أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب
 @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م]. 613623
كلام عن الحب
إن الإنسان قبـل الحب شيء وعنـد الحب كل شيء وبعـد الحب لا شيء"
أكبر متعة في الحب تجد نفسك محبوبا عند الناس
"

 @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م]. 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م]. 829894
المدير المنتدى
شكراً لتسجيلك في
أحلى منتديات أمين عبلة الحب
نحن سعداء جدا لاختيارك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الاستمتاع بالإقامة معنا، تفيد وتستفيد ونأمل منك التواصل بإستمرار.
مع أطيب الأمنيات,
إدارة المدير.
أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب
 @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م]. 613623
كلام عن الحب
إن الإنسان قبـل الحب شيء وعنـد الحب كل شيء وبعـد الحب لا شيء"
أكبر متعة في الحب تجد نفسك محبوبا عند الناس
"

 @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م]. 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م]. 829894
المدير المنتدى
شكراً لتسجيلك في
أحلى منتديات أمين عبلة الحب
نحن سعداء جدا لاختيارك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الاستمتاع بالإقامة معنا، تفيد وتستفيد ونأمل منك التواصل بإستمرار.
مع أطيب الأمنيات,
إدارة المدير.
أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أكـــــبر مـــــــــــــتعة في الـــــــــــحب تجـــــــــد نفـــــــسك محبــــوبا عنــــــد النــــــاس
 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول
تمنادى الحب عندما يأتى الليل ، ويغلق الناس أبواب بيوتهم بإحكام يخرج من قلب الظلمة مناد يقول : - هل كل هذه البيوت تنام على الحب ؟ ! ويظل يردد السؤال ، الذى لا يجيب عليه أحد ، حتى تظهر أول خيوط الفجر !

 

  @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م].

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
AMINE PàTCHIKà
AMINE PàTCHIKà
المدير


الجنس : ذكر
الابراج الدلو
تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 25/01/1988
العمر : 36

المدير العام
منتديات أمين عبلة الحب :

 @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م]. Empty
مُساهمةموضوع: @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م].    @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م]. Emptyالأحد يناير 06, 2013 2:27 pm

 @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م]. 500092465

 @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م]. 500092465


@الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة
[368 - 399 هـ = 978 - 1009 م].

