا شـهد «المـستنصر» مجد دولته، شهد أيضًا تقـلُّصَ نفوذه، فقد
زالت ســلطـة الفـاطميين فـى بـلاد «المغرب الأقصـى» سنـة (475هـ)،
واسـتولى النـورمــانـديـون عــلى «صـقــليــة»، وخــلع أميرا «مكـة»
و«المدينة» طاعتهما - من قبل - فى سنة (462هـ)، وانقطع ماء النيل،
وحـدث مـا عُرِف فـى عهده بـالشدة العظمـى أو المستنصريـة، وغـلت
الأسعـار، وانتشرت المجـاعات والأوبئة حتى قيل إنه كان يموت بمصر
كــل يـوم عـشرة آلاف نـفس، ووصـل الحـال بـالنـاس إلى أكـل القطط
والكــلاب، فـلمـا لم يجدوهـا بعد ذلك كـان بعضهم يحتـال عـلى خطف
بعضهم الآخر ليذبحه ويـأكـله، وبلغت الشدة منتهاها، وباع المستنصر
جميع ممتـلكـات قصوره، وقام صراع عنيف بين #الأتراك# والسودانيين،
وظــل الجـنود فـترة طويـلة لا يتقـاضون فيهـا رواتبهم، فنهبوا قصور
الخـلفـاء، واستولوا عـلى مـا فـى المكتبـات ودور العـلم من مـؤلفـات
بــاعوهـا بثمن بخس، واتخذوا من جـلودهـا نعـالا وأحذيـة، واستولى
«نــاصـر الدولة ابـن حـمدان» زعـيم الجند الأتراك عـلى مقـاليد الأمور،
وهدد بـإزالة الخـلافـة الفـاطمية، بل حذف اسم الخليفة من الخطبة فى
بعض المنـاطق، ووصـلت الحـال بـالخـليفـة إلى درجة أنه لم يتمكن من
حـمــايــة أمـه من دخول السجن، ففرت مع بنـاتهـا إلى «بغداد» طـلبًا
للحمـايـة، واستمرت هذه الشدة تسع سنوات، حتى جاء «اليازودى»،
فـعــالج الأمـور، وضـبط الأسواق وضرب بشدة عـلى أيدى العـابثين،
ولكن الوشـاة دسُّوا له عند «المستنصر» بـأنه عـلى صـلة بـالسـلاجقة
وأنه يراسـلهم، فقتـله «المستنصر»، وعـادت البلاد ثانية إلى ما كانت
عــليـه، وظــلت تـنتـقــل مـن سيئ إلى أسوأ مدة تسع سنوات تولَّى
الوزارة فـيهــا أربـعون وزيـرًا، فــاسـتنـجد «المـستـنصر» ببدر الدين
الجـمــالى حــاكـم «عكـا»، فـأتـى عـلى الفور، وألقـى القبض عـلى
العــابـثيـن والعـنــاصـر المـتنــافرة، وضرب بيد من حديد عـلى أيدى
الخــارجـين عــلى النـظـام والقـانون، وعَمَّر الريف، واهتم بـالزراعـة،
وحـصن مـديـنـة «القـاهرة» التـى كـانت قد خُربت أسوارهـا من جراء
الفـتن، وبـنــى جــامـعه المعروف بجـامع الجيوش بـالمقطم، فتحسنت
الأحوال فـى عهده بـاستثناء إذكائه روح العداء بين الشيعة والسنة،
لأنه كان شيعىا متعصبًا، وظل وزيرًا للمستنصر حتى وافاه أجله فى
عــام (487هــ)، بـعد أن عهد إلى ابنه بـالوزارة من بعده، ليصبح هذا
الأمر تقليدًا جديدًا، لم يُعمَل به من قبل.