 @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م]. 500092465

 @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م]. 500092465

بعد أن أصبحت السيطرة كـاملة لابن أبى عامر فكر فى إنشاء مدينة
جديدة يتوافر فيهـا الأمان ومظاهر السلطان فكانت مدينته الزاهرة أو
العـامريـة شرقـى قرطبة والتى استغرق بناؤها عامين، وضمت قصرًا
ومـسجـدًا ودواويـن للإدارة ومـســاكـن للحـرس، ونـقــل خزائن المـال
والسـلاح إليهـا، وأقيم حولهـا سور ضخم كمـا بنى خندقًا وتم إقطاع
ضواحيهـا للوزراء والقـادة، فابتنوا الدور وأنشئت الشوارع والأسواق
حتـى اتصلت مبانيها بضواحى #قرطبة#، وقد انتقل إليها ابن أبى عامر
سـنــة (370هــ = 980م)، واتخذ له حرسًا خـاصـا من الصقـالبـة والبربر
أحـاطوا بقصره، ومنعوا الدخول والخروج إليه، وبذلك أقفرت قرطبـة
وأقفر قصرهـا ونقلت كل مظاهر السلطان إلى المدينة الجديدة، ومنع
الخـليفـة من أى حركـة إلا بإذن ابن أبى عامر حماية له من المتآمرين
وحتى يتفرغ للعبادة كما زعم.
حـاولت «صبح» بعد هذا التطور أن تستبعد «ابن أبى عامر» مستعينة
بمنـافسيه، ولجأت إلى القائد «غالب»- صاحب الثغر - فى سرية تامة،
فـرد ابـن أبــى عـامر بتقريب «جعفر بن عـلى بن حمدون الأندلسـى»
-وهـو بـربـرى من #زنـاتـة# - عبر البحر وتقـلد الوزارة، واستعـان به ابن
أبــى عــامـر عـلى كسب مودة #البربر# الذين توافدوا من عدوة المغرب
إلى #الأندلس#، وغمرهم بأمواله.
أراد غـالب مصـانعـة ابن أبـى عـامر فدعـاه إلى غزوة مشتركـة فى
أراضـى #قشتـالة#، وأقـام له وليمـة دخـل معه خـلالهـا فى نقاش عنيف
ورفع السيف فـأصيب ابن أبـى عامر، لكنه استطاع الفرار وذهب إلى
دار غـالب بمدينـة سـالم واستولى عـلى كـل مـا كـان فيهـا، ثم دخـل
الفريقـان فـى قتـال عند حصن «شنت بجنت» يعـاون غالب ملك #ليون#،
وانتهـى الأمر بموت غالب وهزيمة أعوانه من المسلمين والنصارى فى
(4 المحرم سنة 371هـ = 10يوليو 981م).
غزوات ابن أبى عامر:
بدأت سـلسـلة هذه الغزوات الشهيرة بعد أن استقرت الأمور لابن أبـى
عـامر، ووصل عددها إلى نحو أربع وخمسين غزوة استقصى المؤرخ
القـرطـبــى ابـن حيـان أخبـارهـا فـى كتـاب له مفقود عنوانه «الدولة
العامرية» ويتحدث عنها #ابن خلدون# فيقول:
«غزا ابن أبـى عـامر اثنتين وخمسين غزوة فـى سـائر أيـام ملكه، لم
يـنكـسر له فـيهــا رايـة ولا فـل له جيش ولاأصيب له بعث ولا هـلكت له
سرية».
وقد بدأ «ابن أبى عامر» غزواته بمملكة «ليون»؛ ليعاقب ملكها على
معـاونته لغـالب، وقد تحـالف ضده مـلوك النصـارى الثلاثة: ملك ليون،
ومــلك قـشتــالة، ومــلك نبرة، وجرت بينه وبينهم موقعـة عند «شنت
منكش» انتصر فيهـا «ابن أبـى عـامر»، ووصـل إلى عـاصمـة ممـلكـة
«ليـون»، ثـم عــاد إلى «قرطبـة» سنـة (371هـ = 981م) بسبب حـلول
الشـتــاء، وبـعد عـدة أشـهر مـن عـودتـه اتـخذ لنـفسه لقب «الحـاجب
المـنصور» ودعـى له عـلى المنـابر وصدرت الكتب بـاسمه ونقش عـلى
السـكَّة، وقـبَّل المـسئولون وكبـار الموظفين والوزراء يده وأصبح هو
كل شىء.
وفــى سـنــة (274هــ = 984م) خـرج «المـنصور» إلى شمـال شرقـى
«الأنـدلس» عــلى رأس جـيش ضخم مر بغرنـاطـة ثم «بسطـة» فـلورقـة
فـمرسـيــة، ثـم اتـجه شـمــالا إلى «بـرشــلونــة»، حـيث دخـل منطقـة
«قطـلونيـة»، ثم اقتحم مدينـة «برشلونة» ودمَّرها وأحرقها فى (صفر
375هـ = يوليو 985م)، ولم يحـاول المنصور الاحتفاظ ببرشلونة، وإنما
قصد إلى تدمير قوى النصارى فى هذه المنطقة النائية.
ثم قـام المنصور عـام (378هـ = 988م) بغزو ممـلكة ليون بعد أن انقض
ملكهم على المسلمين، وطاردهم إلى آخر حدود بلاده، فسار المنصور
شمـالا إلى ليون، ثم غربًا إلى مدينـة قـلمرية شمالى #البرتغال# بالقرب
مـن المحيط واستولى عـليهـا وبقيت خرابًا مدة سبعـة أعوام، ثم سـار
المـنصـور نحو ممـلكـة «نبرة» وقصد عـاصمتهـا «بنبـلونـة» ردا عـلى
إغـارة مـلكهم عـلى أراضـى المسـلمين، وغزوة المنصور هذه تسمى
غزوة البيـاض، وقد عـاد بجيشه إلى «سرقسطة» والتقى هناك بابنة
عبدالمـلك بعد عودته ظـافرًا من حروبه فـى #بـلاد المغرب# كمـا سنشير
فيما بعد.
وفــى ربـيع سـنــة (378هــ = 988م) خـرج المـنصور فـى جيش ضخم،
واخترق ممـلكـة ليون واستولى عـلى عـاصمتها بعد معارك عنيفة، ثم
ســار إلى «سـمورة» وحــاصـرهــا حـتـى سـلمت، واعترف النبـلاء له
بـالطـاعـة، ولم يبق تحت سيطرة مـلك ليون إلا المنطقة الجبلية الواقعة
شمالى غربى إقليم جليقية.
وأثـنـاء قيـام المنصور بغزوته هذه رقم (45) انضم ابنه «عبدالله» إلى
مـلك قشتـالة بتحريض من صـاحب الثغر الأعـلى «عبدالرحمن بن مطرف
التجيبـى» وكـانت عـاصمته «سرقسطـة»، ولكن المنصور ضغط عـلى
المـلك النصرانـى عن طريق العمـليـات العسكرية المتتالية فسلمه ابنه،
ولم يتردد المنصور فى قتل ولده فى الحال.
ثم قـام «المنصور» سنة (387هـ = 997 م) بأعظم غزوة قام بها متجهًا
نحو منطقـة جـليقيـة، وهى منطقة وعرة من الصعب غزوها؛ لأنها ملاذ
مـلوك ليون يـلجئون إليهـا كـلما ضيق المسلمون الخناق عليهم، فخرج
المنصور إليهـا من قرطبة فى (شهر جمادى الآخرة سنة 387ه= 997م)،
وفـى الوقت نفسه تحرك الأسطول الأندلسـى فى مياه البرتغال يحمل
المشاة والأقوات والذخيرة، وعبر المنصور الجبال والأنهار حتى وصل
إلى مـديـنــة قـوريــة، ثم زحف نحو الشمـال الغربـى واستولى عـلى
مدينتـى: «بازو» و«قلمرية»؛ حيث وفد إليه العديد من أمراء النصارى
وانـضمـوا إلى جـيشـه وأطـاعوه، بعد ذلك توجهت القوات الإسـلاميـة
شمـالا نحو نهر «دويرة»، حيث وافـاه الأسطول، فجعله جسرًا عبر به
صـوب جــليـقيــة، وســار فــى شعب الجبـال، ثم التزم المشـى بحذاء
الشـاطئ يهدم ويخرب، ففرت أمـامه جموع النصـارى، وظـل المنصور
يواصـل عمـليـاته حتـى انتهـى إلى مدينـة «شنت ياقب» المقدسة عند
النصـارى فدخـلهـا ثم سـار المنصور حتـى وصـل إلى شـاطئ المحيط
وتـابع سيره إلى أن أصبح فـى شمال البرتغال الحديثة، وهناك وزع
الهدايـا عـلى الموالين له من زعمـاء النصـارى وطـلب منهم أن يعودوا
إلى بلادهم ورجع هو إلى مدينته الزاهرة.
وقد هزت هذه الغزوة #إسبـانيـا# النصرانيـة، وبقى تأثيرها بضع سنين
وكـانت الثـامنة والأربعين من بين مجموع غزواته. ثم قام المنصور بعد
ذلك بـغزوات فــى سـنوات (389، 390ه= 999، 1000م) فـى أراضـى
نبرة وقشتالة؛ حيث واجه جموع النصارى متحدين مصممين على النيل
مـنه، وتـعرض المسـلمون للهزيمـة أول الأمر، لكن المنصور صعد عـلى
ربـوة عــاليـة، وأخذ يضـاعف جهوده ويحرض النـاس، حتـى تمكن من
تـحويـل الهزيمـة إلى نصر ومزق العدو شر ممزق، وتوالى زحفه حتـى
اقـتحـم مـديـنــة «بـرغـش»، ومـنهــا توجه إلى «سرقسطـة»، ثم إلى
«بنبـلونـة» عـاصمـة «نبرة» دون أن يجرؤ أحد عـلى اعتراضه وأخيرًا
رجع إلى العاصمة بعد تسعة ومائة يوم.
وفــى ربـيع (392هــ =1002م) خـرج المـنصـور لآخر مرة، وتوجَّه إلى
قـشتــالة ومـنهــا اتجه غربًا نحو «برغش» وعـاث فـى تـلك المنطقـة،
وتـقول المـصــادر النـصرانـيــة إنـه تـعرض لهزيمـة عـلى أيدى مـلوك
النصـارى متحدين، وإنه اضطر إلى الفرار فـى جنح الظلام بعد موقعة
معهم جرت أحداثهـا بمكان يسمى «قلعة النسور»، وقد جرح المنصور
ثـم مــات بـعد ذلك مـتــأثـرًا بـجراحه، لكن البـاحثين المحدثين - ومنهم
المـستـشرق الهـولنـدى دوزى - يـرفـضون هـذه الروايـة لأنهـا تخـالف
الحـقـائق التـاريخيـة الثـابتـة، فهـى تتحدث عن تحـالف بين مـلوك من
النـصــارى مــاتـوا قـبــل هـذه الموقعـة، أضف إلى ذلك أن المصـادر
الإســلامـيــة لاتـذكـرشيئًا عن تـلك الموقعـة، مع أنهـا لاتخفـى هزائم
المـســلمين، فـالصمت قرينـة عـلى أنه لم تكن هنـاك هزيمـة ولاحتـى
موقعة أصلا.
ومـهمـا يكن من أمر فقد سـار المنصور فـى حمـلته هذه محمولا حتـى
وصـل إلى «مدينة سالم»، وهناك وافاه الأجل فى (27 رمضان 392هـ
= 11 أغسطس 1002م) بعد حكم دام 27 عامًا.
المنصور وولاية العهد:
اتخذ المنصور فـى سنـة (381ه= 991م) خطـة غير مسبوقـة بهدف دعم
ســلطـانه فرشح ابنه عبدالمـلك ليتولى الأمر من بعده، وتنـازل له عن
الحـجــابــة والقـيــادة وجـميـع مـا كـان يتولى من خطط مكتفيًا بـلقب
«المنصور» ثم تـلقب بـالمـلك الكريم فـى سنـة (386هـ = 996م) وبولغ
فـى تعظيمه وإجلاله، ولم يكن المنصور يقصد أن تجتمع السلطات فى
يده، فكـل السـلطـات السيـاسيـة والعسكريـة فى قبضة يديه بالفعل،
لكـنه أراد أن يـصبـغ حـكمه بـالصبغـة الشرعيـة، وأن تكون له رسوم
المـلك والخـلافـة، ويقوم بتأسيس دولة تحل محل دولة بنى أمية، لكن
الظـروف لم تـكن مـهيــأة فــالنـاس لاتميـل كثيرًا إلى المنصور؛ بسبب
الوسائل الدموية التى لجأ إليها لتصفية خصومه.
الجيش فى عهد المنصور:
أعطى المنصور اهتمامًا كبيرًا للجيش، فعنى بتنظيمه، واستقدم قوات
تعد بالألوف من المرتزقة من قبائل زناتة وصنهاجة وغيرهما من البربر
ومن الجند النصـارى، وكون من هؤلاء جميعًا جيشًا ضخمًا ضمن ولاءه
له بـجوده ووفـرة عطـايـاه، كمـا غير من نظـام الجيش، فقدَّم رجـالات
البربر وأخَّر زعمـاء العرب وفرق جند القبيـلة الواحدة، وكـان الخـليفة
النــاصـر مـن قـبــله قـد مهد له الطريق عندمـا سحق القبـائـل العربيـة
وأضعف هيبتهـا حسبمـا أشرنـا من قبـل، أى أن ابن أبى عامر وجد