المستعلى:
ولى الخـلافـة بعد أبيه المستنصر سنـة (487هـ) عـلى الرغم من حداثة
سنه، وعدم شرعيـة خـلافته لوجود أخيه «نزار» الأكبر منه فى السن،
ولكـن الوزير «الأفضـل بن بدر» أسهم إسهـامًا كبيرًا فـى هذا ليتمكن
مـن السـيطـرة عـلى الخـليفـة الصغير، وخرج «نزار» إلى الإسكندريـة
ليكون فـى حمـايـة واليهـا «أفتكين» فخرج إليهمـا «الأفضـل» بجيش
كـبيـر، ودارت الحـرب بين الفريقين، فـاضطر «نزار» و«أفتكين» إلى
طـلب الأمـان، فـأجـابهمـا «الأفضـل» إلى مطـلبهما، ثم قتلهما بعد أن
هدأت الأمور، فـانقسم الشيعـة على أنفسهم، وأعلنت الباطنية (فرقة
تفرعت عن الشيعـة لهـا معتقداتهـا الخاصة) وعلى رأسهم «الحسن بن
الصـبــاح» أن نزارًا كـان الأحق بـالخـلافـة، لأن «الحسن» زار «مصر»
وسأل «المستنصر» عمن يكون خليفته، فقال له: إنه «نزار».
الآمر:
ظـل «المستعـلى» خـليفة حتى وفاته سنة (495هـ)، وولى ابنه الملقب
بالآمر الخلافة عقب وفاته، ولم يكن حاله مع وزيره «الأفضل ابن بدر»
بـأفضـل من حال أبيه، وازداد تعصب «الأفضل» لمذهبه الشيعى على
حسـاب أهـل السنـة، وأغـلق دار العـلم؛ لأن بعض أهـل السنة دخلوها
وأثـروا عــلى بـعض مرتـاديهـا من الشيعـة، ويـؤرخ «المقريزى» لهذا
بقوله: «إن الأفضـل ألغـى الاحتفـالات الخـاصـة بمولد النبى (صلى الله
عـليه وسـلم)، ومولد فـاطمـة ومولد «عـلى» رضـى الله عنهما، ومولد
الخـليفة القائم بالأمر، وخاف الآمر على سلطانه، فأوعز إليه مَنْ قتله،
ثـم قتـل مَنْ قتـله، وذلك بـاتفـاق مع #المـأمون# البطـائحـى أحد خواص
الأفضـل بعد أن وعده الآمر بالوزارة، فعاد إلى الآمر كثير من نفوذه،
وانتقـلت إليه ثروة الأفضـل التى كانت تُقدَّر بستة ملايين دينار، ولكن
هذا الوضع لم يستمر طويـلا، فسرعـان مـازال نفوذ الخـليفة بعد تولِّى
«أبى على ابن الأفضل» #الوزارة#.
كــان الآمـر محبـا للأدب ومشجعًا للشعراء، وأنشـأ «الجـامع الأقمر»،
وبنـى «قصر الهودج» لزوجته البدويـة حتـى لا تشعر بغربـة فـى بيئة
تـختــلف عن تـلك التـى نشـأت بهـا. تُوفِّى سنـة (524هـ)، ولم يُعقِّب،
فخلفه ابن عمه «الحافظ».
الحافظ:
تولَّى الخـلافـة عقب وفـاة ابن عمه «الآمر»، ولم تكن حـاله مع وزيره
«عـلى بن الأفضـل» بـأحسن من حـال ابن عمه، فقد كان يتحكم فيه،
وجـعــله كــالمـحجـور عــليـه، ولا يـسمح لأحد بزيـارته إلا بـإذن منه،
وانـعطفت سيـاسـة الدولة -فـى عهده- انعطـافًا خطيرًا يهدد بزوالهـا،
فقد عين اثنين من القضـاة الشيعـة، ومثـلهمـا من السنـة، وجعـل لكل
الحـق فــى إصـدار حـكمـه وفـق مـذهـبه، ولقب نفسه بـالأكمـل مـالك
فـضيـلتـى السيف والقـلم، مولى النعم، رافع الجور عن الأمم، وأسقط
اسم الخليفة من الخطبة، فكانت نهايته القتل جزاءً لما صنع.
لم يـكد الخــليـفـة يستريح من سيطرة «ابن الأفضـل» حتـى وقع تحت
سيطرة ونفوذ «بهرام الأرمنـى» والى «الغربيـة»، الذى تقلد الوزارة،
واستقدم الكثيرين من بنـى جـلدته حتـى تجـاوزوا ثلاثين ألفًا، وكلهم
مـن الشـيعـة المتعصبين لمذهبهم، فـأذاقوا أهـل البـلاد الهوان، وبنوا
الكـنــائـس والأديـرة، فــأثــار ذلك حـفيظـة النـاس، وثـار «رضوان بن
الولخشـى» والى «الغربيـة»، وقـاد جيشه، وهاجم به الوزير «بهرام»
الذى انهزم، وفرَّ هاربًا إلى «أسوان»، فتولى «رضوان» الوزارة بدلا
منه، ولكنه ارتكب أعمـالا أثـارت عـليه حفيظـة الخـليفـة، فـاستدعـى
الخـــليـفـــة «بـهرام» مـن #أسـوان# ليـتولى الوزارة مـن جـديـد، فـهرب
«رضـوان» إلى الشــام، ثـم عــاد إلى «مصر» ثـانيـة عـلى رأس جيش
تصدى له جنود الخليفة، فهزموه وأسروا «رضوان»، ثم قُتل.