الطريق ممهدًا، فلم تلق سياسته كبير معارضة.
وقـد نفر المحـاربون القدمـاء والأندلسيون بشدة من ذلك الجيش وسعِدَ
«ابن أبـى عـامر» بهذا النفور لأنه يقف حائلا بين عناصر الجيش القديم
وبين اتحادها ضده، كما أنه يشعر البربر بضرورة الاعتماد عليه.
ومـن أهـم مــا فـعــله فصـل جيش الحضرة (قرطبـة) عن الجيش العـام،
وتـعيـين نـفسـه قــائـدًا له، فــأصبح قوة عسكريـة، وفتحت له والدة
الخـليفـة بيت المال ظنا منها أنه يعمل لحسابها وحساب ابنها، فأكثر
مـن الجـند، وأصـبح مـستـبدا عـسكـريــا، وتـحوَّل من فقيه إلى رجـل
سيـاسـة، ومـلك من القوة العسكريـة ما لم يملكه من سبقوه، فالناصر
رغـم مـيــله إلى الاسـتبـداد كــان يـقف عـند حـد معين، ويعـلم أنه من
المستحيـل القضـاء عـلى النصـارى فيكتفـى بإضعافهم وحملهم على
أداء الجزيـة، أمـا المنصور فتتوالى ضربـاته دون أن يحـاول ضم جزء
إلى أراضـى الخـلافـة، أو إسكـان بعض المسلمين فى الأراضى التى
يـفتحهـا وإنمـا يضرب ويحوز الغنـائم ويعود النصـارى إلى مـا كـانوا
عليه، وكأنه لم يكن يهدف إلا إلى ذلك.
وجدير بـالذكر أن المنصور فـى سنة (388هـ = 998م) أعفى الناس من
إلزامـهم بـالغزو؛ بسبب مـا وصـلت إليه أعداد الجيش ومـا توافر له من
قوة، واكتفـى بـالقوات المرابطـة، وقد بـلغ الجيش المرابط أى الثابت
فــى زمـن المـنصور (12100) من الفرسـان يصرف لهم جميعًا المرتبـات
والسـلاح والنفقـة بخـلاف (600) فـارس للحراسـة الخـاصـة، أما الجيش
المـرابـط مـن الرجَّالة فـقد بــلغ سـتـة وعشرين ألفًا، وكـان هذا العدد
يتضـاعف بمن ينضم إليه من المتطوعـة أثنـاء الصوائف ولا يدخـل فـى
هـذا الخيـل ومطـايـا الركوب ودواب الحمـل وغيرهـا من العدد، وكـان
المنصور يتولى قيادة قواته بنفسه غالبًا.
وقد حققت غزواته أهدافها من ردع النصارى ومنعهم من الهجوم على
أراضـى المسلمين، وكان يعرف أبرز جنده جميعًا بأسمائهم ويدعوهم
إلى المـآدب التـى يقيمهـا عقب كـل انتصـار، ومع ذلك فـإن المحصلة
النهـائيـة لغزواته كـانت ضعيفة فهو لم يقضِ على كل قوى النصرانية
أو يـسحـقهــا، وغـزواتـه وإن أضـعفـت النـصــارى، فــإنهـا لم تغير
أحوالهم، وبقيت حدود دولة الإسـلام عـلى مـا هى عليه، فهى غزوات
دويهـا عظيم تجذب النـاس إليهـا، لكن نتائجها قليلة فقد أنهكت قوى
الجـيوش الإسـلاميـة دون أن تحقق هدفًا ثـابتًا أو تقضـى عـلى خصم،
إنها مثل الطبل الأجوف صوت كبير وعمل قليل.
إدارة المنصور:
أظهر المنصور مقدرة كـافيـة ممتـازة فـى جميع المناصب التى تولاها
وشهدت البـلاد فـى زمنه أمنًا واستقرارًا وطمـأنينـة لم تعرفهـا قبـله،
وفـى زمنه لم تعرف البـلاد الثورات مقـارنًا بغيره، وازدهرت الصنـاعـة
والتـجـارة والزراعـة، وارتقت العـلوم والآداب، وامتـلأت خزائن قرطبـة
بـالمـال حتـى وصـلت الإيرادات إلى نحو أربعـة مـلايين دينـار، بخلاف
المـوارد مـن المـواريـث ومــال السـبـى والغنـائم، وقد عـاون المنصور
مجموعـة من الكتـاب والوزراء فى هذا العصر من أبرزهم: «أبو مروان
عـبدالمــلك بـن شهيد» و«محمد بن جهور» و«أحمد بن سعيد بن حزم»
والد الفـيــلسـوف المـشهـور، و«خــلف بن حسين بن حيـان» والد أمير
المــؤرخين الأندلسيين «ابن حيـان»، ومن الكتـاب «سعيد بن القطـاع»
وغيره من أبناء الأسر العريقة التى تعاقب أبناؤها على #الوزارة#.
العمارة فى عهد المنصور:
لم يخـل عهد المنصور من الإنشـاءات العظيمـة عـلى الرغم من الغزوات
المستمرة وقد أشرنـا إلى بنـائه مدينته الزاهرة بقصورهـا وحدائقها،
وجعـلهـا قصرًا للحكم والإدارة، وقد بنـى المنصور بجانبها مدينة جميلة
ازدانت بـالحدائق والقصور أسمـاها «العامرية»، وكان يقصدها عندما
يريد الاستجمام.
كـذلك قــام بـزيــادة المـسجـد الجـامع فـى «قرطبـة» بعد أن اتسعت
المدينـة، وضمت واحدًا وعشرين حيـا، الواحد فيهـا أكبر من أية مدينة
أندلسيـة، وقد حفر حولهـا خندقًا بـلغ 16 ميـلاً وزاد سكـانها كثيرًا لا
سيمـا البربر، وضـاق المسجد الجـامع بهؤلاء السكان فأدخل المنصور
فــى سنـة (387هـ = 997م) زيـادة عـليه من النـاحيـة الشرقيـة، بـلغت
المسـاحـة الأصـليـة نفسها تقريبًا، وحرص المنصور على الاشتراك فى
هـذا المـشروع بـنفـسه، واشـتغـل فيه أسرى النصـارى، وتم تعويض
أصـحــاب الدور والأمــاكـن التــى صـودرت لهـذا الغرض، ولا يزال هذا
الجـنــاح قــائـمًا حـتــى اليـوم، ويعرف بمسجد المنصور، وإن تحولت
عقوده الجانبيه إلى هياكل وكنائس.
وبهذه الزيـادة بـلغت مساحة المسجد الجامع ما يزيد على ستة أفدنة،
كمـا انفرد بطرازه الرائع، وليس فـى العالم مسجد ولا كنيسة فى مثل
حجمه اللهم إلا قصر «فرساى» بفرنسا.
كـمــا جـدد المـنصـور قـنطرة قرطبـة عـلى نهر الوادى الكبير، وكـان
«السمح بن مـالك» قد جددهـا من قبـل وأنفق المنصور عـلى تجديدها
فــى سـنــة (378هـ = 988م) مـائـة وأربعين ألف دينـار وبنـى قنطرة
«أستجة» على نهر «شنيل» أحد فروع نهر الوادى الكبير.
المنصور فى نظر المؤرخين:
يـشهد المـؤرخون القدمـاء للمنصور بـالكرم، وبـأنه كـان يبذل الأموال
للمتصـلين به والفقراء خـاصـة، ورغم سفكه للدمـاء فقد كـان يتظـاهر
بالتقوى، حريصًا فى كل غزواته على حمل مصحف خطه بيده، ويقال
إنه كـان منصفًا عـادلا يزجر الظـالم حتـى لو كـان من كبـار حـاشيته،
وكـان صبورًا حـليمًا، ولكنهم ينعون عـليه شغفه بمعـاقرة الخمر، ولم
يتخل عن ذلك إلا قبل وفاته بعامين.
وتميز المنصور بـأنه كان شغوفًا بالعلم والأدب، محبا للعلماء والأدباء
والشـعراء ويـنــاظرهم ويشترك معهم فـى نظم الشعر ويغدق عـليهم،
ســاعـده عـلى ذلك نشـأته فـى بيت عـلم وأدب، وبراعته فـى عـلوم
الشريعة وفنون الأدب خلال فترة صباه.
وحرص المنصور عـلى نشر العـلم والمعرفة بين طبقات الشعب، فأنشأ
كثيرًا من دور العـلم فـى قرطبـة وأنفق عـليهـا، وكـان يزور المساجد
والمدارس، ويمنح المكـافـآت للمتفوقين من الطـلاب، كمـا حرص عـلى
جمع الكتب ومكـافـأة أصحـابهـا، وقد منح «صـاعد البغدادى» (500)
دينـار مكافأة له على كتابه «الفصوص»، وكان يكره الفلسفة، ويرى
أنـهـا مخـالفـة للدين كمـا كـان يبغض التنجيم ويطـارد المنجمين، وقد
استخرج من المكتبـة #الأمويـة# جميع كتب الفلاسفة والدهريين وأحرقها
بـحضرة كبـار العـلمـاء، ومـا فعـله «المنصور» أمر خطير، تسبب فـى
ضياع ثروة علمية عظيمة.
ونـظرًا للشهرة الواسعـة التـى حققهـا المنصور، جـاء إليه بعض مـلوك
النصارى واستعطفوه وتقربوا إليه وزوجوه من بناتهم.
ويـرى بـعض المــؤرخـين المـعـاصرين أن «ابن أبـى عـامر» من أعظم
الرجـال وأنه قـام بمـا لم يقم به أحد فـى تاريخ الإسلام، فقد استطاع
الاستيلاء على الحكم فى دولة كبرى، وهى فى أوج سلطانها ووجه
أمورها بصورة مستبدة.
ومع ذلك فإن هنا أمورًا ثلاثة هى أكثر ما أضر به المنصور:
1 - إقــامته مـلكه عـلى جند مرتزقـة تعـالوا عـلى النـاس، واصطنـاعه
لبيوت جديدة من زعـانف الأسر، وصغار الفقهاء والطامعين، وتوليتهم
وظـائف القضـاء والولايـات، وقد أثقـل هؤلاء على الناس، وأرهقوهم
بالمطالب، واستولوا على أموالهم، ومن هؤلاء بنو عباد فى #إشبيلية#،
ومن البربر الذين استعان بهم فى النواحى، #بنو الأفطس# فى بطليوس،
وبنو ذى النون جنوب غربـى #طـليطـلة# - بـالإضـافة إلى الصقالبة الجدد
الذيـن اشـتراهـم المـنصـور لحـســابه ومن هـؤلاء جميعًا يتكون الحزب
العــامـرى - وهـم الذين قضوا عـلى وحدة الأندلس فيمـا بعد، ويتكون
منهم ما يعرف بملوك الطوائف.
2 - انـعدام المـفهـوم الأخـلاقـى عنده، وهذا جعـل النـاس يخـافونه ولا
يـحبونه، بـل إن أنصـاره مـا كـانوا يـأمنونه؛ لأنه كـان كثير التجسس
فكان يطلب من العبيد والجوارى أن يكونوا عيونًا فى بيوتهم وأفسد
أخلاق الناس بالرشوة ونحوها.
3 - حجر المنصور عـلى الخـليفـة «هشـام»، وتعيين ابنه «عبدالملك بن
المنصور» وليا لعهده، والتخلص من معارضيه بالتآمر والقتل.
ولقـى المنصور ربه فى «مدينة سالم» فى (27 من رمضان سنة 392هـ
= أغـسطـس سـنــة 1002م) كـمــا أســلفنـا وتولى الأمر من بعده ابنه
عبدالملك المظفر.
عبدالملك المظفر بالله ابن المنصور:
[رمضان 392 - صفر 399هـ = أغسطس 1002 - أكتوبر 1008م].
صـدر أمر الخـليفـة «هشـام» بتوليـة «عبدالمـلك» #الحجـابـة# بعد وفـاة
والده، وقضـى عبدالمـلك بسرعـة على من أراد انتهاز الفرصة للعودة
إلى حكم الخليفة، وقد بدأ عهده بإسقاط سدس الجباية (الضرائب) عن
السكان بكل نواحى الأندلس فاستبشر الناس به خيرًا.
سياسة عبدالملك مع النصارى:
ظن مـلوك النصارى أن خطر الغزوات الإسلامية عليهم سيقل بعد وفاة
المنصور، لكنهم كـانوا واهمين لأن عبدالمـلك بدأ بعد أشهر قـليلة من
ولايـته يـستـعد لغـزوتـه الأولى، ووفـد إليـه الزعـمـاء والمتطوعـة من
المـغرب وغـيرهــا للاشـتراك مـعه، فرحَّب بهم وبذل لهم الأموال ووزع
عـليهم السلاح، وخرج بالجيش من مدينة الزاهرة فى (شعبان 393هـ =
يـونـيو 1003م)، وتـوجـه إلى مـديـنــة «طـليطـلة»، ومنهـا إلى مدينـة
«ســالم»، حـيث انـضم إليـه «الفـتــى واضـح» فــى قواته وقوات من
النـصــارى حـسب اتـفــاقـهم مـع المـنصور، ثم اتجه الجنود نحو الثغر
الأعــلى، ثـم مـن سـرقـسطــة إلى «برشـلونـة»، حيث استولت القوات
الإسـلاميـة عـلى بعض الحصون المنيعة، واستولت على سبى ومغانم،