تُوفِّى «الحافظ» فى سنة (544هـ)، وقد تميز عصره بالنزاع الدائم من
أجل الوصول إلى منصب الوزارة بالقوة والجيوش المسلحة.
الظافر:
ولى «الظـافر» عقب وفـاة أبيه «الحـافظ»، فسلكت الدولة فى عهده
مـسـلكًا خطيرًا؛ لم يكن معهودًا من قبـل؛ إذ استعـان الوزراء بـالقوى
الخـارجيـة للوصول إلى منصب الوزارة، وأبرز مثـال على ذلك ما حدث
بـين «ابن السـلار» و«ابن مصـال»، فقد استعـان الأول عـلى منـافسه
الثــانـى بنور الدين محمود صـاحب «حـلب»، ودارت بين الطرفين حرب
شعواء قُتـل فيها «ابن مصال»، ثم تبعه «ابن السلار»، فسعد الخليفة
سـعــادة بـالغـة لقتـل «ابن السـلار» لاستعـانته «بنور الدين محمود»،
ودلل الخـليفة على مدى سعادته بمكافأته لنصر بن العباس قاتل «ابن
السلار» بمبلغ عشرين ألف دينار.
كان الصليبيون قد أسسوا عدة إمارات لهم - فى ذلك الوقت - بالشام،
وبدأت طموحـاتهم تتجه إلى «مصر»، ويتحينون الفرصة لتحقيقها فى
الوقـت الذى كــان«نور الدين محمود» يترقب فيه الأوضـاع للاستيـلاء
عـلى «مصر»، وظـل كـلاهمـا عـلى ذلك حتـى قـام «نصر بن عباس» -
بـالاتفاق مع والده - بقتل الخليفة «الظافر» وإخوته، فغلت «القاهرة»
كـالمرجل، وهرب «عباس» إلى الشام، فقُتل فى طريقه إليها، وقُبض
عــلى ابـنه «نـصر» ثـم وُضِع فــى قـفص من حديد بعد أن جُدع أنفه،
وقطعت أذنـاه، وطِيف به فـى أنحـاء المحروسـة، ثم صُلِبَ حيـا عـلى
باب زويلة حتى مات، فأُحرقت جثته. وتولى «الفائز» الخلافة.
الفائز:
تـرك «الظــافـر» ابـنه «الفــائـز» وعـمره أربع سنوات فحسب، فولى
الخــلافــة فـى هذه السن عـام (549هـ)، وكـانت البـلاد فـى حـالة من
الفوضـى والاضطراب الشديدين، حتـى إن نسـاء القصر لم تـأمن عـلى
حـيــاتـهن فـى ظـل هذه الظروف، فـاستنجدن بطـلائع بن زريك والى
الأشـمونـيين، الذى حضر عـلى الفور، وقضـى عـلى الفتنـة والشغب،
وضرب عـلى أيدى صـانعـى الفتنـة، وظـل الخـليفة - بالطبع - مسلوب
الإرادة حتى وفاته سنة (555هـ).
العاضد:
خـلف «الفـائز» فـى تولِّى الخلافة، فتخلص من الوزير «طلائع» بقتله،
وأسـند مـنصـبه إلى ابـنه «أبــى شـجـاع العـادل بن طـلائع»، فرأى
«شــاور» والى #الصـعيد# أنه أحق بـالوزارة من «أبـى شجـاع»، وقدم
عـلى رأس قواته، وتمكن من خلع «أبى شجاع» من الوزارة، وتنصيب
نفسه مكـانه سنـة (558هـ)، ولكنه لم يهنـأ بمنصبه الجديد إذ استطـاع
«ضرغـام» أمير البرقيـة (فرقـة من المغـاربـة» خـلعه، فهرب «شاور»
إلى الشــام مـستـنجـدًا بـنور الدين محمود ليعيده إلى منصبه، فـأحس
«ضـرغــام» بــالخـطر وخـشــى مـن ضيـاع منصبه فـاستنجد بعمورى
الصــليـبـى مـلك «بيت المقدس»، ولبـى كـل طرف نداء مَنْ استنجد به،
وقدمت القوات الإسـلاميـة كما قدمت القوات الصليبية فى ثلاث حملات،
ولكن «أسد الدين شيركوه» قـائد حملات «نور الدين محمود» كانت له
عقـلية سياسية حكيمة، كما كان يجيد التخطيط الجيد، فتولى الوزارة
بنفسه بعد أن قُضـى عـلى الخصمين المتنافرين، وظل على ذلك حتى
مــات، فـخــلفه فـى منصبه ابن أخيه «صـلاح الدين الأيوبـى» السنـىُّ
المـذهـب، فـكــان بمثـابـة المسمـار الأخير فـى نعش الدولة الفـاطميـة
الشيعية.
انهيار الدولة الفاطمية:
حين عـلا «صـلاح الدين الأيوبى» كرسى الوزارة فى الدولة الفاطمية،
حـدث الصدام المتوقع بين المذهبين الشيعـى والسنـى، فسـلب الوزير
السنـى من الخـليفـة «العـاضد» الشيعـى كـل سـلطـانه، وبات الخليفة
كـالمحجور عـليه، وصار حبيس قصره، فاستاء أتباع الخليفة وجنوده
من هذا الوضع وقـاموا بثورة عـارمـة، نجح الوزير «صلاح الدين» فى
تـشتـيتهـا، فـاضطر مشعـلوهـا إلى الهرب نحو صعيد «مصر»، فعمـل
«صـلاح الدين» عـلى تثبيت قدميه، وتوطيد عـلاقته بـالنـاس، وحـارب
الصـليبيين، وحقق انتصـارات عظيمـة عـليهم، وعزل القضـاة الشيعـة،
وجـعــل السـنيين بدلا منهم، ثم أرسـل إلى «نور الدين» يطـلب منه أن
يُلحـق بـه أسـرته فوافق، وألحقهم به، فقويت شوكته، وأحبه النـاس
لســلوكـه وسـيرتـه بـينـهم، فــلمــا اطمـأن «نور الدين» إلى استقرار
الأوضـاع أرسـل إلى «صـلاح الدين» يطلب منه إزالة الخلافة الفاطمية،
والدعـاء للخـليفة العباسى، فرفض «صلاح الدين» أول الأمر خوفًا من
عـواقـب هـذا الصـنيع، ثم عمد إلى التجربـة -بعد أن شـاور خـلصـاءه-
فـقرر أن يـصعـد واحد من النـاس المنبر قبـل الخطيب، ويدعو للخـليفـة
العبـاسى «المستضىء» ليرى ماذا سيفعل الناس، فلما تم له ما أراد،
ولم يثر أحد أسقط الدعـاء للعـاضد وجعـله للمستضـىء، فكانت نهاية
الدولة الفـاطميـة التـى حكم مـلوكهـا الأوائـل رقعـة شاسعة من العالم
امـتدت مـن «المـحيط الأطـلسـى» غربًا إلى «الخـليج العربـى» شرقًا،
ودُعـى لأحد خـلفـائهـا على منابر «بغداد» -عاصمة الخلافة #العباسية# -
عامًا بأكمله.
وكــان «العــاضد» مريضًا حين سقطت دولته فـآثر أهـله عدم إخبـاره
حـتــى لا يـفجـع ويـزداد مـرضـه، ولكـنه لم يـلبث طويـلا وتُوفِّى سنـة
(567هـ).