ثم عـاد المسـلمون إلى قرطبـة عن طريق مدينة «لاردة» فى شهر ذى
القعدة، وقد تـلقـى عبدالمـلك رسـالة من أمير #برشـلونـة# تطلب الصفح
والمهادنة فاستقبل الرسل استقبالا يليق بمقام الخلافة.
ولمــا اعـتدى أمـير قـشتـالة عـلى أراضـى المسـلمين سنـة (394هـ =
1004م) قصد إليه عبدالمـلك وأدبه، واضطره إلى التسليم وطلب الصلح
ثـانيـة، وتعهد عـلى التعاون مع عبدالملك فى حملاته ضد مملكة ليون
وضد خصومه جميعًا.
وفــى العــام التــالى خرج «عبدالمـلك» وسـار نحو طـليطـلة ولحق به
«الفـتــى واضـح» ومــلك قشتـالة، واتجهوا شمـالا نحو أراضـى ليون
ومدينـة سمورة وعاث فى هذه النواحى ووصل إلى جليقية واستولى
عــلى كـثيـر من المغـانم والسبـى، ولكنه لم يحقق نتـائج حربيـة ذات
قيمة.
خـرج عـبدالمــلك فــى أواخر سنـة (396هـ = 1006م) إلى «بنبـلونـة»
عاصمة «نبرة» فقصد «سرقسطة» و«شقة» و«بريشتر» ومنها اخترق
المـســلمون أراضـى العدو وأخذوا يقتـلون وينهبون، ثم تعرض الجيش
لبعض العواصف ورعد وبرق قاسٍ، واضطر إلى العودة إلى العاصمة.
حين وصـل إلى مسـامع عبدالمـلك أن أمير قشتـالة يفكر فى الاعتداء
عــلى أراضــى المـســلمـين، خرج لغزوته الخـامسـة المسمـاة «غزوة
قــلونـيــة» فــى (صـيف 397هــ = 1007م)، واخترق أراضـى قشتـالة
ليحـارب ملكها الذى تحالف معه ملك ليون وملك نبرة، وعدد من زعماء
النـصــارى الذيـن وحـدوا صـفوفهم، ومع ذلك فقد تمكن عبدالمـلك من
إلحـاق هزيمـة بهم جميعًا عند مدينـة «قـلونيـة»، وحمـلهم عـلى طـلب
الصـلح ثم عاد إلى قرطبة أواخر العام المذكور، فسر الناس بما حقق،
واتخذ هو لقب «المظفر بالله» إشادة بما أحرز من نصر عظيم.
لكن مـلك قشتـالة جدد عدوانه وغدر بـالمسـلمين فخرج إليه عبدالمـلك
فــى (صـفر سنـة 398هـ = أكتوبر 1007م)، واخترق أراضـى قشتـالة
الوسـطــى، وقصد إلى بعض الحصون المنيعـة، وجرت معركـة، اضطر
النصـارى بعدهـا إلى دخول الحصن، وهجم عـليهم المسـلمون وضربوا
الحصن بـالمجانيق والنيران حتى حملوا العدو على طلب التسليم، وهنا
أمـر عـبدالمـلك بقتـل المقـاتـلة وسبـى النسـاء والذريـة، ثم رجع إلى
العاصمة فى شهر ربيع الثانى.
وفـى شوال من العـام نفسه خرج عبدالمـلك بغزوته السابعة والأخيرة
وتـعرف «بغزوة العـلة»؛ إذ إنه مـا كـاد يصـل إلى مدينـة سـالم حتـى
اشتد به المرض وتفرق عنه المتطوعة، واضطر إلى الرجوع إلى قرطبة
فــى (المـحرم 399هــ = سبتمبر 1008م) لكنه شعر بتحسن فـى صحته
فـعمــل عــلى اسـتئـنــاف الغزو بعد فترة وجيزة لكن حـالته سـاءت،
وتعرض لنكسـة سببهـا التهـاب رئوى، وعـاد إلى العـاصمة فى محفة
حيث مـات فـى (16 من صفر سنـة 399هـ = 21 من أكتوبر 1008م) بعد
حكم دام نحو سبع سنوات.
أسلوب عبدالملك فى الإدارة والحكم:
التـزم عـبدالمــلك الأســلوب الذى كــان يـحكم به والده الأندلس فجعـل
الخليفة محجورًا عليه لاحول له ولاقوة.
وجـمع الســلطــات كــلهــا فــى يديه، وحدَّ من نفوذ الوزراء والكتـاب
وراقـبهـم وحــاسبهم، وجـلس للنـاس وهجر اللهو، وعمـل عـلى تنميـة
المـوارد وترتب عـلى هذا تحسن فـى الأحوال المـاليـة التـى كـانت قد
ساءت بسبب كثرة النفقات.
ولم يكن لعبدالمـلك نصيب كبير فـى مجالات العلم والأدب وكان مجلسه
لايقوم إلا على الأعاجم من البربر وغيرهم، ومع ذلك فقد استمر يجرى
الرواتب التـى كـان أبوه يجريهـا على العلماء والأدباء والندماء، كما
استمع إلى الشعر ووصل الشعراء.
عبدالرحمن بن شنجول:
قـلد الخليفة هشام الحجابة لعبدالرحمن بن منصور، وأنعم عليه بالخلع
السـلطـانيـة، وكانت أمه ابنة لملك «نبرة» تزوجها «المنصور» وأنجب
مـنهــا، وقـد أســلمـت وتـسمـت بــاسـم «عبدة» ولأنه أشبه جده لأمه
المسمى «شانجة» لقب بشنجول أو شانجة الصغير.
ولم يـكن الشـعب يـميـل إلى «عبدالرحمن» لمـا فيه من دمـاء نصرانيـة
ولانحراف سـلوكه، ولأنه جرى على منهج أبيه وأخيه فى الحجر على
الخــليـفــة هـشـام مع الاستبداد بـالرأى وإن مـال هو إلى التودد إلى
الخـليفـة ومخـالطته، وقد منحه الخـليفـة لقب #المأمون# ناصر الدولة بعد
عشرة أيـام من ولايته، ليس هذا فحسب، بـل إن عبدالرحمن جرؤ على
مـا لم يجرؤ عليه أحد لا المنصور ولا عبدالملك، حين نجح بعد محاولات
فـى استصدار مرسوم من الخـليفة بتعيينه وليا للعهد من بعده، لتنتقل
رسوم الخلافة من أسرة بنى أمية إلى أسرة بنى عامر، وأقر فقهاء
قرطبـة وعـلماؤها هذا التحول وزكاه الوزراء والقضاة والقادة، وكان
ذلك فـى ربيع الأول سنة (399ه= 1008م)، ومضى «عبدالرحمن» أبعد
من ذلك حين عين ابنه الطفـل فـى خطة الحجابة ولقبه سيف الدولة، ثم