علاقات الفاطميين الخارجية:
1 - #صقلية#:
فتحهـا «أسد بن الفرات» قـاضـى #الأغـالبـة#، وأسـلم أكثر سكـانهـا،
وظـلت تابعة للأغالبة إلى زوال ملكهم سنة (296هـ)، ثم أصبحت تابعة
للدولة الفــاطـميـة الإسمـاعيـليـة، فحرص الفـاطميون عـليهـا لموقعهـا
الجغرافى، ووفرة مواردها، وخصوبة أرضها، وظلت كذلك حتى عهد
«المـستـنصر»، فـلمـا حـلت الشدة بمصر، وتعرضت للمجـاعـة، انشغـل
الخــليـفـة عن متـابعـة أمر «صقـليـة»، فعمتهـا الثورات، وزادت فيهـا
الاضـطرابــات، واسـتعــان بـعض أهــلهــا بــالفرنجـة، فقدموا إليهـا،
وفـتحـوهــا، وفـشــل «المـعز بـن بــاديـس» - والى الفــاطميين عـلى
«المغرب» - فـى استعـادتهـا، وظلت فى أيدى الفرنجة حتى استولى
النورمانديون عليها، فخرجت نهائيًّا من حكم الفاطميين.
2 - #البيزنطيون#:
تجـاورت ممتـلكـات الدولتين بعد دخول الشـام فـى حوزة الفـاطميين،
وتذبذبت العلاقة بينهما بين السلم والحرب، ففى عصر «المعز» تحالف
البيزنطيون مع القرامطـة، ثم مع «أفتكين»، وحـاول «العزيز» غزوهم
عـن طـريـق البـحر، وعـقدت هـدنـة بينهمـا مدتهـا سبع سنوات، ولكن
«بـاسيـل الثـانـى» الإمبراطور البيزنطـى تحالف مع الحمدانيين وحقق
بعض الانتصارات على سواحل الشام، وفشل «العزيز» فى صدهم بعد
أن احترق أسطوله فى ميناء «المقس»، فبنى أسطولا آخر، وخرج به
تحت قيادته، ولكنه مرض وتُوفِّى فى «بلبيس»، فتسلم ابنه «الحاكم»
زمـام الأمور. وحقق انتصارًا كبيرًا فى «أفامية»، ثم عقدت الهدنة بين
الطرفين لمدة عشر سنوات، ولكن العـلاقـات عـادت إلى التوتر ثانية،
ثـم هـدأت فــى عـهد «الظـاهر»، وفترة طويـلة من عهد «المستنصر»
الذى عقد اتفـاقًا مع الإمبراطور البيزنطـى «قسطنطين التـاسع»، يمد
«البـيزنـطيـون» بمقتضـاه «مصر» بـالغـلال، إلا أن هذا الاتفـاق لم يتم
لوفــاة الإمـبراطـور، وتـولّى «تيودور» العرش بدلا منه، فنقض العهد،
واشترط شروطًا أخرى لم يوافق عـليهـا «المستنصر» فظـلت العلاقات
متوترة وعدائية بين الطرفين حتى نهاية الدولة الفاطمية.
3 - الشام وفلسطين:
جعـل الفـاطميون «الشـام» و«فـلسطين» هدفهم عقب استيلائهم على
«مصر»، باعتبارهم ورثة الإخشيديين، فأعدوا الجيوش، وجعلوا عليها
القــائـد الشـهيـر بــالجـرأة ذا الكـفــاءة العـسكريـة «جعفر بن فـلاح
الكتـامـى»، فخرج بهـا، واستولى على «الرملة» و«طبرية»، ثم اتجه
إلى «دمـشق» واسـتولى عـليهـا بعد صمود شديد من أهـلهـا، وجعـل
الخـطبــة فـيهــا للفــاطـميـين فـى شهر المحرم سنـة (359هـ)، وعـاث
الكتـاميون فـى البـلاد فسـادًا، وعبثوا بكـل مـا فيها، فاستنجد أهل
«دمـشق» بــالقـرامـطــة لتـخــليـصهم، فـأتوا وانضم إليهم الدمشقيون
وتصدوا لجيش الفـاطميين، وتمكنوا من هزيمته وقتـل قائده «جعفر»،
ثم خرج عـليهم «أفتكين» التركـى سنـة (364هـ)، وحـاول «العزيز بن
المعز» استمـالته فـلم ينجح، فـأخرج إليه «جوهر الصقلى» على رأس
الجـيش، ثـم خرج إليه بنفسه. وأعـاد نفوذ الفـاطميين ثـانيـة إلى تـلك
البلاد.
وفـى سنـة (462هـ) حـاول #السـلاجقـة# الاستيـلاء على «الشام» فكان
نجـاحهم جزئـىا، ثم استتب الأمر أثنـاء الشدة العظمـى التى مرت بها
«مـصر»، وأصـبح «الشــام» و«فـلسطين» يتقـاسمهمـا السـلاجقـة من
نـاحيـة، والصـليبيون من ناحية أخرى، ولم يبق بحوزة الفاطميين فى
أوائل عهد الخليفة الظاهر إلا «مصر» وبعض البلاد الشامية.
4 - #العباسيون# فى بغداد:
لاشك أن الخـلافتين الفـاطميـة والعبـاسيـة كـانتا على طرفى نقيض؛
لاعتقـاد كل منهما أنها أحق بالخلافة، وأن الأخرى مغتصبة لها، فقد
قـامت الخـلافـة الفاطمية - أساسًا - فى «إفريقية»، وهى أرض تابعة
للخـلافـة العبـاسيـة، وامتد نفوذهم على مساحة كبيرة من الأرض هى
أيضًا تـابعـة لهم، مثـل «برقـة» و«مصر»، ولم يحـاول العباسيون صد
الحمـلة الأخيرة للفـاطميين عـلى «مصر»، فتـأسست مدينـة «القاهرة»
لتـنــافـس «بـغداد»، وامتد سـلطـانهـا ليشمـل «الشـام» و«فـلسطين»
و«الحـجــاز»، بــل إن البـويهيين الشيعـة فكروا فـى إلغـاء الخـلافـة
العبـاسيـة فـى «بغداد»، إلا أن خوفهم عـلى نفوذهم هو الذى منعهم
من إتمام هذا الأمر، ففضلوا خليفة سنيا ضعيفًا خاضعًا لهم على خليفة
فاطمى قوى يخضعون له، ومع ذلك فقد جاهر «بهاء الدولة بن بويه»
بمنـاصرته للفـاطميين، فأصدر الخليفة العباسى «القادر» منشورًا فى
سـنــة (402هــ) يـقدح فـيه فـى نسب الفـاطميين، وحذا ابنه وخـليفته
«القـائم» حذوه، وطعن فى نسبهم، وشفع ذلك بوثيقة عليه توقيعات
عــلمـاء «بغداد»، تمـامًا كمـا فعـل أبوه من قبـل، ولكن هذا لم يـؤتِ
ثمـاره المرجوة، وامتد النفوذ الفـاطمـى حولا كـامـلا، ممـا جرَّأ العامة
عــلى نهب دار الخـلافـة العبـاسيـة، وأُرْسِلَت عمـامـة الخـليفـة القـائم
وعرشه وخـلعته إلى «القـاهرة»، ثم بيعت أثنـاء الشدة المستنصرية،
وظـل أمر الشيعـة غـالبًا بـالعراق حتـى استنجد الخـليفـة بـالسلاجقة،
فقدِم «طغرل بك» وقتل «البساسيرى» سنة (451هـ)، وحاول التوسع
فــى الشــام عــلى حـســاب الفـاطميين، وتمكن «مـلكشـاه» من فتح
«الرمــلة» و«بـيت المقدس» و«دمشق» وتقدمت جيوشه صوب «مصر»،
فــأوقـفهــا «بـدر الجمـالى» وتمكن من تحقيق النصر عـليهـا، وبذلك
أصبحت ممـلكة الفاطميين نهبًا مباحًا لكل طامع، وتقلص نفوذها حتى
تمكن «نور الدين محمود» من الاستيـلاء عـليهـا بواسطة قائده «صلاح
الدين الأيوبى»، الذى أزالها وأقام على أنقاضها الدولة #الأيوبية#.


 @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ). 500092465

 @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ). 500092465

تحياتي لكم

 @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ). 500092465

 @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ). 500092465

 @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ). 483098003
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
@الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ).
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  @الدولة الإخـــــــــــــــــشــــــــيـــــــــــــديــــــــــــــــــــــــــــــــــة [ 323 - 358 هـ = 935 - 969 م ]
» @الدولة الأمـــــــــــويــــــــــــــــــــــــــــة بــــــــــــــــــالأنـــــــدلس
»  @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م].
»  @الدولة الغـــــــــــــــــزنـــــــــــــــــويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة [ 351- 582 هـ = 962 - 1186 م]
»  @الدولة الجـــــــــــغـــــتــــــــــــــــــــــــــائـــــــــــيــــــــــــــــــــة [624 - 760 هـ = 1227 - 1358 م]

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب  :: المنتديات الإسلامية :: مواضيع دينية-
انتقل الى:  
الفيس بوك