اتخذ قرارًا جـلب عـليه كثيرًا من السخط حين طـلب من أكـابر الموظفين
ورجــال الدولة خــلع القــلانـس الطويـلة التـى يتميزون بهـا لأنهـا لبس
الأندلسيين، وتغطيـة الرأس بـالعمـائم التـى هـى لبـاس البربر فـأذعن
هؤلاء كارهين.
فكر عبدالرحمن أن يشغـل النـاس بالغزو، فقرر أن يتوجه إلى جليقية
رغـم تـحذيـره مـن سـوء الأحـوال الجـويــة، ومـن انـقــلاب قد يقوم به
المـروانـيـة ضده، لكنه صمم وسـار بـالجيش نحو طـليطـلة، ومنهـا إلى
جــليـقيـة وسط أمطـار وبرد شديدين وكـان يمـارس هوايته فـى اللهو
والشراب، وقد اخترق ممـلكـة ليون قبل أن يصل إلى جليقية، فتحصن
الأعداء برءوس الجبال، ولم يجد عبدالرحمن سبيلا إلى مقاتلتهم بسبب
كـثرة الثـلوج وفيضـان الأنهـار، فـاضطر إلى أن يعود دون أن يفعـل
شيئًا.
وعند وصوله إلى طـليطـلة جـاءته الأنبـاء تفيد أن انقلابًا قد حدث فى
قرطبـة وأن الثوار استولوا عـلى مدينـة الزاهرة فـاضطربت صفوفهم،
واضطر عبدالرحمن إلى أن يعود عن طريق قلعة رباح، ولم يلتفت إلى
نصح من طـلب منه البقـاء فـى طـليطلة، لاعتقاده أن الناس سترحب به
إذا رأوه يقترب من قرطبة.
وكـان السبب الرئيسـى للثورة هو استبداد بنـى عـامر وقهرهم للناس
استنـادًا إلى قوة قوامهـا البربر والصقالبة، ثم كانت ولاية عبدالرحمن
للعهد واستئثـاره برسوم الخـلافـة والحكم هـى الشرارة التـى انتقـلت
منهـا نيران الثورة إلى كـل العناصر الناقمة، وعلى رأسهم #بنو أمية#،
وكــان المـخطـط للثـورة والمـتــابع لمراحـل تنفيذهـا «الزلفـاء» والدة
عبدالملك -التى اعتقدت أن «شنجول» سم ابنها - ثم فتى أموى اسمه
«محمد بن هشـام بن عبدالجبـار بن عبدالرحمن النـاصر» كان عبدالملك
قد أعدم أباه.
لم يكن المروانيـة وحدهم يرغبون فـى القضـاء على العامريين، وإنما
كـان معهم كـل العنـاصر النـاقمـة من البيوت العربية مضرية أو يمنية،
يــؤازرهـم كـل طبقـات الشعب، وأحكم هـؤلاء جميعًا خطتهم وانتهزوا
فـرصــة خـروج عبدالرحمن للغزو ومعه معظم الجيش ليقوموا بـالتنفيذ،
وفـى يوم (16 من جمادى الأولى 299هـ = 15 من يناير 1009م) جاءت
الأنباء بأن عبدالرحمن عبر بجيشه إلى أرض النصارى، فقام محمد بن
هشـام بـإنزال ضربته، وهجم عـلى قصر قرطبة وقتل صاحب المدينة،
والتـف حـوله الســاخـطون، ثم اقتحم سجن #العـامريـة# وأخرج من فيه،
واجـتمع حوله المروانيـة وانضم إليه النـاس من كـل حدب وصوب، وبعد
أن سـيطر ابن عبدالجبـار عـلى القصر واستولى عـلى كـل مـا فيه من
سـلاح وغيره، طـلب من الخليفة هشام أن يخلع نفسه فوافق، وانتهت
بـذلك خــلافـته الصوريـة التـى دامت (33) سنـة وتولى الأمر «محمد بن
هـشــام بن عبدالجبـار» وتـلقب بـالمهدى فـى (17 من جمـادى الآخرة
399هـ = 16 من فبراير 1009م) وجـاءه النـاس مهنئين، وما شعروا أن
تـلك هـى بدايـة الفتنـة التـى ستطيح ليس بـالدولة العامرية وحدها بل
وبالخلافة بكل ما تمثله.
وفــى اليـوم التــالى قــام الثـائرون بهدم مدينـة الزاهرة وقصورهـا،
وأحست الحـاميـة المنوط بهـا الدفـاع عنهـا أن المقـاومـة غير مجديـة
فـفتحوا أبواب المدينـة شريطـة أن يـؤمنهم المهدى، وتم نهب القصور
والاسـتيــلاء عــلى كــل مـا كـان فيهـا من متـاع وجواهر، ولم يكتف
المهدى بذلك وإنمـا قام بهدم كل مبانى مدينة الزاهرة وأسوارها بعد
أن اسـتولى عــلى كــل مـا فيهـا من خزائن وأموال وتحف حرصًا منه
عـلى إزالة كـل آثار بنى عامر، وأصبحت المدينة أطلالا، وتحولت إلى
أثر بعد عين.
وقـد حــاول «عبدالرحمن» وهو فـى «طـليطـلة» بعد أن بـلغته أخبـار
الثورة أن يتنـازل عن ولايـة العهد مكتفيًا بـالحجـابـة، فـلم يلتفت إليه
أحد ثم سـار إلى قرطبة، ولما اقترب منها تركه جند البربر وفروا فى
جنح الظـلام، ثم تمكن الخـليفـة الجديد من مطـاردته وإلقاء القبض عليه
وهـو مختبئ فـى أحد الأديرة، وقتـله فـى (3 من رجب 399هـ = 3 من
مارس 1009م).
وهكذا انتظر الشعب أول فرصة وأطاح بالطغيان المستبد الذى فرضه
العــامـريون، ولم يشفع لذلك النظـام مـا تحقق عـلى يدى المنصور من
أمـن واسـتقرار عم ربوع الأندلس وكـانت تـلك الثورة بدايـة مرحـلة من
الفتن والفوضـى الشـاملة التى أنهت وجود الحكومة المركزية، وقضت
على الخلافة الإسلامية، ومزَّقت الأمة وجعلتها أشلاء متناثرة.
ولم يكن محمد بن هشـام بن عبدالجبار شخصًا مناسبًا لهذه الفترة، إذ
كــان قــليــل التفكير لا يعرف شيئًا عن الدولة وشئونهـا أحـاط نفسه
بطـائفـة عـلى شـاكلته لا تحسن غير النهب والسرقة ولم يكن يحركهم
إلا شـىء واحد هو الانتقـام من العـامريين، وإهـانـة البربر، عقابًا لهم
على تأييدهم بنى عامر.


 @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م]. 500092465

 @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م]. 500092465

تحياتي لكم

 @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م]. 500092465

 @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م]. 500092465

 @الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م]. 483098003
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
@الدولة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــريـــــــــــــــــــــــــــــة [368 - 399 هـ = 978 - 1009 م].
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» @عــــــــــــصـــــر مـــــــــــــــــــــــــــــلوك الطـــــــــــوائـــــــــــف (400 - 484هـ = 1009 - 1091م(.
»  @ســقـوط الخـــــلافـــــة الأنــدلســيـــة وقـيـــام دولة بـنـــى حـمود [399 - 422 هـ = 1009 - 1031 م].
»  @الدولة الإخـــــــــــــــــشــــــــيـــــــــــــديــــــــــــــــــــــــــــــــــة [ 323 - 358 هـ = 935 - 969 م ]
»  @الدولة الفــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــمـــــيـــــــــــــــــــــــــــة (358 هـ - 567 هـ).
» @الدولة الأمـــــــــــويــــــــــــــــــــــــــــة بــــــــــــــــــالأنـــــــدلس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أحـــــلى مـــنـــتـــديـــات أمـــيـــن عـــبـــلــــة الــــحـــب  :: المنتديات الإسلامية :: مواضيع دينية-
انتقل الى:  
الفيس بوك